الخميس، 22 مارس 2012

مصر بين الموضوعية والتصنيف

0

بسم الله الرحمان الرحيم  يارب سترك 

هل تذكرون الراحل العظيم /مصطفى النحاس باشا زعيم حزب الوفد قبل ثورة يوليو 52؟

رحمة الله على ذلك السياسى المصرى الأصيل ...قال له /مكرم عبيد عند تشكيل الوزارة :

(ياباشا ألا ترى أن عدد الأقباط فى الوزارة أكثر مما ينبغى)؟ فقال النحاس باشا:(فين يا مكرم

أنا لاأجد أمامى إلا مصريين )

هكذا كانت النظرة السياسية المصريون نسيج واحد وكان البرهان الرائع على ذلك تولى /بطرس

نيروز باشا رئاسة وزراء مصر فى أوائل القرن العشرين ...

كان هذا زمان أيام أن  كان الزمان إنسان ...

أما اليوم فقد ابتلى المصريون بداء التصنيف والتعامل على هذا الأساس السخيف.

إسلاميون ولبراليون مسلون ومسيحيون..

وإذا وصل الإسلاميون إلى السلطة انبرى اللبراليون ينتفون ريشهم ويسفهون أحلامهم ويصيحون محذرين من ضياع الوطن على أيديهم

وظنى أنه لو وصل اللبراليون إلى السلطة لانبرى الإسلاميون يجأرون بالدعاء أن ينقذ الله العباد والبلاد من هؤلاء الكفرة الملاحدة ..

وهكذا تتعرى مصر وتتمزق بين أولادها الممزقين  الذين يحتاجون إلى دروس فى الوطنية على يد أمثال /مصطفى النحاس رحمه الله.

متى نتعلم الموضوعية فى خلافاتنا ؟ لو جاء الإسلاميون بالخير العميم لعموم الناس لقال اللبراليون من بين أسنانهم :لانقبل ولا نريد .

وكذلك لو جاء الخير على يد اللبراليين لقال الإسلاميون :لايأتى من وراء هؤلاء خير .

طيب مالحل ياأبناء مصر ؟بعد أن نشرنا غسيلنا القذر أمام العالم ؟

الحل أن نكون على شىء من الأدب الوطنى والموضوعية ..الحل أن نترك أصحاب القرار يعملون وأن نقول :أحسنت لمن يحسن

وأسأت لمن يسىء ...الحل أن يكون همنا الأوحد أن ترتفع راية مصر دون النظر إلى اليد التى ترفعها .

وعندئذ -فقط -يرفع لنا مصطفى النحاس قبعته من وراء الغيب .

ليست هناك تعليقات: