الاثنين، 19 مارس 2012

الجنس بين الحق والواجب

0

;عندما أتحدث عن الجنس أقصد العلاقة الحميمة بين الزوجين أما الجنس خارج الزواج فهو  خارج حدود الحق والواجب وهذه العلاقة الزوجية الحميمة تشكل عاملا أساسيا فى استقرار الحياة الزوجية ومدى الاستمتاع بها;كثير من الأزواج يكثرون من شكوى برود ةالاستجابة عند زوجاتهن ونفس الشكوى عند الزوجات وإن كانت على استحياء;والمشكلة تكمن فى مدى فهم الزوجين لهذه العلاقة فالغالب من الرجال والنساء يعتقدون أن هذه العلاقة أمر معتاد يمارس دون تفكير أو فلسفة ....;والزوجة فى ليلتها الأولى تتقبل هذه العلاقة باعتبارها شيئا متعارفا عليه بل لعل جل الفتيات تلقين من أمهاتهن تعليمات بأن عدم الاستجابة لهذه العلاقة عيب وحرام .كذلك الرجل فى ليلته الأولى يتلقى كما وافيا من معارفه بأن عليه أن يثبت رجولته حتى تكون له شخصية وقيادة فى بيته.;ولقد بحثت عن نظرة الإسلام إلى هذه العلاقة فوجدت أن القرآن يولى هذه العلاقة اهتماما خاصا باعتبارها ركيزة من ركائز السعادة الزوجية .;استمعوا معى إلى قوله تعالى ;أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن"البقرة 187  هل لاحظتم هذا التعبير الخاص ;هن لباس لكم وأنتم لباس لهن ؟إنه يعنى  الستر والالتحام وهذا المعنى متبادل بين الزوجين وهذا يعنى ;أن الجنس حاجة للزوج والزوجة على حد سواء .;واستمعوا معى إلى قوله تعالى :;نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموالأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين"223

هذه الآية تقرر:

أولا:أن الجنس الزوجى عملية هادفة مثل الحرث وهذا الحرث يشمل إنجاب الأولاد وتحصيل المتعة . 

ثانيا:أمر للزوج بأن يحرص على هذا الحرث ثالثا:أنه يباح للزوجين ممارسة تلك العلاقة الحميمة بأى طريقة تحلو لهما بشرط الحرص على (الحرث) وهذا فسره الرسول صلى الله ;وسلم لأحد الصحابة " اتق الحيضة والدبر"  وهذا التعبير يحل مشكلات كثيرة تعوق السعادة الزوجية ولاتحوج الزوجين إلى  استشارة الأطباء فى هذا الصدد رابعا:هذه الآية تضفى على الجنس الزوجى طابعا دينيا دافعا تجعل الإقبال عليه من الزوجين يحمل طابع الرضا من الله والرضا عن الله الذى جعل تلك العلاقة لونا من العبادة وهكذا يتحول إشباع الغرائز بالحلال إلى شعور بلذة أخرى هى لذة الطاعة لله. خامسا :لفت نظر الزوج بل وتحذيره أن يتجاهل رغبة الزوجة بالانتهاء بمجرد انتشائه بل عليه أن يتقى الله ويعلم أنه محاسب على إيذاء زوجته بتعجيلها عن الانتشاء .ولاشك أن هذا التوجيه الإلاهى يقرر حق الزوجة فى الإشباع كالرجل تماما. ثم يأتى قوله تعالى "وبشر المؤمنين " فهذا تعبير فى غاية الروعة فى ختام حديث عن الجنس الزوجى يوحى بأن هذه العلاقة فرحة الجسد بلقاء الجسد الذى ;يحبه ونشوة الروح بالالتئام مع الروح التى تعشقها وهذا أمر جدير بالبشرى  وبعد كل هذا نلفت النظر إلى أن الزوجين إذا مارسا تلك العلاقة بروح الواجب كان الأداء ثقيلا وغير مشبع بل كان مثيرا للمشكلات أما إذا أقبلا عليه باعتباره حقا فسوف يحسنان الاستعداد له ويحسنان أداءه وبذلك يكون الجو ممهدا للوصول إلى ذرة النشوة والارتواء وبشر المؤمنين .

ليست هناك تعليقات: