الأحد، 19 فبراير 2012

حديث إلى الطيبين

0

أعزائى الطيبين أحدثكم من قلبى راجيا أن يصل حديثى إلى قلوبكم . هل نحن أتقياء حقيقة ؟ كيف يتعرف  التقى على نفسه الطيبة ؟ لاشك أنكم تعلمون

أن أول شروط التقوى الإخلاص وأنه لاإخلاص بدون تواضع  والتواضع أن تشعر أمام الله بذل العبودية وأمام الناس أنك لست خيرا منهم .وهذا يقتضى

شعورك الدائم بالتقصير  وأنك مهما حاولت الرقى فهناك الأرقى .

وأريد أن ألفت انتباهكم يا أحبائى إلى معنى مهم :هو أن ا لمعصية تورث صاحبها  الانكسار والطاعة تورث صاحبها العزة  وهنا مدخل للشيطان خطير

فقد يتسلل اللعين إلى نفس المؤمن ينفخ فيه ويؤجج غروره وهذا باب للسقوط الرهيب .

وقد قرأت فى الانجيل أن رجلا عابدا وقف فى المعبد يصلى ويقول :(ياربى أنا أصلى لك منذ كذا من السنين  و أتعبد لك بينما هذا الفاسق الواقف هناك

قد كان يعصيك طوال عمره فأين قدره من قدرى ومكانه من مكانى) بينما كان هذا العاصى يقف أمام ربه باكيا وهو يقول :(إلهى جئت إليك بقلب

كسير مفعم بالخطايا جئت أحمل ذنوبى على كاهلى  وأعلم أنى لست أهلا لمغفرتك ولكنى لم أجد غيرك ألجأ إليه وها أنا ألجأ إلى بابك فهل تقبلنى  أم

تردنى خائبا) ؟ويعلق الإنجيل على هذا المشهد بأن الله قبل العاصى ورفض العابد .

أيها الأحباب :عندما يخطىء أخوك فكن عليه حانيا ولا تعن الشيطان عليه ولاتلهب قلبه بسياط التأنيب والتقريع واحمد الله الذى عافاك مما ابتلاه به

واعلم أنك لست معصوما من الزلل .واعلم -يا أخى -أن القوة غاية القوة أن تتواضع لأخيك المنكسر وتمد إليه يد المؤمن المحب ويكفيه أنه يشعر

بالذنب فهذا أول خطوات التوبة النصوح فكن له خير معين  واعبر معه هذه المخاضة عسى أن يعبر بك يوما مثل هذا الموقف وتذكروا أيها الأحبة

قول المسيح صلى الله عليه وسلم :"من لم يخطىء منكم فليرمها بحجر" وقول أخيه محمد صلى الله عليه وسلم "كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون "

أسأل الله لى ولكم ولكل الناس الهداية والتوفيق

ليست هناك تعليقات: