قال:يقولون :إن موقف الإسلام من حرية الفكر عليه علامات استفهام .
قلت:وما هذه العلامات ؟
قال:أن الإسلام نفسه عمل قلبى لادخل للعقل فيه كما يقول الفقهاء.
قلت:هذا كذب على الإسلام وعلى الفقهاء ومن يقرأ القرآن يرى مكانة العقل فى الدعوة إلى الله .اقرءوا الآيات
(52-67) من سورة الأنبياء وهى تحكى تجربة عقلية كاملة مع عبدة الأوثان وفى طول القرآن وعرضه حث على
التفكر "أفلا تعقلون" "إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون ""هل يستوى الذين يعلمون والذين لايعلمون ""قل انظروا
ماذا فى السموات والأرض " عشرات من الآيات التى تحض على الفكر وتذم التقليد وجمود العقل .أما عن الفقهاء
فلم يقل واحد منهم بإلغاء العقل بل العكس هو الصحيح فمن شروط التكليف (العقل )ومن لاعقل له لاتكليف عليه.
قال:ويقولون :إن الإسلام لايسمح بالرأى الآخر .
قلت:لو رجعنا إلى القرآن لوجدنا عكس ذلك عشرات الآيات تتحدث عن شبهات الكفار بل تأتىبشتائمهم وبذاءاتهم
لترد عليها "ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذى يلحدون إليه أعجمى وهذا لسان عربى مبين"النحل
103"وقالوا أءذا كنا عظاما ورفاتا أءنا لمبعوثون خلقا جديدا /قل كونوا حجارة أو حديدا/أو خلقا مما يكبر فى صدوركم
فسيقولون من يعيدنا قل الذى فطركم أول مرة فسينغضون إليك رءوسهم ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا"
الإسراء 51 آيات كثيرة تتحدث عن الرأى الآخر حتى وصل الأمر إلى قول الله لنبيه صلى الله عليه وسلم "قل من يرزقكم
من السموت والأرض قل الله وإنا أو إياكم لعلى هدى أو فى ضلال مبين "سبأ 24
قال:ويقولون :إن الإسلام يرفض أن يرتد المسلم عن دينه.ويعاقبه بالقتل .
قلت:مسألة المرتد لم تفهم جيدا وحقيقة الأمر أن الشخص لايدخل الإسلام ولا يقبل منه إسلام إلا بالقناعة التامة وإلا كان
نفاقا مردودا على صاحبه ومن هنا كان المسلم مختارا لدينه عالما بقواعده ومن هذه القواعد عقوبة المرتد والعجيب أن
هذه العقوبة طاردة عن الإسلام أى تخوف من يريد أن يدخل الإسلام ومع ذلك يختار المسلم الإسلام فإذا جاء مثل هذا
الشخص ليتمرد على الدين الذى اختاره وعرفه جيدا كان لابد من وقفة معه لأن الدين لايعرف الهزل فى العقيدة ويلاحظ
هنا أمران :الأول :أن عقوبة المرتد فيها خلاف كبير وليست محل إجماع ومعنى ذلك أنها ليست قانونا .الثانى :أن قتل
المرتد ليس وقفا على الإسلام بل يوجد فى التوراة والإنجيل ما يأمر بحرق المرتد .فليس الإسلام بدعا فى ذلك .
على أنه يجب التوقف فى تعريف المرتد .
قال:ومن هو المرتد ؟
قلت :أرى أن المرتد هو الشخص الذى دخل الإسلام باختياره وهو على علم تام بقواعده ومنها عقوبة المرتد أما المسلم بالوراثة الذى لايعلم من أمر دينه
شيئا ولا يعنيه أن يفكر لماذا هو مسلم فأعتقد أن هذا -إذا خرج من الإسلام -ليس مرتدا لأنه لم يسلم . والله يقول الحق وهو يهدى السبيل |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق