الاثنين، 7 أكتوبر 2013

أمريكا بين المبادىء والمصالح

الرئيس /أوباما حذر النظام السورى من استخدام السلاح الكيماوى   وقال إن استخدامه خط أحمر لن تسمح به أمريكا ...
واستخدم النظام السورى السلاح الكيماوى مرات حصد آخرها مءات الأرواح من المدنيين ..وثار الرئيس الأمريكى  وحرك قواته فى البحر المتوسط وقيل إن توجيه ضربة تأديبية للنظام السورى مسألة أيام قليلة ...
ثم بدأت الأجواء السياسية تتغير  وبعد التهييج السياسى الأمريكى لحلفائها فى أوربا بدأت الأصوات تخفت والحماسة تبرد ورأينا البرلمان البريطانى يرفض مشاركة بريطانيافى تلك الضربة ..زثم رأينا اتفاقا أمريكيا روسيا على تدمير السلاح الكيماوى السورى الأمر الذى سيستغرق شهورا طويلة ...وبذلك توارت بالحجاب مسألة الضربة الأمريكية للنظام السورى ...
والسؤال هنا :هل كانت القضية تدمير السلاح الكيماوى السورى  أم كانت قتل مئات المدنيين بهذا السلاح ؟ وهل تدمير الكيماوى السورى يأخذ حق القتلى الأبرياء ؟
ثم لماذا التوقف عند السلاح الكيماوى بالذات ؟وهل يعنى ذلك ألسماح للنظام الفاشى بالقتل شريطة ألا يكون بالكيماوى ؟
لقد أحصت الأمم المتحدة قتلى النظام منذ الثورة بأكثر من مئة ألف قتيل  لم تهتز لهم ضمائر الغرب الحر بينما تصنعوا الألم لمقتل بضع مئات بالكيماوى ...فماهذا ؟ وما تفسيره سياسيا وأخلاقيا ؟
الحق أنه ليس هناك أى تفسير أخلاقى لسلوك أمريكا والغرب ...ولكنه التفسير السياسى فقط ..
إن الأمر كله يعود إلى المصالح الأمريكية الغربية فى منطقتنا ...وهذهالمصالح تدور حول مصلحة العزيزة المدللة إسرائيل ...
فمن مصلحة إسرائيل تدمير الكيانات العربية وجيوشها  فإذا قامت ثورة فى سوريا وتصدى لها الجيش فيجب أن يستمر الصراع حتى ينتهى الجيش السورى وتدمر البنية التحتية ويشرد الملاييين ويقتل مئات الآلاف ..كل ذلك يقوى الكيان الصهيونى بقدر ما يضعف الكيانات العربية ...
والمتأمل فى المسألة السورية  يرى أنه ليس من مصلحة إسرائيل التضحية بنظام بارد يقاتل بالكلمات منذ عشرات السنين ولم يجرؤ على إطلاق رصاصة واحدة على العدو الصهيونى رغم قيام هذا النظام بالعدوان عليه مرات  ..وهذا النظام الذى يعد حضنا دافئا للاحتلال لاينبغى التفريط فيه ...ولكن عندما يقوم هذا النظام باستخدام الكيماوى فهنا يمكن أن يأتى الخطر ولو ظنا ...وهناك احتمال لاستخدام الكيماوى ضد إسرائيل ...وهذا هوالخط الأحمر الحقيقى الذى يجب أن يقاوم بكل قوة ...
أى أن الهدف الرئيس لأمريكا وحلفائها هو نزع السلاح الكيماوى السورى  ضمانا لأمن إسرايل ...
أما ذهاب مئات الآلاف منالأرواح بهذا السلاح أو ذاك فهذا أمر لايكدر ضمائر الأحرار فى عواصم الغرب ..ولكن لابأس ببعض الدموع السياسية والإعلامية ذرا للرماد فى العيون وتجميلا للوجه غير الأخلاقى للسياسات الغربية .

ليست هناك تعليقات: