-هناك مسألة تحيرنى .
-خيرا إن شاء الله .
-رجل نعرفه..لانزكيه على الله..يحب المسجد ..لم نسمع منه كلمة عيب..يبذل الخير لكل الناس ولكن للأسف كانت نهايته سيئة فقد سقط من سيارة لتدوسه سيارة أخرى وتمزق جسده..فقلنا:يبدو أن الرجل كان ظاهره خلاف باطنه وإلا لما كانت هذه نهايته...
-ياأخى..لقد ظلمتم الرجل ظلما كبيرا...وظلمتم مفهوم حسن الخاتمة ...فليس معنى حسن الخاتمة أن يموت الإنسان على فراشه وإلا لكان الشهداء خاسرين حاشا لله وأنت تعلم أن سيد الشهداء /حمزة رضى الله عنه مزق جسده وأخرج كبده..وأن/ مصعب بن عميررضى الله عنه قطعت يمينه ثم شماله ثم ضرب عنقه ..ويجب ألا ننسى مثلا أعلى للشهادة هو /حبيب بن زيد رضى الله عنه حين قال له مسيلمة الكذاب :أتشهد أن محمدا رسول الله ؟قال :نعم قال :أتشهد أنى رسول الله ؟ قال :لآأسمع .فأمر بقطع يمينه ..ثم أعاد عليه :أتشهد أن محمدارسول الله ؟قال :نعم قال :أتشهد أنى رسول الله؟قال :لاأسمع فأمر بقطع شماله .ثم أعاد عليه ..فكان نفس الجواب فأمر بقطع رجله اليمنى ثم أعاد عليه ...فقطع رجله اليسرى ..ثم أعاد عليه فضرب عنقه .....فهل ترى هذا الشهيد العظيم سيىء الخاتمة ؟
بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم بشرنا بأن (الغرقى والحرقى والهدمى )من المسلمين شهداء إن شاء الله رغم هذه الموتة المفجعة وهذا من فضل الله .
-الحمد لله على فضله.ولكنى أعبر عما يجول بأذهان الكثيرين ..
-ونحن لانأخذ ديننا من العوام وإن كانوا كثيرين والله تعالى يقول "وماأكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين "
-ومما يعتقده العوام أن من مات فى ليلة القدر أو فى يوم الجمعة فهو من أهل الجنة ..
-وهذا من الأوهام ..ففى ليلة القدر يموت المسلم وغير المسلم وفى يوم الجمعة يموت الصالح والطالح ..وإنما هو الأجل "فإذا جاء أجلهم لايستأخرون ساعة ولا يستقدمون " "قل لو كنتم فى بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم "
-إذن ليست العبرة بمكان الموت ولا بزمانه
-بالتأكيد ..وإنما العبرة بالحالة التى يموت عليها الإنسان والرسول صلى الله عليه وسلم أخبرنا بأن المرء يبعث على ما مات عليه فمن مات محرما بالحج بعث ملبيا ومن مات مصليا بعث مصليا ومن مات سارقا أو كاذبا بعث على هذه الحال ..فليست القضية أين تموت ولا متى تموت ؟بل القضية على أية حال تلقى الله ؟ وكلنا راحلون ولكن هناك من يرحلون كبارا أعزة وهناك من يرحلون صغارا أذلة ..وحسن الخاتمة أن تلقى الله بصحيفة أعمال تثقل فى الميزان وتأخذ بيدك إلى الفردوس الأعلى نسأل الله تعالى أن نكون من أهلها وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق