كان ذلك فى عام 64 م وكنت طالبا فى السنة الأولى فى كلية اللغة العربية جامعة الأزهر بالقاهرة وكنت أسكن فى حى باب الشعرية مع زميلين فى السنة الثالثة فى الكلية ..وكنت أقوم بإعطاء تلامذة المرحلة الإبتدائية والإعدادية دروسا...
وذات يوم جاءت سيدة تسأل عن الأستاذ /مصطفى ..الذى هو حضرتنا..وقالت :أريد أن تعطى ابنتى درسا..قلت:وفى أى صف هى ؟قالت :فى الثانوية العامة ...
نظر الزميلان إلى بعضهما ثم إلىّ وانتظرا ماذا أقول ...
وقرأت فى عينيهما استنكارا مستفزا مما جعلنى أسرع قائلا:ماشى أعطينى العنوان ...
انصرفت المرأة وبادرنى زميلى /إبراهيم -رحمه الله -كيف تعطى دروسا لطالبة الثانوية العامة وقد أتيت من الثانوية الأزهرية العام الماضى ؟
لكنى أصررت قائلا:وماذا تبلغ دراسة اللغة العربية للثانوية العامة بالنسبة إلى الثانوية الأزهرية ؟
وبالفعل ذهبت ووجدت الطالبة ضعيفة المستوى إلى حد كبير ولكنه العناد وإثبات الذات ...
والعجيب أننى لم أكتف بتدريس اللغة العربية بل درست الفلسفة والتاريخ والجغرافيا...
ومضى الشهر الأول ..وانتظرت الأجر-ولم أكن اتفقت على شىء - ولكن لم أتلق شيئا فقلت :يبدو أن هؤلاء الناس من الذين يدفعون آخر السنة ولم أشك لحظة فى هذا لأنهم أغنياء وكان أخوها عقيدا فى الجيش ....
ومضت شهور العام الدراسى على هذا النحو ...وجاءت الامتحانات ثم الإجازة وبعدها عدت إلى القاهرة وأنا أريد أن أعرف نتيجة الطالبة ..فاستجمعت شجاعتى وذهبت لأجد استقبالا هاشا باشا فقد نجحت الآنسة بمجموع ستين بالمئة وهذا أكثر مما كانوا يتمنون ...
وزغردت الأفراح فى صدرى ...
أولا :لأننى نجحت فى إثبات ذاتى أمام لداتى
ثانيا:لأننى سأتلقى مكافأة تكافىء مابذلت من جهد
وودعت الناس وقدمت إلىّ الأم مظروفا مغلقا أخذته وانصرفت..
وطرت إلى البيت لأواجه الزميلين وأفتح أمامهما المظروف...
ودهشا لنجاحى المبهر...وفتحت المظروف فكدت أقع مغشيا علىّ
........................................
تصوروا أنت وتخيلوا ماذا وجدت ؟
مئة جنيه ؟
لا ..لا
خمسين ؟
لالآلا
عشرون ؟
ولا حتى هذا
(ثلاثة )جنيهات بالتمام والكمال .اااااااااااااااااااااااا
ولاتسألوا عن السخرية والشماتة فى أعين زميلىّ وقد أخذ كل منهما ورقة وقلما ليحسب عدد الحصص التى أعطيتها طيلة العام الدراسى وأن كل عشرين حصة تساوى (مليما) طبعا هذه العملة انقرضت .........
وقلت من بين أسنانى وتلافيف كبدى :
هل أعود إلى هذه المرأة لاحتمال الخطأ ؟
لكنى بلعت غيظى وآثرت السلامة وقلت :
إنه مقلب صعب سأبلعه وسأتعلم منه..
وذات يوم جاءت سيدة تسأل عن الأستاذ /مصطفى ..الذى هو حضرتنا..وقالت :أريد أن تعطى ابنتى درسا..قلت:وفى أى صف هى ؟قالت :فى الثانوية العامة ...
نظر الزميلان إلى بعضهما ثم إلىّ وانتظرا ماذا أقول ...
وقرأت فى عينيهما استنكارا مستفزا مما جعلنى أسرع قائلا:ماشى أعطينى العنوان ...
انصرفت المرأة وبادرنى زميلى /إبراهيم -رحمه الله -كيف تعطى دروسا لطالبة الثانوية العامة وقد أتيت من الثانوية الأزهرية العام الماضى ؟
لكنى أصررت قائلا:وماذا تبلغ دراسة اللغة العربية للثانوية العامة بالنسبة إلى الثانوية الأزهرية ؟
وبالفعل ذهبت ووجدت الطالبة ضعيفة المستوى إلى حد كبير ولكنه العناد وإثبات الذات ...
والعجيب أننى لم أكتف بتدريس اللغة العربية بل درست الفلسفة والتاريخ والجغرافيا...
ومضى الشهر الأول ..وانتظرت الأجر-ولم أكن اتفقت على شىء - ولكن لم أتلق شيئا فقلت :يبدو أن هؤلاء الناس من الذين يدفعون آخر السنة ولم أشك لحظة فى هذا لأنهم أغنياء وكان أخوها عقيدا فى الجيش ....
ومضت شهور العام الدراسى على هذا النحو ...وجاءت الامتحانات ثم الإجازة وبعدها عدت إلى القاهرة وأنا أريد أن أعرف نتيجة الطالبة ..فاستجمعت شجاعتى وذهبت لأجد استقبالا هاشا باشا فقد نجحت الآنسة بمجموع ستين بالمئة وهذا أكثر مما كانوا يتمنون ...
وزغردت الأفراح فى صدرى ...
أولا :لأننى نجحت فى إثبات ذاتى أمام لداتى
ثانيا:لأننى سأتلقى مكافأة تكافىء مابذلت من جهد
وودعت الناس وقدمت إلىّ الأم مظروفا مغلقا أخذته وانصرفت..
وطرت إلى البيت لأواجه الزميلين وأفتح أمامهما المظروف...
ودهشا لنجاحى المبهر...وفتحت المظروف فكدت أقع مغشيا علىّ
........................................
تصوروا أنت وتخيلوا ماذا وجدت ؟
مئة جنيه ؟
لا ..لا
خمسين ؟
لالآلا
عشرون ؟
ولا حتى هذا
(ثلاثة )جنيهات بالتمام والكمال .اااااااااااااااااااااااا
ولاتسألوا عن السخرية والشماتة فى أعين زميلىّ وقد أخذ كل منهما ورقة وقلما ليحسب عدد الحصص التى أعطيتها طيلة العام الدراسى وأن كل عشرين حصة تساوى (مليما) طبعا هذه العملة انقرضت .........
وقلت من بين أسنانى وتلافيف كبدى :
هل أعود إلى هذه المرأة لاحتمال الخطأ ؟
لكنى بلعت غيظى وآثرت السلامة وقلت :
إنه مقلب صعب سأبلعه وسأتعلم منه..