الجمعة، 23 مارس 2012

غيرة هدهد

0

"وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لايهتدون / ألا يسجدوا

لله الذى يخرج الخبء فى السماوا ت والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون "النمل 24-25

هذا ما حكاه القرآن عن هدهد سليمان عليه السلام  ويجدر أن نتوقف عند بعض الملحوظات :

أولا:أن الكائنات الحية غير الإنسان لها إدراك فالهدهد -   وهو واحد لايختلف عن باقى الهداهد   -قد رأى وفهم وكان له

موقف وأحس أن واجبه أن يبلغ ما رأى إلى ولى الأمر. أما كيف حدث هذا ؟فهذا مالا نعلمه .

ثانيا:أن سليمان عليه السلام علم منطق الطير وتبادل معه الخطاب ووضعه موضع الاختبار وكلفه بمهمة أداها على خير وجه وهذا لايحدث إلا فى عالم

العقلاء  حسب ما نعلم فهل الهدهد عاقل ؟الله أعلم

ثالثا:أن العلم الإنسانى علمان  علم مكتسب نأخذه من الكتب وعن الأساتذة .وعلم آخر يأتى من مصدر غير بشرى وهذا العلم  لايكتسب إنما هو منحة

يمنحها من يملك لمن يستحق  .

رابعا :أنه لايوجد  تفسير علمى عقلى  لما حدث لسليمان عليه السلام وما يشبهه فلا العلم ولا العقل يستسيغ أن يتكلم الهدهد والنمل وأن يسمع إنسان كلام النمل

وهذا يعنى التسليم بوجود قوى أخرى عليا لها الهيمنة على كل شىء ولاتخضع لهيمنة أى شىء .

خامسا:أن الكائنات الحية غير الإنسان  تؤمن بالله وتستنكر على البشر السجود لغيره  وهذا أمر عجيب يضع الإنسان غير المؤمن أمام معادلة صعبة

إما أن يرتقى إلى مقام الإيمان وإما أن يسفل إلى درك ما دون الحيوان .

سادسا:أن الهدهد تحمل المسئولية وأدى الواجب على أحسن ما يكون الأمر الذى يفتقده كثير من بنى البشر.

سابعا:أن الهدهد وهو الطائر الضعيف قد أحاط علما بما لم يحط به نبى الله سليمان  وهذا يؤكد طلاقة العطاء الإلاهى .

ثامنا:أن الهدهد لم يرتجف فزعا من سطوة سليمان عليه السلام ولكنه أجاب فى شجاعة المؤمن الذى يعلم أنه لايدين إلا لله.

تاسعا :أن  هذا الكائن الضعيف كان سببا فى هداية أمة كاملة  ولم يحتقر عمله ولم يقل :وأنا مالى مثلما يفعل كثير من البشر .

عاشرا:يبدو أن الكائنات الحية غير البشر مطبوعون على اتجاه واحد هو الحق  ولا مجال عندهم للنفاق أو التعلق بما ليس لها .ولعل هذا الاتجاه الواحد هو

الذى طبع حياتها بنفس الطابع منذ خلقت دون تغيير أو تطور . 

حادى عشر
: أن البشر لم يطبعوا طبعة واحدة وليسوا أمة واحدة بل خلقوا مختلفين وشاء الله أن يكونوا كذلك لتتنوع الحياة على وجه الأرض وتدور عجلة التطور.

ثانى عشر:إذن ليس من مصلحة الإنسان ولا من صالح الحياة أن يكونوا مثل الهدهد وإن كان من الخير أن نتعلم من هذه المخلوقات التى نظن أنها غير عاقلة

ليست هناك تعليقات: