الخميس، 5 ديسمبر 2013

مانديللا ومن قبله محمد صلى الله عليه وسلم

رحل نيلسون مانديللا....
قالوا عنه :إنه ملهم العلم فى التسامح لأنه قاد التصالح مع العتصريين البيض الذين حكموا (روديسيا )ردحا من الزمان حكما عنصريا قاسيا ...
ولاشك أن مانديللا يستحق التكريم لأنه رائد حديث للتسامح العالمى ...
ولاشك أنه بحكمته العالية وقى بلاده شر فتنة طائفية دامية كان يمكن أن تقودها إلى الهاوية ...وبهذه الحكمة أصبحت جنوب إفريقيا دولة متقدمة...
هذا صحيح ..ولكن الحق أيضا أن مانديللا لم يكن الملهم الأوحد للتسامح فى العالم فقد سبقه (غاندى )فى الهند الذى قاد النضال السلمى ضد بريطانيا واستطاع أن ينتصر دون طلقة رصاص .
ولكن الحق أيضا أن هناك سيد المتسامحين على الإطلاق عبر كل العصور هو (محمد )صلى الله عليه وسلم ...الذى عانى شخصيا أكثر مما عانى مانديللا وغاندى وأخرج من بلده هو وأصحابه وعانوا من عدوان شرس استمر سنين وحصد المئات من أصحابه
ورغم ذلك ضرب المثل الأعلى للتسامح وهو فى مركز القوة فقد وقع فى قبضته (أبوعزة )الشاعر الداعر الذى كان يتعرض فى شعره لنساء المسلمين وهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقتله ولكنه استعطفه واعدا بعدم العود إلى قبيح فعله فأطلقه الرسول صلى الله عليه وسلم ولكنه عاد ووقع ثانيا فى قبضة الرسول صلى الله عليه وسلم فاستعطفه ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم رفض العفو عنه قائلا :"لاأتركك تمسح عارضيك بمكة وتقول خدعت محمدا..لايلدغ المؤمن من جحر مرتين "
وظفر الرسول صلى الله عليه وسلم بقاتل عمه حمزة رضى الله عنه ولكنه لم يمسسه بأذى لأنه جاء مسلما ..
وظفر الرسول صلى الله عليه وسلم بمن كان يطلق لسانه فيه وفى أصحابه وأشارالبعض بأن يخلع بعض أسنانه حتى لايستطيع أن يهجوالمسلمين فرفض صلى الله عليه وسلم ذلك قائلا:"لاأمثل به فيمثل الله بى ".........
عشرات الأمثلة تبين أن محمدا صلى الله عليه وسلم سيد المتسامحين على الإطلاق ..........
وإذا كان محمد صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فيجب أن يظهرذلك فيمن يدعون الانتساب إليه ........
فقد وصلت الأمور بين المسلمين إلى وضع مؤسف على مستوى الأقطار وعلى مستوى الدولة الواحدة وعلى مستوى الأفراد وبدا العداء مستحكما لامخرج منه...
وهذا تنكر مستنكر لسيرة النبى صلى الله عليه وسلم ومنهجه ...
فعلى مستوى الأفراد أين المسلمون من قوله صلى الله عليه وسلم "لايحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذى يبدأ بالسلام "؟ا بل أين نحن من قوله "إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس من أجل أن ذلم يحزنه "
وعلى مستوى الجماعات والدول أين نحن من قوله تعالى "وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما "...الآية الحجرات 9
ولعل الأطراف المتنازعة فى مصر-على سبيل المثال -تصحو من غفوتها وتتعلم من نبيها الكريم صلى الله عليه وسلم قيمة التسامح
وإذا كان مانديللا قد قاد المفاوضات مع العنصريين على أساس العفو عنهم مقابل اعترافهم بالذنب وتعويض ضحاياهم فقد عفا الرسول صلى الله عليه وسلم عن خصومه دون أن يذلهم بالاعتراف بالذنب ودون مطالبتهم بالتعويض ...حين قال لهم وهم فى قبضة يده "اذهبوا فأنتم الطلقاء "
فهل لنا فى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة تقودنا إلى رأب الصدع ولم الشمل وحقن الدماء ؟

ليست هناك تعليقات: