الثلاثاء، 30 أغسطس 2011

شاهد على العصر

العبد لله -الذى هو أنا-قضى فى ليبيا سبع عشرة سنة فى (بنغازى) من سنة 76إلى 93.مدرسا للمرحلة الثانوية ومعاهد المعلمات ومعهد الخدمة الاجتماعية .وخطيبا للجمعة .
يعنى جبت بنغازى حيا حيا وشارعا شارعا وحارة حارة وزنقة زنقة 
وتعاملت مع جميع المستويات ابتداء من أمناء اللجان الشعبية (وكلاءالوزارات )إلى اللجان الثورية (أنبياء الثورة)كما كان يسميهم ولى نعمتهم .إلى عامة الناس .
وأسوق هذه المقدمة لأبين لحضراتكم أن حضرتى يصلح شاهدا 
على (العصر)...
وكلمة العصرتعنى عندنا نحن الغلابة تلك الفترة المحدودة من الزمن لكنها تعنى عند (ملك ملوك إفريقيا )(عصر الجماهير)الذى 
يعنى به عصر الحريات غير المسبوقة التى أنعم بها فخامته على 
الشعب الليبى وعلى البشرية جمعاء والذى يرتكز على (الكتاب الأخضر) الذى ينفع فى اليوم الأغبروالذى حل مشكلات البشر السياسية والاقتصادية والاجتماعية ....
ولكن جماهير الشعب الليبى كانت تؤمن بأن هذا العصر هو (عصر) الجماهير فعلا من باب (عصر يعصر عصرا)وعندما سمعت هذا الفهم منهم قفزت إلى ذهنى (المفرمة )التى توعد بها الرئيس السادات -الله يرحمه-أعداءه ويومها رسم أحد الصحافيين 
مفرمة ضخمة على شاطىء الأسكندرية الشمالى .والشىء بالشىء يذكر......أنا إذن شاهد جيد على (عصر الجماهير )..........
خذ بالك لماتضع ثمرة فى العصارة كى تحصل على عصارتها حتى الثمالة وتتركها (تفلا) تلقى به فى القمامة....
هذا بالضبط ما فعله القذافى بالشعب الليبى.......
عندما قدمت بغازى عام 76كان لكل ليبى تقريبا سيارة ومنزل وتجارة .كان الليبى لايلتفت إلى عشرة الدنانير إذا وقعت منه عل 
فقيرا يلتقطها ....أستطيع أن أقول كان الناس فى ترف حقيقى.
ثم...بأت العصارة مهمتها التاريخية العظمى ...
يبدو أن القذافى نظرإلى نفسه فى مرآة بالحجم الطبيعى فرأى شيئا جللا..رأى مخلوقا أسطوريا تنبعث من خلايا جمجمته أمواج هادرة من عبقريات خارقة واكتشف الرجل أنه ليس رجلا إنه (أمة وحده)
وكان لابد أن يفيض  من بركاته على رعاياه..واشتغلت (العصارة)
-(التمثيل تدجيل واللجان فى كل مكان ) وصار الشعب الليبى كله
محشورافى لجان تجتمع لتقررما يأتيها من (الأخ القائد) ثم يقال إنها تقرر ماتشاء .وهكذا عصرت العصارة إرادة الشعب الليبى.
-(البيت لساكنه ) يعنى أنت رجل تملك عمارة أو أكثر لماذا؟
أنت إذن حرامى سرقت مال الشعب .اختر لك بيتا واحد (شقة) واترك الباقى لمن لايملكون .وبعد هذا القرار الثورى حدثت أزمة سكن خانقة فى ليبيا ذات المليونى كيلومترمربع والأربعة الملايين من البشر.
-(لااستقلال لشعب يأكل من وراء البحر) مقولة ممتازة وصائبة ولكن العصارة جعلت من (الشربات فسيخ )فرايت جماهير الليبيين وأنا معهم نصطف فى طوابير طويلة للحصول على الخبز وشاهدت سيدة باكستانية عجوز تموت تحت الأقدام من أجل (كيلو موز) .ااااااااااا
-(لابد من القضاء على الكلاب الضالة )والكلاب الضالة هنا أكرمكم الله هم المخالفون له فى الرأى وهؤلاء يكفى لإعدامهم أن تجتمع (لجنة ثورية)قد تكون من طلاب المدارس وتقرر أن فلانا 
عدو للثورة حيث يحكم بإعدامه فورا .ولقد رأيت بعنىّ شابا فى 
العشرينيات اسمه(محمود بو حنيكة ) يجلس فى مكتب فخم جدا 
على كرسى دوار وعن يمينه رشاش وعن شماله رشاش مستند إلى الحائط يعنى نعيم وملك كبير فلما سألت عما أوصله إلى كل هذا قيل لى :إن بينه وبين القائد خطا ساخنا لأنه أبلغ عن أبيه أنه عدو للثورة وقام بشنقه بنفسه اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
-وتململت العصارة يوما فقام (الأخ القائد )بتغيير العملة على ألا 
يجوز لكل فرد أن يغيرأكثر من مئتى دينار.وهذا حسبما قالوا لحرمان أعداء الثورة من ثرواتهم ولقد رأيت شخصا يحمل (كرتونة ضخمة ملأى بالدينارات القديمة ثم بعثرها فى الشارع ثم أطلق النار على رأسه ).
يالها من عصارة جبارة لم تترك لليبى الحر عصبا ولا دما.
أيها السيدات والسادة
كل هذا وأكثر ذهب مع القذافى ....
هل تتصورون مدى فرحة الشعب الليبى ؟
قولوا جميعا معى:عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .

الاثنين، 29 أغسطس 2011

عيد سعيد

أقبل عيد الفطربعدصحبة كريمة من (أبى صيام) وما كان فيه من قرآن وقيام .صحبة كان لها أثر فى نظافة البيئة -على الأقل نهارا-
من دخان السجائر .ونظافة العلاقات الأسرية بالتواصل الذى صار غريبا .ونظافة العلاقات العامة بتحمل هموم الآخرين .والأهم من كل ذلك نظافة القلوب فهذه القلوب التى أمسكت طائعة راغبة عن أمور 
لاصقة بها شديدة الخصوصية من طعام وشراب وشهوة لاتفعل هذا إلا وهى طامحة إلى تغيير حقيقى فى مسيرة حياتها إنها تطمح إلى 
الأبقى والأتقى والأرقى والأنقى .إلى أن تشبع روحها بالإنسانية 
وأن تتسامى فوق الحمأ المسنون إلى حيث عنصرها الإلاهى .
كل ذلك كان فى رمضان وآية الفلاح أن يستمربعد رمضان .لأنه 
إذا كان المناخ قد تغير فإن الوعاء مازال باقيا ...
ماذا كان فى رمضان ؟
الصيام والقيام والقرآن والاعتكاف 
هذا الرباعى العظيم .الذى لم ينته بعد رمضان ...
لقد كان جرعات مركزة فى الشهر الكريم وهى فى غيره جرعات 
ممتدة عبر الأيام والشهورلتثبت أن المسلم قد أفاد من التجربة وأنها نجحت فى توجيه حياته نحو الأفضل ..
والأفضل هو الدرس الأكبر المستفاد من الصيام وهوطاعة الله بإذعان الواعى ووعى المذعن الذى يسلم وجهه لله رب العالمين 
دون أن يقدم بين يدى الله إنما هو الإذعان المطلق الواثق بالله .
وهذا الشعور هو هو الذى يأخذ بيد المؤمن من رمضان إلى العيد 
فهو يفطر اليوم استجابة لمن أمره بالصوم بالأمس وهو يستحل اليوم ماحرم عليه من قبل عن أمر الله لاعن أمره فالطاعة هى الطاعة وإن تعددت وجهاتها وهذا يسوق المسلم إلى حسن تلقى الأوامر الإلاهية باعتبار أن الله هو المشرع ولأن المشرع هو الخالق فإن اليقين كامل بأنه لن يضيع صنعته وأن شرعه للحفاظ عليها والترقى بها .ومن هنا تمزج طاعة المؤمن بحبه لله الذى لاينساه لحظة حتى ولو اجتالته الشياطين لحظات أو سنوات .
إنه الله ربنا ...حبيبنا الحق الذى يعلم ضعفنا ويرى إعراضنا ومع 
هذا يتقرب إلينا بالعفو والرحمة بمجرد العود إليه.
إن هذا العيد سعيد على قدر سعادة المؤمن بولائه لربه وسعادته 
بتوفيق الله له وسعادته بهذا الأمل الكبيرالذى يملأ قلبه راجيا من ربه أن يديم عليه التوفيق على طول الطريق وأن يرزقه حسن الختام .....تقبل الله منى ومكنم وكل العام أنتم بخير وعيد سعيد .

الأحد، 28 أغسطس 2011

الصوم والمعارج العشر-المعراج السابع

المعراج السابع:               "والمتصدقين والمتصدقات"
أولا:مادة(ص  د ق) وردت فى القرآن ثلاث وأربعون ومئة مرة
منها ثلاث عشرة بلفظ (الصدقة)وخمس بلفظ (الصدّيق) وعشرون بلفظ (المصدق) ومئة واثنان بلفظ (الصدق)واثنتان بلفظ (المتصدق)
وواحدة بلفظ (الصداق).
ثانيا:الاستعمالات السابقة تدور حول معنى واحد هو (الصدق) 
فالصدقة تعنى صدق المتصدق فى دعوى الإيمان ببعده عن الشح و إنفاقه ابتغاء وجه الله والصديق هو المتمكن فى الصدق بحيث لا
يتطرق إليه شك.والمصّدق هو المتصدق الحريص على الصدقة 
وهو أيضا عظيم التصديق والمتصدق الذى يخرج الصدقة .والصداق هو المهر الذى يعطيه العروس لعروسه تعبيرا عن رغبته الصادقة فى الاقتران بها .
ثالثا:التصدق بالمال يعنى بلوغ المسلم حداجعله ينظر إلى المال على أنه وسيلة لكسب رضا الله وليس غاية فى ذاته .ويعنى أن المسلم صاحب قلب كبير ينهض ليجبركسرالمحتاج ويغيث لهفة المستغيث .ويعنى أن المال -وهو شقيق النفس كما يقال -ظل خارج القلب قبل أن يكون خارج الجيب .
رابعا :المتصدق إنسان يعرف وظيفة المال وأنه لقضاء حاجات ذوى الحاجات ويعرف قيمة العلاقات الاجتماعية وأن أفضل الناس أنفعهم للناس .
خامسا:المتصدق إنسان يعلى قدرمعانى الإنسانية ويعز عليه أن يرى وجها يعلوه الهم أو عينا تدمع من الألم فيسارع إلى كفكفت الدموع أو محاولة التخفيف من الهموم .
سادسا:والصائم إنسان يحس بهذا كله من واقع نظرته إلى الحياة 
من أعلى فهو فوق الطعام والشراب والشهوة وهى جل ما يشغل الناس ولكنه فى شغل عن هذا بلذة الطاعة والقرب من الله وهو كلما بذل من ماله أو جهده أو عمره ارتقى فوق رغبات الجسد والنفس الأمارة بالسوء ليسعد فى رحاب النفس المطمئنة .

موائد الرحمان -الجزء السادس والعشرون

سورة (الأحقاف)
أولا:الإشارة إلى كتاب الله المقروء  وإلى كتاب الله المفتوح وقيامه على الحق والتقدير والتدبيرثم الحديث عن الشرك الذى لاأساس له 
والتنديد بضلال من يعبد مالا يسمع ولا يبصر ثم يكون خصمه يوم القيامة .ويعرض سوء استقبال المشركين للحق وزعمهم أنه سحر وافتراء .والرسول يرد عليهم بنبل ويفوض الأمر إلى الله ويعلن أنه رسول يتبع الوحى ويذكر بموقف بعض المهتدين من بنى إسرائيل وكان الأجدر بقومه أن يؤمنواولكنهم يزعمون -تكبرا-أن الإسلام لو كان خيرا لسبقوا إليه .وتشير الآيات إلى تصديق القرآن للتوراة وأن وظيفة القرآن النذارة والبشارة ويبشر المسلمين المستقيمين بالجنة (1-14)
ثانيا:بيان للنفس البشرية فى استقامتها وانحرافها فالأولى شاكرة نعمة ربها عليها وعلى والديها لائذة بحماه طالبة رضاه والثانية كافرة رافضة نصيحة الأبوين الشفيقين وهؤلاء هم الخاسرون الذين حق عليهم الهلاك مع قرنائهم من الجن والإنس ولم يظلمهم الله ولكنهم آثروا الدنيا واستكبروا وفسقوا(15-20)
ثالثا:طرف من قصة هود عليه السلام مع قومه الذين رفضوا دعوته واستعجلوا-استهزاء-بالعذاب فأتاهم من حيث لم يحتسبوا فدمرهم تدميرا.هذه القصة أمام كفار قريش ليروا كيف كان مصرع عاد التى هى أشد منهم وما كان لهم نصير(21-28)
رابعا:موقف النفر من الجن الذين استمعوا القرآن ورأوهمصدقا للتوراة فآمنوا ودعوا قومهم إليه راجين مغفرةالله مدركين أن المعرضين لن يعجزوا الله ولن يكون لهم نصير من دونه وقد كان مشركوامكة أولى بالإيمان لأن الرسول بشر منهم (29-32)
خامسا:ألم يعلم المشركون أن الذى خلق السموات والأرض قادر على إحياء الموتى ؟إنهم حين يعرضون على الناريستيقنون أنه الحق وهذالن ينجيهم من العذاب .فاصبر يارسول الله كما صبر إخوتك أولو العزم من الرسل (نوح وإبراهيم وموسى وعيسى )ولا تتعجل عذاب هؤلاء فإنهم يوم القيامة سيشعرون أن الدنيا كانت ساعة .ولا يهلك الله إلا الظالمين(33-35)
سورة (محمد)صلى الله عليه وسلم
أولا:تسمى أيضا (القتال)ولذا تبدأبإعلان الحرب على الكفاروتبين حكم الأسرى من المن أو الفداء وتهدد الكفار وتعلن ولاية الله للمؤمنين وأن الكفار كالأنعام يأكلون ويشربون دون رسالة وتقدم 
صورة تقريبية لنعيم اهل الجنة (1-15)
ثانيا:حديث عن المنافقين الذين فقدوا الوعى وتهديد لهم بقرب الساعة وتصوير جبنهم عن القتال ويفتح أمامهم باب التوبة .ولكنه يفضحهم ويبين لهم أن الله عليم بأسرارهم وسيحبط كيدهم ويصور تعذيب الملائكة مكشوفون بعلاماتهم(16-30)
ثالثا:عودة إلى المشركين واليهود وبيان هوانهم على الله وتحذير المؤمنين من التهاون معهم ويبين حرص هؤلاء على الدنيا وأن المؤمنين أحرص على رضا الله تعالى(31-38)
سورة(الفتح)
أولا:نزلت سنة 6هجرية عقب صلح الحديبية وبدأت ببشرى الرسول بالفتح والمغفرة التامة والنصروالامتنان على المؤمنين بالسكينة وزيادة الإيمان والنصر والجنة وتبين ما أعد للكفار والمنافقين من غضب ولعنة وجهنم وفى أول هذا وآخره تأكيد لقوة الله العليم الحكيم الذى أرسل رسوله شاهدا ومبشرا ونذيرا ليقود المؤمنين إلى طاعته وتنزيهه(1-9)
ثانيا:حديث طويل عن بيعة الرضوان وأنها بيعة لله فمن غدر فعلى نفسه ومن أوفى فله الأجر العظيم وبيان موقف المنافقين الذين تخلفواعن الحديبية معتذرين بأموالهم وأهليهم والله لم يقبل عذرهم وكشف سوء ظنهم وتمنيهم هلاك الرسول والمؤمنين ثم تبشر المؤمنين بفتوحات عظيمة وأن المنافقين سيريدون المشاركة رغبة فى الغنائم وأمر الرسول بإبعادهم وأنهم سيتهمون المؤمنين بحسدهم وقد تحقق هذا بالفعل فىفتح خيبر سنة 7 هجرية ثم أمر الرسول بإبلاغهم أنهم سيدعون إلى قتال شديد وأنه اخبار لهم إذا نجحوا فيه كان لهم الأجر وإذا فشلوا فلهم عذاب عظيم وبين أن الأعذار المبيحة للتخلف عن الجهاد هى العمى والعرج والمرض (10- 17)
ثالثا:عودة للحديث عن البيعة ورضا الله عن أهلها والبشارة بالفتح القريب (فتح مكة)وأن الله عجل لهم صلح الحديبية وكف عنهم قريش مع أنهم كانوا فى عقر دارهم وليس معهم سلاح المعارك أما العمرة التى لم يقدروا عليها فقد ادخر الله لهم الأفضل وستتحقق قريبا ويطمئنهم أنه كان ناصرهم لو قاتلهم المشركون لأنهم ظالمون بكفرهم وصدهم عن المسجد الحرام وبين حكمته فى عدم الحرب لوجود طائفة من المؤمنين فى مكة تخفى إيمانها ولا يعلمها أهل الحديبية ولو حدث قتال لتعرض هؤلاء للخطر ولعلم الله أن من بين مشركى مكة من سيهتدى .ويبين أن المشركين حركتهم العصبية الجاهلية وأنه من على المؤمنين بالسكينةليتم مراد الله(18-26)
رابعا:تأكيد لصدق رؤيا الرسول صلى الله عليه وسلم فدخلوا مكة فى العام التالى ثم فتحت فى العام الذى يليه وكانت فترة الصلح فرصة ليعرض الإسلام خارج الجزيرة العربية تمهيدا لظهوره على الدين كله وتختم السورة ببيان صفات أصحاب الرسول فى التورابأنهم أشداء على الكفار رحماء بينهم حريصون على الصلاة طلبا لرضا الله يظهر فى وجوهه نور الإيمان أما الإنجيل فيصورهم بصورة نبات بدأ صغيرا ثم اشتد شيئا فشيئا حتى صار دوحة كبيرة تسر الصديق وتغيظ العدو (27-29)
سورة(الحجرات)
أولا:هذه السورة تصور المجتمع المسلم الذى يقوم على عدة قيم :
1-الامتثال لأمر الله وعدم الاقتراح عليه .
2-احتراد الرسول بعدم الاقتراح عليه -إلا إذا طلب -وغض الصوت عنده .
3-التثبت فى الأخبار قبل الحكم على الناس .
4-ضرورة وجود طائفة من الحكماء تتولى التدخل عند حدوث نزاع أو قتال فتحاول الصلح وتقف ضد الظلم .
5-احترام إنسانية الإنسان بالنهى عن السخرية والتقاذف بالكلمات 
غير اللائقة .
6-عدم أخذ الناس بالشبهات وسوء الظن .
7-احترام الخصوصيات بعدم التجسس والنهى عن الغيبة.
8-تقرير الأخوة الإنسانية بين البشربصرف النظر عن الدين والجنس واللون .
ثانيا:إدراك أن الإيمان عمل قلبى يقود إلى سلوك نظيف وليس مجرد كلام .وأن الإيمان أعظم نعم الله لأن فيه النجاة
سورة(ق)
أولا:كان الرسول صلى الله عليه وسلم يخطب بها فى العيد والجمع أحيانا وهى تركز على إيقاظ القلوب ومراقبة الله تعالى .وتبدأببيان عجب الكفار لأن الرسول منهم وإنكارهم البعث والله عليم بذرات أجسامهم فى الأرض ولكن عقولهم لاتفقه آيات الله الدالة على قدرته فىالسماء والأرض وسلكوا مسلك المكذبين قبلهم فهلكوا مثلهم(1-14)
ثانيا:كيف يعجز الله عن البعث وقد بدأ الخلق الأول ؟وهو أعلم بالإنسان من نفسه وأقرب إليه من جسمه وملائكته يسجلون كل كلمة يقولها حتى إذا جاء الموت جاءت كل نفس معها سائق وشهيد (هما الملكان الكاتبان)لقد كنت تنكر هذا اليوم وها انت فيه ويتبرأ منه شيطانه الذى كان يغويه ويلقيان معا فى جهنم أما المتقون ففى نعيم الحنة جزاء خوفهم من الله وتوبتهم إليه (15-35)
ثالثا:لقد كان لهم عبرة فيمن قبلهم ولكن لم يعتبروا والله الذى خلق الكون قادر عليهم فاصبرعلى باطلهم وأكثر من تسبيح الله ويوم تأتيهم صيحة البعث يخرجون ليروا الحقيقة التى كذبوا بها .إن الله يحيى ويميت وإليه المصير وحشر الناس عليه يسير وهو أعلم بما يقولون والرسول مبلغ عن ربه يذكر بالقرآن من يخاف الله(36-45)
.............والله أعلم ........

الصوم والمعارج العشر-المعراج السادس

المعراج السادس:                "والخاشعين والخاشعات "
أولا:وردت مادة (خ  ش  ع )فى القرآن ست عشرة مرة منها سبع فى مواضع تتحدث عن أحوال الكفار فى النار"وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل "الشورى 45"خشعا أبصارهم "القمر 7"خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة "القلم 43 "أبصارها خاشعة"النازعات"9""وجوه يومئذ خاشعة"الغاشية 3
ومنها ما يصف الحال العام يوم القيامة"وخشعت الأصوات للرحمان فلا تسمع إلا همسا"طه 108
ثانيا:الخشوع يكون من القلب"ألم يأن للذيمءامنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله"الحديد16وقد يكون من الجوارح كقوله صلى الله عليه وسلم عن العابثين فى صلاتهم :"لوخشعت قلوبهم لخشعت جوارحهم"وقد يكون للأصوات كآية سورة طه ويكون للوجوه كآية الغاشية ويكون للأبصار كآية النازعات وقد يكون من الأرض "ومن ءاياته أنك ترى الأرض خاشعة"فصلت39 وقد يكون من الجبل "لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله"الحشر21
ثالثا:مدح الله الأنبياء لخشوعهم "إنهم كانوا يسارعون فى الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين "الأنبياء9وبشر المؤمنين بالفلاح عندما يخشعون فى الصلاة"قد أفلح المؤمنون الذين هم فى صلاتهم خاشعين"المؤمنون 2وبشر الرجال والنساء جميعا بالمغفرة والأجر العظيم إذا بلغوا درجة الخشوع وهى المعراج السادس فى سورة الأحزاب"والخاشعين والخاشعات"........"أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما "
رابعا:للصوم علاقة واضحة بالخشوع فلا يعقل أن يقبل صوم من لايخضع لربه بل لايتصور صيام شخص لايشعر قلبه بالانكسار نحو الله إنه حينئذ متكبر مغرور فما الذى يدعوه إلى الصيام "وإذا فعل فليس له من صيامه إلا الجوع والعطش .
خامسا:يقول الإمام الغزالى :الصوم صوم العوام وهو الامتناع عن المفطرات كافة وصوم الخواص وهو الإمساك عن كل ما يشغلك عن الله وصوم خواص الخواص وهو الانشغال بالله وحده عما سواه .

السبت، 27 أغسطس 2011

موائد الرحمان-سورة (الزخرف-الدخان -الجاثية)

سورة(الزخرف):
أولا:أنزل الله القرآن عربياكى يعقلوهوهو عالى القيمة عند الله ومن يكفر به يبتعد عن عناية الله وماذا ينتظر الكافرون وقد أهلك الله من هم أشد منهم قوة لما سخروا من رسلهم .إنهم يقرون بأنه خالق الكون وهو الذى مهد لهم الأرض وأنزل الماء وسخر الفلك والأنعام وجدير بهم أن يعبدوه ويشكروا فضله ولكنهم يجعلون له شريكا من خلقه ويزعمون أن الملائكة بنات الله ولم يشهدوا خلقهم 
ثم يفترون ويزعمون أن شركهم بمشيئة الله فمن أين علموا أن الله شاء شركهم ؟ويتعللون باتباع آبائهم وإذا ووجهوا بأن آباءهم على باطل عاندوا وجهروا بكفرهم فاستحقوا عقاب الله(1-25)
ثانيا:تذكير بموقف إبراهيم من قومه عندما تبرأ من شركهم وأعلن إيمانه إعلانا مدويا باقيا فى ذريته من الأنبياء والمنتسبين إليه ولكن هؤلاء الذين يدعوهم محمد صلى الله عليه وسلم لايعنيهم إبراهيم 
بل ركنوا إلى الدنيا وقالوا عن الرسالة إنها سحر وسخروا من الرسول وجعلوا مقياس النبوة المظاهر المادية وكأنهم يقترحون على الله كيف يختار رسله .كيف هذا وهم لايملكون أمر أنفسهم والله هو الذى يقسم أرزاقهم ويجعلهم طبقات يحتاج بعضهم بعضا 
ومتع هذه الحياة زهيدة ولولا أن يفتن الناس لجعل زينتها للكفار.
إنه من يغفل عن ذكر الله يتلقفه الشيطان ويزين له الضلال حتى يهلكه ثم يتمنى يوم القيامة أنه لم يكن يعرفه ولن يخفف من عذابه أنه مع شيطانه فى النار(26-39)
ثالثا:لاتهتم -يارسول الله-لهؤلاء الذين يشبهون الصم العمى فى البعد عن الحق والهدى من الله ولن يفلتوا من عقاب الله سواء فى حياتك أو بعد مما تك فاثبت على منهج القرآن فإنك على الحق والقرآن شرف لك ولقومك وسوف تسالون عن أمانته (40-44)
رابعا:التوحيد رسالة كل الرسل ولقد أرسل الله موسى لفرعون وقومه بآيات باهرات فسخروا بها ولما وقع بهم العذاب هرعوا طالبين الرحمة فلما رفع العذاب عادوا إلى كفرهم وقام فرعون يعلن مستكبرا أنه أفضل من موسى لأن له الملك والثروة وأقنع قومه بهذا الميزان الفاسد فأطاعوه فأغرقهم الله ليكونوا عبرة لمن بعدهم (45-56)
خامسا:هؤلاء قوم يجادلون بالباطل قائلين إن عبادتهم الأصنام خير من عبادة عيسى عليه السلام وهذه سفسطة عقيمة فالله خلق عيسى من غير اب ولو شاء أن يجعل سكان الأرض ملائكة لفعل إنه عبد أنعم الله عليه بالنبوة وجعله الله آية لبنى إسرائيل وهو علامة على قرب الساعة فلا تشكوا فى الساعة واتبعوا هدى الله فإن الشيطان عدوكم الظاهر.ولما جاء عيسى عليه السلام بين لهم الحق ودعاهم إلى الله الواحد فاختلفوا فيه (56-65)
سادسا:يوم القيامة يتعادى الأصفياء إلا المتقين فلا يخافون ولا يحزنون بل يهنأون بنعيم الجنة أما المجرمون فخالدون فى العذاب بظلمهم ويتمنون الموت ولايموتون  لقد كرهوا الحق ونسوا أن أعمالهم مسجلة عليهم وزعموا أن الله له ولد ومحمد صلى الله عليه وسلم أعلم بالله الواحد منهم وهو أول العابدين لله تعالى عما يصفون فاتركهم وما هم فيه حتى يأتى يوم الحساب (66-83)
سابعا:الله واحد مالك الكون كثر خيره وهو وحده يعلم الساعة ولا يستحق الشفاعة عنده إلا المؤمنون .والمشركون يقرون بأنه خالقهم فكيف يكفرون ؟إنهم لاأمل فيهم فدعهم فسوف يلقون جزاءهم قريبا
(84-89)
سورة (الدخان ):
أولا:القرآن منزل فى ليلة مباركة هى ليلة القدر رحمة من الله وإنذارا للعباد .ثم تعرف الآيات الناس بربهم رب الكون .وتثبت وحدانية الله وأنه المحيى المميت رب الأولين والآخرين ولكن الكفار لاهون فيعاجلهم الله بالتهديد بالعذاب فى يوم لايستطيعون دفعه .إن العذاب الآن مكشوف لينتهزوا الفرصة قبل فوات الأوان 
(1- 16)
ثانيا:فليذكروا مصرع فرعون حين جاءه موسى فتكبر وقومه على الله فكان مصرعهم وحرموا من مقام كبير وخير عظيم .والمشركون الذين يدعوهم محمد صلى الله عليه وسلم يشكون فى البعث وقد سبقهم قوم تبع ومن قبلهم فأهلكهم الله وكانوا أشد منهم قوة (17-37)
ثالثا:لقد خلق الله الكون بالحق لا باللهو ويوم القيامة يحشر الناس جميعا ولن ينفع أحد أحدا وللكفار أخبث الطعام والشراب وملائكة العذاب توبخهم وتسوقهم إلى العذاب وفى الجانب الآخر ينعم المتقون بأحسن مقام وأعظم نعيم من لباس وزواج وشراب وهذا فضل الله .والقرآن يوضح هذا كله لعلهم يتذكرون (38-59)
سورة (الجاثية ):
أولا:القرآن كتاب القوى الحكيم ينبه إلى آيات الله فى الكون وفى خلق الإنسان والدواب واختلاف الليل والنهار وإحياء الأرض بالماء وتصريف الرياح ولا يستفيد بهذه الايات إلا المؤمن الواثق العاقل وهى آيات كافية من لم يؤمن بها فلا أمل فيه والويل لكل كذاب مجرم يتجاهل هذه الآيات ويهزأ بها فهؤلاء إلى جهنم(1-11
نعم الله تتحدث عن المنعم فقد سخر البحر تجرى فيه السفن ويمتلىء بالخير وسخر مافى السموات والأرض وهذا يستحق الشكر والتفكر (12-13)
ثالثا:قل للمؤمنين يتجاهلون الكافرون وحساب الكل على الله يجزى كلا بعمله (15)
رابعا:لقد أنعم الله على بنى إسرائيل بالتوراة والرزق الطيب وفضلهم على العالمين فى زمانهم ولكنهم اختلفوا فى الدين ظلما فاستحقوا العقاب (17)
خامسا:لقد انتهت قيادة بنى إسرائيل الروحية بظلمهم وجاءت أمة محمد صلى الله عليه وسلم بشريعتها الخاتمة فاثبتوا عليها ولا تتبعوا أهواء المضلين لأن بعضهم أولياء بعض والله ولى المتقين (18-19)
سادسا:القرآن نور وهدى ورحمة ولا يستوى الكفار والمؤمنون لأن الله خلق الكون بالحق لتوفى كل نفس بما عملت فمن اتخذ طريق الغواية وأنكر البعث خاب وخسر والله الذى خلقهم وأماتهم سيبعثهم للحساب ويوم القيامة ستأتى كل أمة جاثية على ركبها يحكم عليها كتابها وقد سجلت كل أعمالهم وهنا يفوز المؤمنون بالنعيم ويبوء المجرمون بالجحيم لاستكبارهم وإنكارهم البعث وغرورهم بالدنيا والحمد لله رب العالمين(20-37)
.........والله أعلم.......

مائدة الرحمان -الجزء الخامس والعشرون

سورة (الشورى ):
أولا:الله مصدر الوحى لجميع الرسل وهو وحده مالك كل شىء والكون شاهد على وحدانيته ولكن أكثرأهل الأرض يشذون عن ذلك 
وتكاد السموات تنشق من هول هذا الجرم والملائكة يستغفرون من 
فظاعة تلك الفعلة الشنعاء التى تؤدى بأصحابها إلى السعيربينما المؤمنون فى الجنة ولو شاء الله لأجبر الناس جميعا على الإيمان ولكن شاء سبحانه أن يكون لهم اختيارليتحمل كلٌ نتيجة عمله ومن رحمة الله بالخلق أن أنزل القرآن ليرجع إليه الناس فيما اختلفوا فيه
والله وحده هو الخالق المتصرف وحده فى مقادر الكون وفى الرزق وهو عليم بكل شىء(1-12)
ثانيا:(حديث عن الوحى والرسالة وأن الدين واحد ولكن التفرق جاء بعد العلم ظلما وحسدا لذا فالرسول وأمته مدعوون للدعوة والثبات لأنهم القيادة الروحية الجديدة ولاحجة للمجادلين(13-16)
ثالثا:عودة إلى الحديث عن الوحى والرسالة والتخويف من قرب الساعة التى يستعجل بها المكذبون غفلة وسخرية ويخاف منها المؤمنون .ومن يريد الآخرة يبارك الله له فى النعمة ومن يفضل الدنيا يأتيه ما قسم له ثم يحرم فى الآخرة(17-20)
رابعا:المشرع هو الله والتشريعات البشرية باطلة لأنها تقنن الفساد 
بدعوى الحرية والله يمهل المعاندين إلى يوم الحساب(21-22)
خامسا:الرسول لايطلب أجرا إلا المودة فى القربى(أى كف أذاهم عنه رعاية لحق قرابته فيهم أو يكفيه أجرا قيامه بحق قرابتهم بدعايتهم إلى الله )وليس لهم أن يتهموا الرسول بالكذب لأن الله تعالى لايرسل نبيا كذابا .وباب التوبة مفتوح فيستجيب المؤمنون والكافرون فى الجحيم (23-26)
سادسا:الله أعلم بما يصلح عباده لذا ينزل الرزق بقدر ورغم عجز البشر فالله ينزل الغيث لأنه مالك الكون فى البدء والنهاية ومايصيب الإنسان من سوء فمن معصيته والله يعفو عن كثير وهلاك الخلق ونجاتهم بيد الله وماعند الله خير وأبقى من الدنيا ولكن الآخرة للمؤمنين المتوكلين على الله البعيدين عن الكبائر المتسامحين العابدين لله القائمين على شرعه الذين لايغضبون لأنفسهم ويتسامحون عن مقدرة لله تعالى .أما الضالون فلا هادى لهم وعندما يرون العذاب يتمنون العودة إلى الدنيا .والخسارة الحقيقية -كما يرى المؤمنون -خسارة الكافر نفسه وأهله .فما أجدر العاقل أن يعود إلى الله قبل فوات الأوان .ومن أعرض فليس الرسول وكيلا عليه .ومن طبيعة الغافل أن يفرح بالنعمة ويجزع عند المصيبة لأنه ليس له إيمان يثبته(27-48)
سابعا:أقدار العباد بيد الله حتى ما يرونه خاصا بهم مثل إنجاب الذكور والإناث والعقم (49-50)
ثامنا:تختم السورة كما بدأت بحديث عن الوحى والرسالة وأن اتصال الرسل بالله تكون عن طريق الوحى المباشر بإلقاءالأمر فى النفس أو تكون من وراء حجاب كتكليم الله موسى من خلال الشجرة أو تكون بإرسال رسول (جبريل ) ولقد كان وحى الله لمحمد صلى الله عليه وسلم روحا(أى حياة وقوة دافعة إلى الأفضل )وهو هذا القرآن الذى جعله الله نورا .والرسول هاد بإرشاده إلى الله والله هاد بتوفيقه إلى الصواب (51-53)
....................يتبع إن شاء الله ................

موائد الرحمان -الجزء الرابع والعشرون

سورة (الزمر):
أولا:معالجة لقضية التوحيد بتقرير أن القرآن من عند القادر الحكيم وهو كتاب حق فاعبد الله مخلصا ولاحجة للمشركين فى التقرب لله عن طريق الشركاء وهم كذابون كفار وعلى افتراض لو أراد الله الولدلاختار ما يشاء من خلقه ولكنه منزه عن ذلك لأنه الواحد القهارلايحتاج لذلك لأنه خالق الليل والنهار والشمس والقمر والبشر والدواب وهذا الإبداع الإلاهى يجعل الإنسان أمام طريق الإيمان والكفرليتحمل مسئولية اختياره.(1-7)
ثانيا:تعرض الآيات صورة الناس فى سرائهم وضرائهم ليبين ضعفهم وهوانهم إلا حين يتصلون بربهم ويعرفون الحق فيفوزون بالثواب والرضا (8-10 )
ثالثا :توجيه الرسول إلى إعلان توحيدالله وإعلان الخوف من الضلال عن الحق وإعلان تصميمه على منهج الله وترك منهج الكافرين وبيان عاقبة هذا وذاك (11-20)
رابعا :توجيه العيون والقلوب إلى الماء الذى أحيا به الأرض الميتة كذلك الإسلام يحيى موات القلوب فتستجيب للقرآن بخشية تؤدى إلى لين وطمأنينة خلافا للقلوب الخربة التى أخزاها الله فى الدنيا والآخرة ولقد ضرب الله الأمثال فى القرآن للعبرة والمثل هنا للمشرك بعبد اشتراه سادة متشاكسون فحاله معهم بؤس شديد أما المؤمن فمثله كمثل عبد اشتراه سيد واحد رحيم فهو فى نعيم .وهما لن يستويا .(21-35)
خامسا :المؤمن قوى باعتماده على الخالق القوى ولايخشى من مخلوقات عاجزة فليختر كل لنفسه ما يشاء والرسول ليس وكيلا على أحد والأنفس بيد الله وحده والعجب لمن يتخذون لله شركاء عاجزون ويعرضون عن مالك كل شىء .وهؤلاء ينفرون من كلمة التوحيد ويفرحون بكلمة الشرك فشذوا عن الكون كله الخاضع لله 
ولن ينقذهم مال الدنيا .ومن العجب أنهم ينكرون وحدانية الله فإذا أصابهم ضرر رجعوا إلى الله فإذا رحمهم الله رجعوا كافرين .ومع ذلك فإن الله يفتح أبواب التوبة على كل عاص مهما كان مسرفا فقط عليهم الإسراع فى العودة إلى الله غير يائسين قبل فوات الأوان (36-61)
سادسا:الله واحد لأنه خالق كل شىء ومالكه فكيف يكون له شريك؟
إنهم لم يقدروا الله حق قدره والكون فى قبضته والملائكة يحفون بعرشه مسبحين بحمده وهم بأمره يوبخون الكفار ويسوقونهم إلى جهنم ويبشرون المؤمنين ويسوقونهم إلى الجنة (62-75)
سورة(غافر):
أولا:القرآن من عند الله القوى العليم الغفار التواب شديد العقاب الغنى الواحد إليه المرجع والمآب والكون خاضع له والمجادلون فى آياته شاذون عن فطرة الخلق ولا يستحقون اهتمام الرسول مهما كانت مظاهرالنعمة والقوة عليهم ومصيرهم كمصير من سبقهم من سبقهم عذاب الدنيا والآخرة أما الملائكة فيستغفرون للمؤمنين وتدعو لهم بالفلاح أما الكفار فهم فى موقف المذلة وقد ندموا وكرهوا أنفسهم وأقروا بكفرهم بعد فوات الأوان ولن يجابوا لطلب العودة إلى الدنيا .لقد أعرضوا عن آيات الله الكونية أما المؤمنون فأخلصوا لله وآمنوا بالرسول خوفا من يوم الحساب حيث الحاكم العادل عالم يقضى بالحق والشركاء عاجزون(1-20)
ثانيا:كر طرف من قصة موسى وفرعون لبيان تجبر الظالمين وموقف الرجل المؤمن من آل فرعون وهويحاول إزالة الغشاوة عن قلوب المنكرين ولكنهم يعاندون فيكون عقاب الله بجهنم حيث يتصارعون ويطلبون التخفيف ولو يوما واحدافلا يستجاب لهم.
إن الله وعدبنصر الرسل والمؤمنين وسينصر الله محمداصلى الله عليه وسلم كما نصر موسى والمطلوب الصبر والثبات على عبادة الله وحده.(21-55)
ثالثا:السبب فى جدال المشركين فى توحيد الله هو الكبر الذى دفعهم إلى الكذب والصد عن دين الله بغير حجة مع أن البراهين كلهاتدل 
على وحدانية الله وهى آيات فى الكون وفى ذات الإنسان وليس أمام الرسول إلا الصبر سواء أبقاه الله ليشهد عذابهم أم توفاه فلن يفلتوا من عقابه(56-77)
رابعا:قضية الإيمان قضية قديمة قام بها الرسل السابقون الذين عرفهم محمد صلى الله عليه وسلم والذين لم يعرفهم وهؤلاء أتوا بالمعجزات من الله الذى سيقضى بين الخلق يوم القيامة والكافرون هم الخاسرون لأنهم لم يلتفتوا إلى المنعم الذى سخر لهم الأنعام والفلك ولم يعتبروا بمصائرالمكذبين من قبلهم مع أنهم كانوا أقوى منهم ولكنهم كانوا يستهزئون بوعيد الله فلما رأوا العذاب قالوا آمنا حيث لا يقبل إيمان فخسروا بينما فاز المجاهدون بالهداية(78- 85
سورة (فصلت ):
أولا:الحديث عن تنزيل القرآن وطبيعته وموقف المشركين منه ثم حديث عن خلق السموات والأرض ثم قصة عاد وثمود وعقابهم فى الدنيا وحالهم فى الآخرة وعرض الصورة المضيئة للمؤمنين الذين استقاموا فبشرتهم الملائكة بالجنة .يلى ذلك حديث عن الداعية الذى يتمتع بحسن القول والفعل والتواضع (1-36)
ثانيا:حديث عن آيات الله فى الليل والنهار والشمس والقمر والملائكة والأرض الخاشعة التى تحيا بالزرع بعد الموا ت لكن الملحدين فى غفلة عن هذا فينحرفون فى فهم القرآن كما فعل قوم موسى فى التوراة والأمر لله وستأتى الساعة التى لايعلمها إلاهو كما يعلم ما فى الأكمام من الثمرات وما فى الأرحام من الأنسام 
وتعرض الآيات مشهدالكفار فى النار وهم يسألون -توبيخا- عن الشركاء ومن العجب أن غلأنسان مع حرصه على نفسه يهلكها بكفره .والله سيكشف عن آياته فى الأنفس والأكوان حتى يتبين الحق والعبرة بحسن اختام (37-54)
.....................والله أعلم.....................

الجمعة، 26 أغسطس 2011

موائد الرحمان -الجزء الثالث والعشرون

سورة::(يس):
أولا:تبدأ بالحرفين "يا .س"وليس اسما للنبى صلى الله عليه وسلم كما هو شائع.وقسم بالقرآن على رسالتة النبى وأنه على الحق .وكشف عاقبة المكذبين بحرمانهم من الهدى لاختيارهم الضلال .ولا ينتفع بالإنذار إلاأصحاب القلوب الحية .وتوجيه الرسول صلى الله عليه وسلم ليحكة قصة أصحاب القرية التى تبين عاقبة المكذبين  وجزاء المؤمنين (1-29)ولم تذكر الآيات مكان القرية ولا أسماء المرسلين لعدم العظة والعبرة فى ذلك .
ثانيا:التحسر على المكذبين المستهزئين بالرسل ولا يعتبرون بمصارع من قبلهم ولا يتنبهون لآيات الله فى الكون مثل إحياء الأرض الميتة وإنبات الزروع المتنوعة وحركة الليل والنهار والشمس  والقمر والسفن مع التذكير بقدرة الله على إغراقهم ومع ذلك يعرضون ويسخرون (30- 47)
ثالثا ويستنكرون يوم القيامة فتأتيهم بغتة ويرون أنفسهم فى المحشر للحساب العادل فطوبى لأصحاب الجنة وأزواجهم نعيم الجنة .أما المجرمون فيتميزون عن المتقين وبئس التميز .لقد عهد الله إليهم أن ينبذوا عبادة الشيطان ويعبدوا الله ولكنهم تبعوا الشيطان فقادهم إلى جهنم وهاهى جوارحهم تشهد عليهم (48-68)
رابعا: الرسول صلى الله عليه وسلم ليس شاعرا ولا ينبغى له ذلك 
لأن الشعر يقوم على الخيال والكذب وهذا لايليق بالرسالة .ثم تذكر الآيات بنعم الله عليهم فى تخسير الحيوان لهم ومع هذا يتخذون من دون الله آلهة يرجون منها النصر وهى أعجز من ذلك .ويذكر تساؤلهم عمن يحيى العظام وهى رميم ويجيب على ذلك إجابات عدة :1-يحييها الذى خلقها أول مرة .
2-يحييها الذى يخرج الضد من ضده فيخرج النار من النبات المحمل بالماء .
3-يحييها الذى خلق ما هو أقوى منها :السموات والأرض .
4-يحييها الذى أمره بين الكاف والنون .
فسبحانه له الملك وإليه المآب .(69-83)
سورة (الصافات ):
أولا:القسم بطوائف من الملائكة وأعمالهم من صلاة وعقاب للعصاة وذكر لله والقسم على وحدانية الله رب السموات والأرض وما بينهما ورب المشارق (وكلمة المشارق تشمل النجوم التى لكل منها مشرق وتشمل الأرض التى تتعدد مشارقها بالنسبة لموقعها المتغير من الشمس )وتتحدث عن الشياطين ورجمهم بالشهب عند استراق السمع إلى الملأ الأعلى ثم يأتى التساؤل :هل هؤلاء المشركون أشد خلقا من هذه الخلائق ؟مع أن الإنسان خلق من طين.ومن هنا يكون تسغيه نظرتهم للبعث وإثبات ماكانوا يستبعدونه ويهزءون به .وحديث عن المصدقين وما يتمتعون به من نعيم الجنة .وتذكر الآيات موقفا عجيبا :فهذا واحد من أهل الجنة يقول لأصحابه :لقد كان لى قرين فى الدنيا يحاول أن يشككنى فى البعث فهل ترغبون فى رؤيته ؟وبفضل الله يرونه ويكلمه ويوبخه .ثم تتحدث الآيات عن أمثلة لعذابات المكذبين(1-73)
ثانيا:هؤلاء المكذبون لهم نظائرمن أقوام (نوح وإبراهيم وموسى وهرون وإلياس ولوط ويونس )عليهم الصلاة والسلام وفى قوم (يونس )عبرة فإنهم لما آمنوا غفر الله لهم وأكرمهم 74-148)
ثالثا :حديث عن أسطورة اخترعوها تزعم أن الملائكة بنات الله وأنهم نتيجة تزاوج الله تعالى عن ذلك من الجن .إن هؤلاء يحبون البنين فجعلوا البنات لله فهل شهدوا خلق الملائكة ؟أم عندهم كتاب  وعلم من الله بذلك ؟ثم تتحدث الآيات عن المخلَصين المهديين ووعد الله لهم بالنصر وعن وعيده المكذبين بالخذلان فى الدنيا والآخرة ثم تختم السورة بتنزيه الله من كل نقص والسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمينز(149-182)
سورة:(ص):
أولا:عرض قضية الوحى وتكذيبهم له واتهامهم الرسول بالسحر و التكذيب وتعجبهم من أن تكون الآلهة إلاها واحدا  وإصرارهم على الشرك  وسخريتهم بالرسول  ولاعلم عندهم  ولا ملك ولا قوة(1-10)
ثانيا: حالهم كحال المكذبين قوم نوح وعاد وفرعون وثمود  و  قوم لوط وأصحاب الأيكة لقد استحبوا الدنيا على الآخرة فأهلكوا(11-169
ثالثا:لقد أنعم الله على داودبالنبوة والملك  وابتلاه بالملكين اللذين تسللا إلى محرابه وعرض أحدهما أمره مع أخيه الذى يملك تسعا وتسعين نعجة ويريد أن يأخذه نعجته الوحيدة غصبا فغضب داود وأصدر حكمهدون أن يسال الآخر  ثم انتبه وعلم أنه أخطأ فتاب  إلى الله وهكذا يجب على الإنسان الذى جعله الله خليفة فى الأرض أن يحكم بالحق لأن السموات والأرض  لم تخلق إلا بالحق .والكفار هم الذين يتمنون أن يكون الخلق عبثا حتى لايحاسبوا .
وحديث عن سليمان وفتنته لما رغب  فى إنجاب مجاهدين ونسى أن يرد رغبته إلى مشيئة الله تعالى فابتلاه الله بشق وليد على كرسيه فتاب إلى الله وطلب منه ملكا متميزا فسخر له الريح والشياطين .ثم تتحدث الآيات عن أيوب وصبره على البلاء ورحمة الله به وتعويضه بأحسن مما فقده .وكذلك الحديث سريعا عن إبراهيم وإسحاق ويعقوب وإسماعيل واليسع وذا الكفل هؤلاء الكوكبة إخوة محمد صلى الله عليهم وسلم وفى قصصهم أنس وتسلية وتثبيت له صلى الله عليه وسلم (17-48)
رابعا :حديث عن وعد الله المتقين بألوان النعيم وعن وعيد الطاغين بألوان الجحيم وما يدور بينهم من تلاعنيتبادله الرؤساء والأتباع (49-64)
خامسا :الرد على استنكارهم للوحى والرسول مأمور أن يبلغهم أنه مجرد منذر من الله الواحد القهار ثم يقص طرفا من قصة آدم ورفض إبليس أمر الله بالسجود له تكبرا بدعوى خيريته فحقت عليه اللعنة وسلطه الله على المكذبين فكان مأوى الكل جهنم وهذا الخبر من عند الله لامن عند محمد وهذا هو الحق الذى سيعرفونه فى وقته .(65-88)

الخميس، 25 أغسطس 2011

موائد الرحمان-الجزء الواحد والعشرون بقية

سورة (سبأ):
أولا:الحمد المطلق لله لأنه الحميد المالك الحكيم الخبير العليم الغفور الرحيم.ثم يأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقسم بربه على وقوع البعث ردا على إنكارالمشركين .إن الباعث عليم بكل ذرة ولامفر من البعث للحساب وحينئذ يتحقق المؤمنون من وعد الله .ثم يسوق الله سخرية المشركين من بعث الجثث الممزقة ورميهم الرسول بالافتراءعلى الله أو الجنون ويرد عليهم ببيان سوء مصيرهم وبأنهم فى قبضة خالق السموات والأرض وما فيهما من آيات لكل تائب (1-9)
ثانيا:حديث عن نعم الله على داود صلى الله عليه وسلم حيث جمع الله له النبوة والملك وذكر هنا تسبيح الجبال والطير معه لحلاوة صوته وتعليم الله له صنعة الدروع ثم ذكر نعمته على سليمان حيث سخر له الريح وعلمه صهر النحاس للصناعة وسخر له الجن يعملون له القصور والمعابد وأوانى الطعام الضخمة والتماثيل وفى الآيات نفى أن تعلم الجن الغيب ودليل ذلك أن سليمان مات وهو يصلى قائما على عصاه مدة من الزمن والجن حوله لايعلمون بموته إلا حين سقط بعدما أكلت الأرضة عصاه (10-14)
ثالثا:حديث عن سبأ الذين أنعم الله عليهم بالمساكن الحسنة والجنات المنتشرة فعاشوا فى أمان لما أطاعوا رسلهم فلما كفروا وبطروا بالنعمة أرسل الله عليهم السيل العارم الذى خرب بلادهم وشردهم 

وهذا جزاء من اتبع إبليس مع أنه ليس له سلطان عليهم ولكن الله سلطه عليهم ليظهر إيمان المؤمنين وكفر المشركين مع أن المشركين لايملكون شيئا ويوم القيامة تتضح الحقيقة التى كانوا ينكرونها (15-23)
رابعا:يعلم الله رسوله كيفية محاورة الخصم ومجاراته لإلزامه الحجة فيقول لهم :أحدنا مهتد والآخر ضال ولن نسأل عنكم ولن تسألوا عنا وسنلتقى عند الله ليحكم بيننا .ثم يخاطب الله نبيه ليعلم الناس أن الله أرسلهبالحق بشيرا للمؤمنين نذيرا للكافرين .ويسوق تساؤل الكفار عن البعث ويجيبهم أنه قريب .ولكنهم يعلنون عدم إيمانهم بالقرآن والبعث فيرسم الله صورتهم يوم القيامة وهم يخاصم بعضهم بعضا وقد غللوا بالأصفاد فى جهنم(24-33)
خامسا:يخبرالله رسوله عن أحوال الأولين الذين حسبوا أن أموالهم وأولادهم سيحمونهم من عذاب الله وأن هذا باطل  إنما العبرة بالتقوى والعمل الصالح .ويوم القيامة يجمعهم الله ثم يسال الملائكة عن عبادة هؤلاء لهم فيتبرأ الملائكة منهم قائلين إن هؤلاء كانوا يعبدون الجن زفاستحقوا العذاب لكفرهم بالرسل واتهامهم بالكذب والسحر بلا برهان (34-45)
سادسا:دعوة إلى التفكر الواعى فى أمر محمد فماهو بالمجنون بل هو ينذرالكافرين بعذاب شديد وهو لايطلب منهم أجرا وكلّ يتحمل وزر عمله ويوم القيامة لامفر منه حيث يؤخذ الكفار سريعا ولن يقبل منهم إيمان بعد انقضاء الدنيا التى كفروا فيها وقذفوا الرسل بالاتهامات الباطلة وحيل بينهم وبين الدنيا لقد كانوا فى شك عظيم فساء ختامهم .(46-54)
سورة(فاطر)
أولا:الحمد لله خالق الملائكة متعددى الأجنحة وأنه ما شاء الله كان ومالم يشألم يكن  وتنبيه العباد أن ذكر النعمة يذكر بالمنعم وكما أنه تفرد بالخلق لابد أن يتفرد بالعبادة .فإن كذبك هؤلاء -يا محمد فقد كذب الرسل من قبلك والمرجع إلى الله والمغرور من خدعه الشيطان وقاده إلى جهنم (1-6)
ثانيا:لايستوى المؤمنون والكفارالذين يشبهون العمى والموتى ولا يستحقون الأسف على مصيرهم .وإذا شك الكفار فى البعث فإن فى إحيائه الأرض بعد موتها دليلاعلى قدرته على البعث فمن أراد العزة فليستمدها من الله ولن ينفع المنافقن مكرهم بل سينقلب عليهم .ومن دلائل قدرة الله مراحل خلق الإنسان وخلق البحرين العذب والملح وما فيهما من خلق يؤكل وحلية تلبس وسفن تحمل الناس والمتاع وحركة الليل والنهار والشمس والقمر .أما الشركاء فلا يملكون ولا يسمعون .والناس جميعا فقراء إلى الله الغنى عنهم والقادر على إهلاكهم واستبدال خلق جديد بهم وكل إنسان مسئول عن عمله ولن تنفعه قرابة والذين يتعظون هم المتقون ولن يستوى هؤلاء مع الكافرين .والرسول نذير للكافرين بشير للمؤمنين .وإن كذبك هؤلاء فقد كذبت أمم سابقة هالكة(7-26)
ثالثا:عودة إلى التذكير بدلائل قدرة الله :فهو الذى أنزل الماء وأخرج الثمرات المختلفة الألوان وجعل فى الجبال طرقا بيضاء وحمراء وخلق الناس والدواب فى الوان مختلفة ولا يدرك هذا إلا العلماء الخاضعون لله .الذين يتلون القرآن ويقيمون الصلاة وينفقون سرا وعلانية إنهم يتاجرون مع الله تجارة رابحة فلهم الأجر الوافى (27-30)
رابعا:هذا القرآن مصدق للكتب السماوية قبله وهى مصدقة به وقد حملت هذه الأمة أمانته فمنهم ظالم لنفسه بكثرة المعاصى ومنهم من خلط عملا صالحا وآخر سيئا ومنهم الفارس السابق الذى يستحق نعيم الجنة الخالد حيث لا تعب يمس أبدانهم ولا أرواحهم أما الكافرون ففى عذاب مقيم يجأرون بأصواتهم سائلين الخروج من جهنم ليعملوا صالحا وملائكة العذاب تسخر منهم قائلين :ألم تعطكم الله الفرصة فى الدنيا ؟وجاءكم النذير؟لقد جعلكم الله خلفاء فى الأرض ولكنكم كفرتم فخسرتم .فهل رأيتم شركاءكم خلقوا شيئا؟ أم لهم شرك فى  السماء ؟أم عندهم من الله كتاب ؟لقد كنتم فى ضلال وغرور(31-40)
خامسا:الله قاهر للكون لله ومع ذلك فهو غفور حليم .ولقد أقسم المشركون -قبل البعثة-لئن جاءهم رسول ليكونن أهدى أمة ولكنهم نفروا من الرسول كبرا وغرورا ومكرا سيئا فأصابهم ما أصاب المكذبين السابقين مع أنهم كانوا اقوى منهم ولكنهم لن يعجزوا العليم القدير .ولو بادرالله الناس بالحساب لهلك الخلق ولكن الله يؤخرهم إلى حين فإذا جاء الأجل حان الحساب (41-45)

الأربعاء، 24 أغسطس 2011

موائد الرحمان -الجزء الثانى والعشرون

الجزء الثانى والعشرون:             سورة (الأحزاب)
أولا:النداء الأول الذى يحدد واجبات الرسول صلى الله عليه وسلم فى أداء رسالته دون أن يفسدها أعداؤه والمرادمن  الأمر بالتقوى والاتباع والتوكل والنهى عن طاعة الكافرين الثبات على ذلك وفى الآية الرابعة نفى لثلاثة أمور:
ا-أن يكون لرجل قلبان فهذه خرافة زعمها البعض مثل (جميل بن معمر بن حبيب الجمحى )و(وعبد الله بن خطل)وكانايزعمان أن لهما قلبين يعملان بهما أفضل من محمد .
ب-نفى أن تكون الزوجة المظاهر منها أما .
ج-نفى كون الأدعياء أبناء .
وفى الآية الخامسة أمر بأن يدعى الإنسان إلى أبيه فإن لم يعرف أبوه سمى أخا أومولى (أى حليف)(1-5)
ثانيا:بيان لمكانة النبى صلى الله عليه وسلم فهو أقرب للمؤمنين من أنفسهم وأزواجه فى مكانة أمهاتهم .وفى الآية السادسة تقرير الميراث على أساس النسب بعد أن كان فى أول الهجرة على أساس التآخى فى الإسلام 6)
ثالثا:لقد أخذ الله العهد على النبيين من قبلك ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسىليبلغوا الرسالة وسيسأل الأمم عن موقفهم من  أنبيائهم (7-8)
رابعا:تذكير المؤمنين بنعمة الله عليهم إذ نصرهم على الأحزاب  بعد ابتلاء شديد أظهر المؤمنين والمنافقين الذين ظنوا أنها نهاية المسلمين ولكن الله خذلهم (9-20)
خامسا:على المؤمنين الذين ثبتوا وتأسوا بالرسول صلى الله عليه وسلم وفىالآية -23-تذكير بصمود فريق من المؤمنين فى غزوة أحد وقد أظهرت المحنة صدق الصادقين ونفاق المنافقين وختمت الآية -24-بالمغفرة والرحمة مع مافيها من تعذيب تنبيه على سعة رحمة الله وفتح باب التوبةثم تتحدث الآيات عن دحر بنى قريظة 
وغنيمة المؤمنين أموالهم (21-27)
سادسا:النداء الثانى الذى يحدد سياسة النبى مع أزواجه (اللاتى طالبنه بالتوسعة فى النفقة بعد كثرة الفىء ) وهذه السياسةتقوم على  :ا-أن الرسول لن يتخلى عن حياة الزهد فى الدنيا .
ب-تخيير زوجاته بين الرضا بهذه الحياة أوالتسريح الجميل .
وتبين الآيات أن نساء النبى لهن مقام كبيرلذا عليهن من الالتزام ما ليس على غيرهن .(28-34)
سابعا:فى الآية 35برهان واضح على أن الإسلام دين الرجال والنساء وهما سواء فى الأمور العامة وهما متلازمان ابتداء من الإسلام والترقى حتى القمة "والذاكرين الله كثيرا والذاكرات "
ثامنا :حديث عن إلغاء التبنى والذى بدأ بتزويجه صلى الله عليه وسلم ابنة عمته (زينب بنت جحش)رضى الله عنها متبناه (زيد بن حارثة ) وعدم التوفيق بينهما فيؤمر النبى أن يجيب طلب زيد بالتفريق عندما يطلب ذلك ولكن النبى يخفى فى نفسه ما أعلمه الله من أنه سيتزوجها وينصح زيداأن يمسك زوجه وينتهى الأمر بفراق زينب وتزويج الرسول بها بأمر الله .وبذلك يبطل التبنى(35-38)ولا يقال :لقد كان كافيا تحريم التبنى بآية بدلا من هذه التجربة المؤلمة ولكن التبنى كان من قواعد الحياة الجاهلية لذا كان لابد أن يكون تحريمه بقصة تشغل عقول المسلمين وبيوتهم .
ثم تتحدث الآيات عن تبليغ رسالة الله دون حساب للناس وتقرر أن محمدا ليس أبا للمسلمين على سبيل الحقيقة وإنما هو رسول الله وخاتم النبيين (ويلاحظ التصريح باسمه محمد والتصريح بأنه رسول الله وخاتم النبيين لنفى أى شك فى رسالته وتأكيد أنه الخاتم فلا نبى بعده .لأن إثبات ختم النبوة له ينفى نزول الوحى بعده) ثم تدعو الآيات المؤمنين إلى الإكثار من ذكر الله وتسبيحه وبشارتهم أن الله يصلى عليهم بقبول دعاء الملائكة لهم بالهدى وبدخولهم الجنة (39-44)
تاسعا:النداء الثالث والرابع:اللذان يحددان تعلق رسالته صلى الله عليه وسلم بأحوال أمته وأزواجه وتبين الآيات :
ا-ليس على المطلقة قبل الدخول عدة .
ب-لايحل له صلى الله عليه وسلم أن يتزوج امرأة غير مهاجرة.
ج-يحل له صلى الله عليه وسلم زواج امرأة مؤمنة إذا وهبت نفسها له وهذا أمر يختص به دون المؤمنين
د-جعل الله له صلى الله عليه وسلم الحرية فى معاملة أزواجه بالقرب أو البعد .ومع ذلك فقد كان صلى الله عليه وسلم حريصا على العدل معهن .
ه-لايحل للرسول أن يطلق أحدا من زوجاته ولا أن يتزوج عليهن 
و-نهى المؤمنين عن دخول بيوت النبى إلا بإذن ومراعاة الأدب معه صلى الله عليه وسلم .وتشريع الحجاب فى حق زوجات النبى  وتحريم زواجهن من بعده صلى الله عليه وسلم .والترخيص لهن فى وضع الحجاب مع محارمهن .
ز-أمر المؤمنين بالصلاة والتسليم عليه صلى الله عليه وسلم وتحذير من يؤذيه بالعذاب المهين .(45-58)
عاشرا:النداء الخامس وفيه أمر نساء المسلمين كلافة بالحجاب .
وتحذير المنافقين عن إيذاء المسلمين ولعنهم وهذه سنة  الله فى فضح المنافقين (59-62)
حادى عشر:قل لمن يسألك عن  الساعة :علمها عند الله ولعلها تكون قريبة المهم حال الإنسان عندها فالكافرون ملعونون خالدون فى النار لاينفعهم الندم والاعتذار باتباع سادتهم .ونهى المؤمنين عن الإيذاء والتشيه بالذين آذوا موسى عليه السلام فبرأه الله لمقامه عتد ربه  وأمر المؤمنين بالتقوى والصدق يستحقون الهداية والمغفرة  وتبين الآيات أن التكاليف الشرعية مسئولية ثقيلة عجزت عن حملها السموات والأرض والجبال ولكن الإنسان ظلم نفسه بالتفريط فيها والمرجع إلى الله الذى يجزى المنافقين والمؤمنين .(63-73)
   ..............يتبع إن شاء الله...............

الاثنين، 22 أغسطس 2011

الصوم والمعارج العشر-المعراج الخامس

المعراج الخامس:             "والخاشعين والخاشعات "
أولا :الخشوع -فى القرآن-(التواضع والخوف وسكون الجوارح والذل واللين)وأصل هذه المادة مأخوذ من (الخشعة) وهى الأكمة الصغيرة ثم انتقل من الجانب المادى إلى جانب المعانى .
ثانيا:قد يكون الخشوع من القلوب "ألم يأن للذين ءامنواأن تخشع قلوبهم لذكر الله "الحديد 16وقد تخشع الأرض "ومن ءاياته أنك ترى الأرض خاشعة "السجدة 39 وقد تخشع الوجوه "وجوه يومئذ خاشعة"الغاشية 3وقد تخشع الأبصار""أبصارها خاشعة"النازعات 9.وقد تخشع الأصوات "وخشعت الأصوات للرحمان"طه 108
بل قد يخشع الجبل"لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله"الحشر21
ثالثا:وردت مادة(خ ش ع )فى القرآن ست عشرة مرة تسع منها فى أمور الدنيا وسبع فى أمور الآخرة .
رابعا :العلاقة وثيقة بين الخشوع والصوم .وفى الصوم تتحقق كل المعانى السابقة فهو خضوع لأمر الله وهو سكون الجوارح عن المعاصى وهذا يفسرحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصائم غير المنضبط فى أنه ليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه .
خامسا :إن الصوم عمل قلبى بالدرجة الأولى يتبعه انقياد الجوارح 
وهذا مصدر الصدق فى هذه العبادة 
سادسا:الصوم منهج حياة فالمسلم فى صوم دائم عما يغضب الله 
وهو مدرسة يتدرب فيها المسلم على قيادة نفسه وضبط غرائزه  
فهو حقا معراج من معارج الرحمان .

الأحد، 21 أغسطس 2011

موائد الرحمان -الجزء الواحد والعشرون

بقية سورة "العنكبوت ":
أولا:جدال أهل الكتاب بالتى هى أحسن ويكون بالبدء بالأمور المتفق عليها فنحن نؤمن بكتابنا وكتابكم ونحن نؤمن بإله واحد ونحن نسلم 
وجوهنا له .والقرآن أنزله الله والمنصفون من أهل الكتاب يؤمنون به ومن أهل مكة من يؤمن به ولا يكفر به إلا الجاحدون (والجحود إنكار الشىء الواضح ) والدليل على أنه من عند الله أنك يامحمد لم تكن قارئا ولاكاتبابل هو آيات تمكنت فى صدور المؤمنين ولكن  الجاحدين يطالبون بمعجزات مادية وهذا من عند الله والنبى نذير 
فقط (وذكر النذير دون البشير لمناسبته لحال الجاحدين الذين يستحقون العقاب .ثم يأتى سؤال استنكارى :ألم يكفهم أن القرآن يتلى (أى يشمل الأزمان والأماكن والأشخاص )وأنه رحمة بتشريعاته وموعظة بمافيه من تذكير بالآخرة .قل لهم يا محمد كفى بالله حكما بيننا وهوالعليم بكل شىء والخاسرون هم الذين يؤمنون بالباطل ويستعجلون العذاب ولن يفلتوا منه وسيحيط بهم العذاب 
بسوء عملهم (46-55)
ثانيا:نداء للمؤمنين ليهاجروا حيث يعبدون الله فى حرية (فى المدينة ) فلا تخافوامشقات الجهاد فكل نفس ستموت والمؤمنون لهم نعيم الجنة لأنهم صبروا وتوكلوا على الله .ولا تخافوا الفقر فالله الذى يرزق ضعاف المخلوقات سيرزقكم (56-60)
ثالثا:ليس للكافرين عذر لأنهم يقرون بأن الله خالق السموات والأرض ومسخر الشمس والقمروهو مقسم الأرزاق ومنزل السماء ومخرج النبات ولكن أكثرهم لايعقلون يجعلون الدنياهمهم 
والدنيا لهو(تسلية )ولعب(هزل)أما الآخرة فهى الحيوان(أى الحياة القيمة الحقيقية )ولكنهم غافلون لايفيقون إلا عند الشدائد ثم يعودون لغفلتهم وهم لايشكرون الله الذى أنعم عليهم بالأمن بينما الناس من حولهم خائفون فليس هناك أظلم منهم وجهنم أولى بهم .أما المجاهدون فى سبيل الله فلهم هداية الله وعنايته.(61-69)
سورة "الروم":
أولا:حديث عن هزيمة الروم أمام الفرس ثم انتصارهم وفرح المسلمون بذلك (لأنهم يعبدون الله والفرس وثنيون وهذا يعلمنا أن 
أهل الكتاب أقرب لنا من الملحدين )ثم تتحدث الآيات عن جهل المشركين وإهمالهم النظر فى الآخرة وعدم اعتبارهم بهلاك الأمم السابقة (1-10)
ثانيا:الله هو المبدىء والمعيد وإليه المرجع ويوم القيامة يبعد المجرمون عن رحمة الله ولن ينفعهم شركاؤهم وفى هذا اليوم يكون المؤمنون سعداء فى الجنة والكافرون فى النار (11-16)
ثالثا:تسبيح الله وحمه لأنه المحيى المميت الباعث ومن دلائل قدرته خلق البشر من تراب ثم انتشارهم عن طريق التزاوج .ومن الأدلة خلق الزوجة من نفس جنس زوجها وجعل بينهما مودة ورحمة رغم غربتهما وكذلك خلق السموات والأرض واختلاف اللغات والألوان وكذلك النوم بالليل والعمل بالنهار وكذلك مظاهر الكون مثل البرق وإنزال الماء من السماء وإنبات النبات وكذلك طاعة الكون له واستجابة الموتى عندما يأمر بالبعث .إن الذى بدأ الخلق يقدر على إعادته .(17-27)
رابعا:إذا كان السادة لايقبلون أن يشاركهم عبيدهم فى ملكهم فكيف يعتقدون أن الله يقبل شركاء له فى ملكه ؟إنهم يتبعون أهواءهم دون علم فاثبت أنت والمؤمنين على دين الفطرة تائبين متقين مقيمىالصلاة بعيدين عن  المشركين الذين فرقوا دينهم وفرحوا بباطلهم (28-32)
خامسا:عجيب أمر هؤلاءيخضعون عند الشدئد ثم يعودون إلى ضلالهم ويفرحون عند النعمة وييأسون عند الاختبار ولا يدركون أن الأمور كلها بيد الله (33-37)
سادسا:المؤمن يحرص على الفضائل فيعطى الحقوق لأصحابها ويبتعد عن الربا ابتغاء وجه الله (38-39)
سابعا:التأكيد على أن الله هو الخالق الرازق المميت المحيى والشركاء عاجزون عن أى من ذلك (40)
ثامنا:سبب ظهور الفساد هو ممارسات الناس البعيدة عن شرع الله 
وظهور الفساد عقاب الله لهم ولايمكن أن يمارسوا الفساد ويصلح الله أحوالهم وهذه سنة الله فى الأمم السابقة فاثبت على هذا الدين قبل يوم الحساب (41-45)
تاسعا:من آيات الله الرياح التى بها ينزل الماءوتجرى السفن وهى تستحق الشكر .ولقد أرسل الله الرسل من قبلك فانتقم من المجرمين ونصرالمؤمنين ومن دلائل قدرته تصريفه للرياح والبرق وكيف تكون من آثار رحمة الله وكيف يمكن أن يجعلها الله نقمة (46-51 
عاشرا:لن يستجيب لك إلا المؤمنون أما الكافرون فهم صم عمى عن الهدى (52-53)
حادى عشر:ناصية الإنسان فى كل مراحله بيد الله ويوم القيامة يحلف المشركون أن الدنيا كانت ساعة .لقد كانوا ينكرون البعث ولكنهم صاروا فيه ولن تقبل أعذارهم فقد بين لهم القرآن كل شىء ولكنهم أصروا على كفرهم فاصبر على استفزازهم حتى يأتى وعد الله(54-60)
سورة "لقمان":
أولا :القرآن كتاب الحكمةوالهدى والرحمة والمؤمنون محسنون يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ولكن أهل الضلال يفضلون لهو الحديث(حكايات النضر بن الحارث عن حروب الفرس)ويتكبرون 
على القرآن وهؤلاء لهم عذاب مهين أليم أما المؤمنون فلهم نعيم الجنة وهذا وعد الله خالق السموات والأرض والدواب والنبات والشركاء المزعومون لايقدرون على شىء (1-11)
ثانيا:حديث عن لقمان وعظته لابنه التى ركز فيها على :
(النهى عن الشرك -التوصية بالوالدين خاصة الأم لفضلها-التذكير 
بالله اللطيف الخبيرالقدير- الأمر بإقام الصلاة والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والصبر على المصيبة-والنهى عن الكبروالغرور -والأمر بالاعتدال )(12-19)
ثالثا:الله سخر للإنسان ما فى السموات ومافى الأرض وأتم نعمه عليه ورغم ذلك هناك من يشك فى الله دون علم ويقتدون بآبائهم  فى الضلال .ولكن الذى يخلص وجهه لله يستمسك بحبل الله المتين  والكافر يتحمل تبعة كفره ومتعته فى الدنيا قليلة زائلة ثم مصيره الناروإذا كانوا يقرون أن الله خالق السموات والأرض فلماذا لايؤمنون به (20-26)
رابعا :زعم الكفار أن القرآن سينتهى ولن يجد محمد ما يقوله .ألا يعلمون أنه كلام الله القادرالذى لاينفد كلامه؟(27)
خامسا:كل شىء على الله يسيروخلق الناس وبعثهم جميعا كخلق نفس واحدة وهو الذى أدخل الليل فى النهار والنهار فى الليل وشخر الشمس والقمرإلى أجل محتوم وبقدرته تسير السفن فى البحار ولكن المشركين يعرفون الله عند الشدائد فقط .(28-32)
سادسا:علىالعاقل أن يخاف الله ولا يخدعه الشيطان لأن أحدا لن ينقذه من عذاب الله .ولا أحد يعلم الغيب إلا الله فهو يعلم متى القيامة ويزل الغيث وقتما يشاء ويعلم ما فى الأرحام يقينا من غير آلة ويعلم عمل الإنسان فى المستقبل ويعلم آجال الخلق وهو العليم الخبير(33-34)
سورة "السجدة":
أولا:القرآن من عند الله الذى خلق الكون فى سنة أيام بيده ملكوت كل شىء وتدبيره أحسن الخلق وبدأ خلق الإنسان من طين ثم من نطفة وسواه خلقا كاملا ولكن الكافرين ينكرون البعث بعدما يصيرون ترابا .إن ملك الموت يتوفاهم بأمر الله ومرجعهم إلى الله 
للحساب وسوف يتمنون الرجوع إلى الدنيا ليعملوا صالحا ولكن هيهات ولو شاء الله لهدى كل الناس ولكنه شاء أن يكون هناك تكليف وابتلاء ليكون للجنة أهل وللنار أهل .,والكافرون لااعتبار لهم فهم كالمنسيين .والمؤمنون يتذكرون الله ويسجدون له فى قلب الليل لذا لايعلم جزاءهم إلا الله وبهذا لايستوى المؤمن صاحب الجنة مع الفاسق المخلد فى النار(1-22)
ثانيا:الحديث عن موسى عليه السلام وعن التوراة وعن بنى إسرائيل الذين كانوا مستضعفي ن فجعلهم الله قادة لما صبروا وآمنوا ونصرهم (وفى هذا تثبيت وبشارة للرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه (23-26)
ثالثا:يستبعد المشركون يوم القيامة وأمامهم المثل من إحياء الله الأرض الميتة وعندما يأتى هذا اليوم لا ينفع إيمان ولا يكون إمهال فأعرض عنهم يا محمد وانتظر الساعة ولينتظروهافإنها لاريب فيها(27-30)

السبت، 20 أغسطس 2011

المائدة العشرون

بقية سورة (النمل ):
أولا:يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قل الحمد لله والسلام على المختارين من الأنبياء والمرسلين ومن تبعهم بإحسان .هل الإلاه القوى المنعم خير أم الشركاء العاجزون ؟(59)
ثانيا:حديث عن آيات الله هى فى ذاتها نعم عن خلق السموات والأرض وإنزال الماء الذى به يخرج النبات .وعن جعل الأرض مستقرا مريحا فيها الأنهار وعليها الجبال وجعل حاجزا من قدرته بين البحار والأنهار وعن إجابة الله دعاء المضطر وكشف الكرب وجعل الإنسان خليفة يتصرف فى الأرض بتسخير الله القوانين للإنسان وعن هداية الله السائرين فى ظلمات البر والبحر وعن تحريك الرياح بما تحدث من منافع وعن بدء الخلق ثم بعثه وعن الرزق .وعقب كل مجموعة من الآيات والنعم سؤال "أأله مع الله"؟وهو سؤال جوابه النفى يعقبه تقرير أن الكفار يعدلون بالله شركاءهم  وأنهم لايعلمون الحق وأنهم غافلون فسبحان الله وتعالى عن شركهم ثم يطالبهم بدليل على صحة شركهم وليس لديهم دليل .
ولايعلم الغيب إلا الله ولايعلم وقت البعث إلا الله والحق أنهم غافلون عمون شاكون فى الآخرة (60-66)
ثالثا:يستبعد الكفار البعث ويعدونه من خرافات القدماء .ذكرهم بمصائر المكذبين من قبلهم .إنهم لايستحقون حزنك عليهم فلا تهتم بمكرهم .وإذا سألوا عن العذاب سخرية فقل لهم إنه لاحق بهم .
إن نعم الله كثيرة على كل الناس ولكن الشاكرين قليل والله يعلم السر والعلن وكل غيب فى فى الأرض والسماء .(67-75)
رابعا :فى القرآن بيان الحق فيما اختلف فيه بنو إسرائيل والله القوى العليم هو القاضى فيهم بحكمه فثق بربك واثبت فإنك على الحق الواضح والمكذبون أمثال الموتى والصم والعمى الذين لا يستجيبون والمؤمنون  فقط هم أهل الإجابة (76-81)
خامسا :من علامات الساعة خروج الدابة التى تكلم الناس .وفى هذا اليوم يجمع الله المكذبين وتوبخهم الملائكة على إهدارهم فرصة الحياة الدنيا فى الكفرفلا يجدون دفاعا
و:لقد كان فى الليل والنهار آية واضحة لمن آمن (82-86)
سادسا : يوم تأتى نفخة البعث يفزع الكل إلا من شاء الله وجاء الخلق خاضعين لله الذى ينصب الموازين فالمحسنون فائزون والكافرون فى النار (87-90)
سابعا يقول محمد صلى الله عليه وسلم :أمرنى ربى أن أعبدرب هذه البلدة التى حرمها (مكة )وأن أكون مسلما تاليا للقرآن فإنما أنا منذر وكل مسئول عن نفسه والحمد لله صاحب الآيات البينات .الخبير بما تفعلون .(91-93)
سورة (القصص ):
أولا :الحديث عن طغيان فرعون وإفساده وإعلان إرادة الله فى نصرة المستضعفين .(1-6)
ثانيا:تفصيل لقوله تعالى "ألم نربك فينا وليدا"فىسورة الشعراء فقد أوحى الله إلى أم موسى فأرضعته ثم قذفته فى البحر وفى هذه الآية (7)خبران وأمران ونهيان وبشارتان .ثم تبين الآيات ماكان من التقاط آل فرعون للطفل  وحب امرأة فرعون له وما كان من رفضه الرضاعة حتى رده الله إلى أمه وبذلك تحققت البشارة الأولى (7-13)
ثالثا:ثم يقد الله الأحداث فيقتل المصرى خطأ ويخشى على نفسه فيفر إلى مدين حيث يسقى الغنم لفتاتين عجزتا عن مزاحمة الرجال ويكون الخير فيذهب إلى والدهما الصالح الذى يعرض عليه زواج إحداهما مقابل حدمته ثمانى أو عشر سنوات (14-28)
رابعا:قضى موسى الأجل وأراد العودة إلى مصر فسار بأهله إلى صحراء سيناء وقرب جبل الطوررأى نارافذهب لياتى بجذوة أو خبر فسمع كلاما من الشجرة وأخبره الله أنه اختاره رسولا وأعطاه معجزة العصا واليد وأمره أن يدعو فرعون إلى الله ولا يخاف فقد كلف معه أخاه هرون وآتاه الآيات القوية .(29- 35)
خامسا :أنكر فرعون وقومه رسالة موسى واتهموه بالسحر وتوقح فرعون طالبا من وزيره أن يبنى له برجا يصعد فيه ليرى الله وكانت نتيجة استكباره وقومه أن أغرقهم الله وجعلهم عبرة الدنيا والآخرة (36-42)
سادسا :أعطىالله موسى التوراة بعد هلاك الأمم السابقة وفيها هدى ورحمة (43)
سابعا :علم محمد صلى الله عليه وسلم بهذه التفاصيل عن موسى عليه السلام دليل نبوته لأنه لم يشهد شيئا من حياته (44-46)
ثامنا :لما جاء محمد بالحق أنكره أهل الكتاب وطلبوا مثل معجزات موسى وقالوا عن التوراة والقرآن إنهما كتابا سحروهم بهما كافرون .قل لهم يا محمد :هل يمكنك أن تأتوا بكتاب أفضل منهما لأتبعه ؟إنهم ضالون متبعون أهواءهم .ولقد أنزلنا هذا القرآن متتابعا آمن به بعض أهل الكتاب وهؤلاء يؤتون أجرهم مرتين لأنهم صابرون منفقون معرضون عن اللغو (47-55)
تاسعا:لاتحزن لكفر قومك وإيمان بعض أهل الكتاب فإن الهدى من الله .ولا عذر لهؤلاء الذين يحتجون بخوفهم من العرب لو آمنوا 
ومن غير الله الذى وهبهم الأمان والخيرات ؟لقد أهلك الله كثيرا من القرى الظالمة التى لم تشكر نعم الله فصارت خرابا .والله لايهلك قوما حتى يرسل رسولا فيكذبوه (56-59)
عاشرا :متاع الدنيا زائل والآخرة خير وأبقى ولا يستوى أصحابالجنة وأصحاب النار ويوم القيامة يطالب المشركون بإحضار شركائهم فيتبرءون منهم ولزمتهم الحجة والمؤمنون هم المفلحون (60- 67)
أحد عشر:الله خالق كل شىء عالم بكل شىء  الحاكم الحميد إليه المرجع والمآب ومن دلائل قدرته خلق الليل والنهار ولا يستطيع مخلوق تغيير خلقه (68-75)
ثانى عشر :إذا كان الكفار يعتزون بأموالهم فهذا قرون كانأكثر مالا ولكنه طغا وأدعى لنفسه الفضل وتكبر علىالناس فخدع الغافلون بمظهره ولكن أهل العلم أدركوا أنه على خطر عظيم وفوجىء الناس بمصيره الرهيب حيث خسف الله به وبداره الأرض وهذه عاقبة المفسدينوكل مجزى بعمله (76-84)
ثالث عشر:بشرى للرسول صلى الله عليه وسلم بأن الله سييسر له طريق الهجرة وطريق العودة إلى البلدة التى سيخرج منها والله به رحيم وهو الذى أنزل إليه الكتاب ويثبتهعلى الحق والتصدى للمشركين واللجأ إلى الله وحده(85-88)
سورة "العنكبوت "
أولا:لابد من اختبار الأمم فهذه سنة الله التى لاتتخلف حتى يتبين الصادق من الكاذب ومن يجاهد فقد اختار لنفسه السلامة وجزاء المؤمنين الجنة (1-7)
ثانيا:وصينا الإنسان بوالديه حسنا حتى وإن جاهداه ليشرك بالله 
وعليه طاعتهما إلا فى المعصية .ومن الناس من يخاف الناس ولا يخاف الله والله عليم بالمنافقين (8-11)
ثالثا :الكفاريريدون إغواء المؤمنين ويعدونهم بتحمل خطاياهم وهم كاذبون سيحملون أخطاءهم مضاعفة وسيحاسبون على افترائهم ولقد مكث نوح عليه السلام ألف سنة فى قومه فظلموا فأخذهم الطوفان وأنجى الله المؤمنين (12-15)
رابعا:وإبراهيم عليه السلام دعا قومه إلى الله وحذرهم عبادة الأوثان وذكرهم بمصائر المكذبين من قبلهم وبين لهم أن الرسول 
مجرد مبلغ مبين عن الله (16-18)
خامسا :كيف يستبعدون البعث وأمامهم عبرة فى الخلق أفلا ينظرون ويبحثون فى آيات الله التى تنطق بأن البعث أمر يسير فى جانب قدرة الله ؟وهو قدير على كل شىء والخلق ليس لهم من الأمر شىء والكفار يائسون من رحمته .كل ذلك بينه إبراهيم لقومه ولكنهم هموا بقتله أو حرقه فأنجاه الله من الناروفى ذلك آية للمؤمنين أنهم على الحق (19-25)
سادسا:آمن لوط بدعوة إبراهيم عليهما السلام وهاجر معه فوهب الله له إسحاق ويعقوب وجعل فى ذريته النبوة من بنى إسرائيل هذا النبى الكريم حاج قومه فى فسقهم المشين ولكنهم تحدوه أن يأتيهم بالعذاب وكان أمر الله فلما مر ملائكة العذاب بإبراهيم عليه السلام أخبروه بهلاك قوم لوط ونجاته إلا امرأته وبالفعل تم هلاك الظالمين بالرجم من السماء .أما عن شعيب عليه السلام فقد أهلك الله قومه أهل مدين لماكذبوا وكذلك عاد وثمود وفرعون وقرون وهامان كل أولئك كانوا مثلا للظالمين المهلكين لكىيعتبر مشركو مكة بهم و حال المشركين كحال الذى يدخل بيت العنكبوت فداخله مفقود لامحالة .إن الشركاء لاوزن لهم فاثبت يارسول الله واتل القرآن وأقم الصلاة  فإنها تنهى عن  المعصية وذكر الله شامل لكل عبادة والله عليم بما تصنعون (26-45)
          والله أعلم

المائدة التاسعة عشرة -تابع

سورة (الشعراء)
1-عتاب للرسول صلى الله عليه وسلم :أتريد أن تهلك نفسك حسرة على كفر هؤلاء ؟ولو شاء الله لأنزل معجزة تذل رقابهم فيخضعون مجبرين ولكن الله يريد قلوبا لا قوالب .وإذا كانوا قد أعرضوا عن القرآن فسوف يعلمون عاقبة تكذيبهم .ولو كان عندهم مسكة من تعقل لتفكروا فى الأرض التى فيها يحيون وتصرف الله فيها بألوان النباتات إن الذى يفعل هذا هو القوى الرحيم .(1-9)
2-حديث طويل عن قصة موسى عليه السلام مع فرعون فقد أمره 
الله أن يذهب وأخاه إلى فرعون وقومه بالدعوة إلى الله وإطلاق بنى إسرائيل معهما وهنا دار نقاش بين موسى وفرعون الذى ذكره بسابق عهده فى القصر وأنه قتل مصريا ورد موسى بأن هذا عهد مضى وأن الله أكرمه بالرسالة .فتساءل فرعون مستهزئا عن الله 
فقال موسى إنه رب السموات والأرض ورب كل الناس ورب المشرق والمغرب ولكن فرعون يتهمه بالجنون ويهدده بالسجن إن اتخذ إلاهاغيره (10-29)
3-قال موسى لفرعون وما تقول لو جئتك بليل واضح على أنى رسول ؟ فتحداه فرعون .فألقى موسى عصاه فإذا هى ثعبان ضخم 
وأخرج يده من جيبه فإذا هى تسطع كالشمس فأراد فرعون أن يبطل أثر المعجزتين فى نفوس حاشيته فاتهم موسى بالسحر وأنه يريد إخراج المصريين من أرضهم ويتملق القوم بطلب المشورة منهم فأشاروا بأن يجمع لهم أمهر السحرة (30-37)
4-جمع السحرة وحشد الناس فىيوم العيد وهنا سجلت الآيات أمرين :
الأول:أن السحرة سألوا فرعون عن مكافأتهم إذا غلبوا موسى .فوعدهم بالجائزة الكبيرة والمكانة العالية .
الثانى:أنهم حين ألقواحبالهم وعصيهم أقسموا بعزة فرعون أنهم غالبون.(والغرض من تسجيل هذين الأمرين هو إبطال ادعاء 
فرعون بعد الهزيمة بأنهم متواطئون مع موسى ) .
ألقى السحرة مامعهم وألقى موسى عصاه التى ابتلعت حبالهم وعصيهم .وهنا أدرك السحرة (الذين هم خلاصة العلماء )أن ثعبان موسى حقيقة وليس تخييلا كحبالهم وأنه لايقد على هذا إلا الله فآمنوا وسجدوا لرب هرون وموسى .وهنا ثارت ثائرة فرعون واتهم السحرة بالتواطؤ مع موسى وهددهم بالقتل والصلب ولكنهم 
ثبتوا على إيمانهم وفازوا بالشهادة.رضىالله عنهم (38-51)
 5-لم يعد ممكنا التعايش مع فرعون الطاغية فأمر الله موسى بالخروج ليلا ببنى إسرائيل من مصر إلى برية سيناء .وفى الصباح جن فرعون فأمر بالتعبئة العامة وهنا أيضا يسجل القرآن 
أن فرعون كان (على استعداد تام لملاحقة موسى وقومه فهم شرذمة قليلة وهم متمردون وقد أخذنا العدة والحذر)وهذا حتى لايقول قائل إن فرعون أخذ على غرة وأنه لم يكن مستعدا .
ويعجل القرآن بذكر نتيجة المواجهة بفقد فرعون وجيشه الثروة والجاه والحياة .ثم تعود الآيات بتصوير الموقف :فقد رأىقوم موسى جيش فرعون فأيقنوا الهلكة ولكن موسى كان واثقا من ربه 
الذى أوحى إليه بضرب البحر بالعصا فانفلق البحر إلى طرق يحجز بينها الماءكالجبال ونجا موسى وقومه وغرق فرعون وجيشه .....أليس فى هذه القصة آية لمشركى مكة ؟إن أكثرهم كافر وإن ربك -يامحمد -هو القوى الرحيم يثبتك بتلك المواقف 52-68)
6-ثم يذكر القرآن قصة إبراهيم وهو يحاورهم حول أصنامهم ويبين لهم عجزها عن سماعهم وعن نفعهم وضرهم ولكنهم يحتجون بأنهم يتبعون أسلافهم فيجهرابراهيم عليه السلام بعدائه لآبائهم وأصنامهم وإيمانه بالله الخالق الهادى الرزاق الشافى المميت المحيى الغفور ويدعوربه أن يهبه الحكمة ويجعله مع الصالحين ويدخله الجنة ويغفر لأبيه ويكرمه يومالقيامة حيث لاينفع مال ولا ولد إلا من أتى الله بقلب سليم .
وهنا ترسم الآيات صورة سريعة للجنة وقد تبدت للمتقين واقتربوا منها .ولجهنم وقد برزت لأصحابها والملائكةتوبخهم وتسألهم عن شركائهم وهل يستطيعون إنقاذهم ؟ويساقون إلى جهنم يتكفأون هم 
والشياطين الذين يختصمون ويتسابون فى جهنم ويعلنون ندمهم وخطأهم ويتمنون العودة إلى الدنيا ليؤمنوا ولكن هيهات (69-104
7-ثم تأتى قصة نوح مختصرة فهو شأن جميع الأنبياء دعا قومه إلى الله فيطلبون من أن يبعد الفقراء ويهددونه بالرجم فيدعو عليهم فأنجاه الله والمؤمنين بالسفينة وأغرق الكافرين .
ثم تأتى قصة عاد قوم هود وقد ذكرهم نبيهم بنعم الله عليهم وأنه من شكر النعمة شكر المنعم ولكنهميسخرون منه فكان عاقبتهم الهلاك .....
وعلى نفس النسق قصة صالح عليه السلام مع ثمود وهم يتهمونه بالجنون وأنه مجرد بشر ورغم أنه أتى بمعجزة الناقة إلا أنهم تحدوه وعقروا الناقة فأخذهم العذاب .
ثم تأتى قصة لوط عليه السلام مع قومه الشواذ الذين هددوه بالطرد فدعا الله أن ينجيه منهم فأنجاه الله وأهلكهم ومعهم امرأته التى كانت تشايعهم .
ثم تختم سورة الشعراء تلك القصص بقصة شعيب عليه السلام مع 
أصحابالأيكة ولم تذكر أنه أخوهم لأنه لم يكن منهم وقد دعاهم إلى الله والعدل فى الكيل والميزان وخوفهم عذاب الله فاتهموه بالجنون 
وتحدوه أن يأتيهم بالعذاب فأخذهم عذاب شديد .
أليس فى كل هذه القصص عبرة لكم ايها المشركون ؟
وإن فيها التثبيت للمؤمنين .(105-191)
8-هذا القرآن من عند الله نزل به جبريل عليه السلام على قلبك يا محمد صلى الله عليه وسلم ليكون منذرا بلسان عربى واضح وخبر هذا القرآن ونبيه فى كتب الأنبياء السابقين وعلماء بنى إسرائيل يعلمون هذا .ولكن المجرمين يعاندون ويستعجلون العذاب .وحين 
يحل بهم لايغنى عنهم ترفهم .والله لا يهلك قوما إلا بعد إلزامهم الحجة بإرسال الرسل .
إن الشياطين بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم أصبحوا معزولين عن استراق السمع إلى السماء والقرآن فى حفظ الله منهم 
فاثبت على دينك يا محمد صلى الله عليه وسلم وابدأ بدعوة أقربائك وكن لينا للمؤمنين وتوكل على الله السميع العليم بأحوالك .
ثم تختم شورة الشعراءبسؤال مهم :هل أدلكم على من تلازمهم الشياطين ؟إنها تتزل على الكذابين الآثمين .مثل  معظم الشعراء الذين يهيمون فى الخيال ويقولون مالا يفعلون (وهذا حال الشعر الذى يقوم أساسا على الخيال )ولكن من الشعراء مؤمنون يذكرون الله كثيرا ويقفون مع الحق .(192-227)
سورة (النمل ):
1-القرآن هدى وبشرى لمن يؤمن به ويعملون بمنهجه أما الكافرون فهم فى حيرة وخسران فى الدنيا والآخرة .وإنك يامحمد صلى اللهعليه وسلم تتلقى القرآن من عند إله حكيم عليم .(1-6)
2-لقطة سريعة من قصة موسى عليه السلام إذ قال لأهله وهم عائدون إلى مصر بعد غيبة عشر سنوات وهم فى ظلام الصحراء :لقد رايت نارا على البعد سأذهب لآتى بقبس منها نستدفىء به ولما ذهب سمع صوتا يناديه ويعلمه أنه ربه وأنه اختاره رسولا ويعطيه معجزة العصا واليد وأمره بدعوة فرعون وقومه ولكنهم جحدوا رغم المعجزات الواضحة فكان هلاكهم (7-14)
3-حديث عن داود وسليمان عليهما السلام اللذين حمداالله على ما أنعم به عليهما من العلم والتكريم .وقد علم الله سليمان لغة الطير وآتاه ملكا عظيما وجندا من الإنس والجن والطير .وتحكى الآيات عن جيش سليمان وقد أشرف على وادى النمل فحذرت النملة المراقبة قرية النمل كى يختبئوا حتى لايحطمنهم جيش سليمان ...
سمع سليمان عليه السلام بفضل الله كلام النملة فتبسن وشكر نعمة الله عليه .ثم تفقد الطير فلاحظ غيابالهدهد دون إذنه فتوعده بالعذاب أو الذبح إلا إذا أتى بعذر مقبول ...وجاء الهدهد وأخبر سليمان عليه السلام بخبر ملكة سبأ وقومها الذين يعبدون الشمس 
ويعجب الهدهد من هؤلاء الذين لايعبدون الله القادرعلى كل خفى فى السموات والأرض العليم بكل شىء .فقال سليملن سنرى صدقك من كذبك ثم أمره أن يذهب بكتاب منه ويلقيه على الملكة  
وتقرأ الملكة الكتاب وتجمع مستشاريها وتخبرهم بطلب سليمان  
أن يسلموا فقالوا نحن أقوياء ونحنطوع أمرك فاقترحت أن يرسلوا هدية فاخرة إلى سليمان ثم يروا كيف يكون رده ....ورفض سليمان الهدية فقد آتاه الله خيرا كثيرا  وقال للرسول  ارجع إليهم فسوف نأتيهم بجنود تخرجهم من أرضهم ....
وكان سليمان عليه السلام يتوقع مجىء الملكة فقال لحاشيته من يأتينى بكرسى عرشها قبل أن يأتونى مسلمين ؟قال عغريت قوى أن أحضره لك قبل أن تنتهى هذه الجلسة وقال رجل عنه علم (الله أعلم به )أنا آتيك به قبل أن تغمض عينك فلما رأى سليمان العرش أمامه حمد الله على فضله وقال هذا امتحان من الله ليختبرنى أأشكر أم أكفر.ثم أمر بتغيير فى شكل عرش بلقيس .....فلما جاءت وسالها هل هذا عرشك قالت :كأنه هو وقد علمنا أنك نبى الله وأسلمنا ....ثم أراها سليمان عليه السلام طرفا آخر من فضل الله عليه فدعاها إلى دخول القصر ورات أمامها ماء مائجا فكشفت عن ساقيها حت لاتبتل ثيابها فقال لها هذا طريق مصنوع من الزجاج الصافى فأعلنت أنها أسلمت مع سليمان لله رب العالمين (15-44)4-ثم تنتقى الآيات لقطة من قصة صالح مع قومه الذين 
عاندوا وطلبوا إنزال العذاب بهم وأعلنوا أنهم يتشاءمون منه وممن أمن معه  ونض تسعة من الأشرار وأقسموا أن يغتالوه وأهله ثم ينكرون أمام ولى دمه معرفتهم بأمره ولكن تدبير الله وتدميرهم كان أسرع ....
ثم تذكر الآيات طرفا من قصة لوط عليه السلام مع قومه وهو يؤنبهم على شذوذهم وهم يهددونه بالطرد بحجة أنهم يتطهرون وهكذا صار التطهر جريمة فىنظر المجرمين فنجاه الله وأهلكهم بالرجم من السماء (45-58)
               والله أعلم

الأربعاء، 17 أغسطس 2011

الصوم والمعارج العشر- المعراج الخامس

المعراج الخامس.           "والصابرين والصابرات "
أولا:الصبر فى اللغة الحبس .وكأن الصابر يحبس نفسه ومشاعره
على الأمر الذى يهمه .وهذا المعنى مطابق لأحوال الصابرين .
ثانيا:وردت مادة (ص ب ر)فى القرآن العظيم سبعا وتسعين مرة
ووردت بكل الصور :
-فوردت باسم الفاعل أربعا وعشرين مرة .
-ووردت بفعل الأمر ثلاثا وعشرين .
-ووردت بالفعل الماضى إحدى وعشرين .
- ووردت بالمصدر أربع عشرة مرة .
-ووردت بالمضارع إحدى عشرة مرة .
-ووردت لفظة (اصطبر)ثلاث مرات .
- ووردت بأسلوب التعجب مرة واحدة فى قوله تعالى فى سورة 
البقرة "فما أصبرهم على النار"175
ثالثا:كلمة "اصطبر"معناها شدة المصابرة ومغالبة النفس وقد وردت فى سورة (مريم )عليها السلام "رب السموات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا "65
وفى سورة(طه)"وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لانسئلك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتفوى "132ويلاحظ أن الاصطبار فى سورة مريم عدى باللام مما يعنى الثبات .وعدى فى سورة طه بعلى التىتفيد الاستعلاء وكأن الذى يصطبر على صلاته يركب فرسا أصيلا يستعلى به على النوازع التى تشده إلى الطين الذى هو من جبلته .وقد جاءت كلمة اصطبر فى سورة (القمر)27عند الحديث عن قوم صالح ويلاحظ هنا أن القرآن أورد أقوال خصوم 
صالح عليه السلام الذين استبعدوا أن يكون الرسول بشرا.وتهكموا عليه مستصغرين شأنه أن ينزل عليه الوحى إلى اتهامه بالكذب والغرور ثم رد عليهم بأن عذابهم قريب ويثبت نبيه عليه السلام 
بأن يراقب أحوالهم مع الناقة وضبط أعصابه فإن الهول قادم.
رابعا:علاقة الصوم بالصبر واضحة فالصوم نصف الصبر كما قال النبى صلى الله عليه وسلم .وفى الصوم أعلى درجات الانضباط لأنه امتناع عن غريزتين تقوم عليهما الحياة وهما غريزة (حفظ الذات )فيمتنع عن الطعام والشراب.وغريزة (حفظ النوع )وذلك بالامتناع عن الزوجة .ومن هنا كان التدريب الكبير 
على امتلاك زمام النفس فمادام استطاع السطرة على أقوى غرائزه فالأجدر أن يمتلك ما عداهما من الغرائز وهذه هى الحرية الحقيقية

الاثنين، 15 أغسطس 2011

الصوم والمعارج العشر -المعراج الرابع

المعراج الرابع :           "والصادقين والصادقات "
أولا:يقول الإمام ابن كثير رحمه الله  :(وهذا فى  القول) يعنى أن الصدق فى الكلام وهذا بعض نواحى الصدق .فالصدق يشمل القول والفعل جميعا فالإيمان هو (التصديق ) بالقلب هذا من ناحية العقيدة 
ومن الناحية  العملية  فقد  روى أن صحابية  قالت  لابنها  :(تعال  أعطك  )  فقال  لها  النبى  صلى  الله  عليه  وسلم  :"وما  تعطيه "
قالت :(تمرة ) قال:"أما إنك لو لم تعطيه لكتبت عليك كذبة "
ثانيا :الصدق يعنى الإيمان وعكسه الكذب وهو أول علامات النفاق  لقوله صلى الله عليه وسلم :"أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها :إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذاعاهد غدر وإذا خاصم فجر "
ثالثا :الصدق يلخص حياة المؤمن الحق فى كل حالاته فهو صادق  مع ربه فى الثبات على عقيدته .صادق مع نفسه فهو مؤمن عن قناعة ذاتية مطلقة "لاإكراه فى الدين " وصادق مع الناس فهو لا يغش ولا يخدع ولا يكذب لأنه  واضح فى مبادئه واضح فى سلوكه  ومن يتجاوز هذا الصدق فإسلامه مزعوم فيه دخًل مشين 
رابعا :كل مظاهر الاختلال  التى  نراها  ونشكو منها  يحملها  البعض  -ظلما -على الإسلام  .والحق  أن  المسئولية  تلحق  من  
يتعدى  حدود  المبدأ  أما  المبدأ فهو  منها براء  "ومن يتعد  حدود
الله فأولئك  هم  الظالمون ".
خامسا :الصوم  له  علاقة وثيقة  بالصدق  لأن الصوم  (دعوى  الصائم أنه ممتنع عن الطعام والشراب والشهوة ) وهذه الدعوى لا دليل عليها لجوازممارسة المفطرات سرا والذى يضمن هذه الدعوى هو الصدق فقط مع الله .
سادسا :إذا صدق قلب الصائم فلابد أن تصدق جوارحه فيصوم لسانه وعينه ويده ورجله بل وفكره عن الأذى والشروإلا كانت دعوى الصيام كاذبة .
سابعا:صدق الصائم يسرى فى كل الأوقات فهو صادق فى الليل والنهاربل فى رمضان وغيررمضان فالصيام مدرسة كبرى يتعلم 
فيها الإنسان كيف يعيد تربية نفسه وفق قواعد هذا الدين التى تحكمه فى كل وقت وعلى كل حال .
ثامنا :للصوم صلة وثيقة بأركان الإسلام والإيمان فهو باعتباره عملا قلبيا يقوم على اليقين بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وهو باعتباره سلوكا ظاهراشهادة عملية بأنه لاإله إلا الله وأن محمدا رسول الله والصوم كذلك صلاة الروح بطاعتها الخفية 
وصلاة الجسد بامتناعه عن المفطرات وهو أيضا نوع من أنواع الزكاة بما فيه من تطهير .وهو كذلك حج النفس بتركها بعض مظاهر الحياة كالأكل والشرب والنكاح مثلما يترك المحرم الثياب والطيب والنكاح .

السبت، 13 أغسطس 2011

واصومالاه

الصومال الجريحة الكسيحة تمد ذراعيها إلى الله ضارعة شاكية باكية صارخة :
يارب 
جف الزرع  ومات الضرع  وغاض الماء  وجاع الكبار  وهلك الصغار  .
يارب 
تأتينا  المعونات قطرة قطرة من غير المسلمين ونحن نرى إخواننا  المسلمين يمرضون من التخمة بينما نموت   من الجوع 
فى مصر  تمتد (موائد الرحمان ) المترعة بما لذ وطاب يطوف 
عليها ذئاب  الناس  بينما  يتوارى  المستحقون  -ونحن منهم- إما 
حياء  وإما  بعدا  .وكان أجدر بأصحاب الأموال -لو صدقت النوايا- أن    تتجه هذه الأطنان من الطعام إلى الصومال علها تكون حقا (موائد الرحمان ) 
فى بلاد  الخليج الغنية  حيث تكال الأموال  .نسمع  عن الوجبات  
الجاهزة التى توزع بالملايين على الحجاج والمعتمرين لماذا لا تتجه إلى المتضورين جوعا ؟
مليارات الزكاة فى طول البلاد الإسلامية وعرضها  كفيلة -لو حسنت النوايا -بحل معضلة المجاعة فى الصومال وغيرها .
رباه يارباه يارباه 
أليس واردا أن تجتلب العمالة من الصومال إلى البلاد المسلمة التى تجتلب العمال من الهند وكوريا وفيتنام ؟فتفتح أبيات وتطعم أفواه 
مسلمة ؟ أم أن السائد قول الشاعر:
    أحرام على بلابله الدوح حلال للطير من كل جنس ؟اا
رباه يارباه يارباه 
نحن مؤمنون بقضائك وقدرك ولكن الجوع كافر ونحن نحب رب 
البيت ونرجو أن يطعمنا من جوع ويؤمنا من خوف .
نحن أبناء الأمة التى يقول رسولهاصلى الله عليه وسلم :"ليس منا من بات شبعان وجاره جوعان "
نحن أتباع النبى القائل :"مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى "
ألم يبشر النبى صلى الله عليه وسلم يوما امرأة بغيا بالمغفرة لأنها 
رحمت كلبا فسقته وقد كاد يقتله العطش ؟
فما بال قومنا لا يسمعون وإذا سمعوا لايفهمون وإذا فهموا لايتحركون ؟
مابالهم قست قلوبهم فهى كالحجارة أو أشد قسوة ؟فلم نبلغ عندهم 
مبلغ الكلاب ؟
اللهم إنا نشكو إليك قلة حيلتنا وضعف قوتنا وهواننا على الناس .
اللهم استجب فينا لدعوة نبيك "اللهم أعط منفقا خلفا وأعط ممسكا تلفا " "اللهم من ولى من أمر أمتى شيئا فشق عليهم فاشقق عليه "
وحسبنا الله ونعم الوكيل .