الثلاثاء، 24 سبتمبر 2013

الحديث المظلوم



"إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ,إلا تفعلوا تكن فتنة فى الأرض وفساد كبير " رواه الترمذى وغيره
......................
حديث شريف صحيح يحفظه الجميع ..ولكن...وآه من لكن....
يأتى الخاطب فيكون همنا السؤال عن وظيفته ودخله ووجاهة أسرته وإمكاناته المادية وننسى الحديث ...
وسيقال:ولكن لابد للحياة الزوجية من إمكانات مادية يجب أن تراعى ..وهذا صحيح ولكن مسألة الإمكانات المادية مفتوحة على مصراعيها ومن يترك نفسه لمجاراة التقاليد سيجد نفسه فى خضم مشروع تجارى لا مشروع زواج ...وعلى هذا لابد من مرجعية ثابتة يرجع إليها الكل ..
وهذه المرجعية لايصح أن تكون العادات والتقاليد لأنها تكون -فى كثير من الأحيان على أساس المباهاة ...ولا يوجد ما نأمنه على أنفسنا وأولادنا سوى شرع الله الذى خلق الغنى والفقير...
هذا الشرع الشريف لايمنع الأفراح بل يشرعها ويضبطها"قل من حرم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق "الأعراف 31 ولكنه فى الوقت نفسه يقول :ولاتسرفوا إنه لايحب المسرفين "الأعراف 30وأنتم ترون أن هذه الآية تسبق آية الزينة .
ولكن القضية أبعد من الماديات بكثير ..ذلك لأن الماديات المتفوقةلاتصنع أسرة موفقة بل نشاهد زواجا أسطوريا تحدثت الدنيا بروعته لم يدم سوى شهور ...بينما نعرف زيجات متواضعة دامت إلى آخر العمر وأثمرت ذرية صالحة نفع الله بها العباد والبلاد ..
وهذا مايرسم له الحديث الشريف الطريق الصحيح ..
إن أساس البيت الصالح زوجان صالحان يرعيان حدود الله فى العلاقات بينهما ومع أهليهما ومع ذريتهما وجيرانهما ومجتمعهما ...هذا العنصر الإنسانى هو الأساس فإذا صلح فلن تضر قلة الإمكانات وإذا فسد فلن تجدى كثرة الماديات ..
ولقد كان النبى صلى الله عليه وسلم زوجا مثاليا وكذلك كانت أمهات المؤمنين رغم شظف العيش الذى كانوا فيه وقد زوج صلى الله عليه وسلم صحابيا بمامعه من القرآن يعلمه زوجته ولم يكن هم الصحابة رضوان الله عليهم أبدا مايملك الخاطب من متاع الدنيا ..بل إن التابعى الجليل /سعيد بن جبير رضى الله عنه رفض أن يزوج ابنته من أمير وعرضها على أحد تلاميذته الفقراء ماديا الغنى إيمانيا ..وهو بهذا كسب لبنته خير الدنيا والآخرة...
وعلى الذين يضجون بالشكوى من سوء معاملة الأزواج لبناتهم ألا يلومواإلا أنفسهم فهم الذين أغمضوا عيونهم عن الحق والتمسوا السعادة فى المظاهر المادية ثم أدركوا بعد فوات الأوان أن المال يأتى ويذهب وأنه لايصنع إنسانا محترما وإنما الدين بأخلاقه ومثله هو وحده الذى يصنع السعادة ...
وهذا ما أردا الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعلمه أمته ...فهل يسمعون ؟

ليست هناك تعليقات: