السبت، 28 ديسمبر 2013

هبنقات

تقول العرب: فلان أحمق منهبنقة!
وهبنقة هذا أعجوبة من أعاجيب الزمان، فقد كان يعلق في عنقه قلادة منودع وعظام وخزف، فلما سئل عن سرها 
قال: أخشى أن أضيع نفسي، ففعلت ذلك لأعرفها وأعثرعليها إن ضاعت! 
وذات ليلة سرق أحد الظرفاء القلادة وعلقها في عنق شقيق هبنقة، فلمارآى أخاه قال له:
يا أخي أنت أنا، ولكن من أنا؟!‏ وكانت لهبنقة فلسفة خاصة فيرعي الإبل، فقد كان يصطحب الإبل السمينة إلى المراعي الخصبة، ويأخذ المهازيل إلىالمراعي الفقيرة، فلما سئل عن السبب 
قال: الله خلقها هكذا، وليس من شأني تغيير خلقالله!!‏ أضاع مرة بعيراً فخرج ينادي بين الناس: إن من يجد بعيري فليأخذه له،حلالاً عليه. 
ضحك الناس وقالوا له: ماذا ستستفيد أنت في محصلة هذا العمل؟ 
فقال: كيفلا أستفيد؟ أنا آخذ الحلوان!‏ واختصمت قبيلة "طفاوة" مع قبيلة "راسب" حول رجلحكيم ادعت كل قبيلة أنه عَرَّافتها، وقد حُكِّم هبنقة في النزاع فقال: 
نلقي الرجلفي الماء، فإن طفا فهو من "طفاوة"، 
وإن رسب فهو من بني "راسب"!

........
هذاعن (هبنقة )العرب التاريخى وما أحسب العرب قد تخلوا عن تراثهم المخزى هذا فماأكثر (الهبنقات ) فى تاريخنا الحديث .ا
إن قوما منحهم الله عبقرية الموقع وعبقرية الأديان وعبقرية الإمكانات ثم تكون -مع ذلك -فى ذيل الأمم لهى أمة الهبنقات لاريب ....
وإن قوما يرون الأقوام من حولهم تتداعى إلى التقارب والتكامل مع مابينهم من خلافات وتباين ...ثم يعكفون على تخاصمهم مع مابينهم من وشائج القربى واللحمة لهم (هبناقون )بكل معنى الكلمة ...
وفى حالتنا المصرية تتجلى (الهبنقة ) فى أجلى صورها ...
النخبة التى لم تحسن استغلال الزخم التاريخى الهائل فى 25 يناير ولم تلبث لأن تشرذمت وتحاربت لهى بحق هبنقة بامتياز
وإن القادة الذين يصرون على ألا يحكم مصر مدنى أبدا لهم بحق هبنقة بامتياز ...
وإن رئيسا استطاع أن يزيح طاغوت المجلس العسكرى بضربة واحدة ثم لايبنى على ذلك بتطهير داخلية مبارك فورا والظروف مواتية لهو هبنقة بامتياز ..
وإن التيار الذى جلس فى السلطة ولم يستطع تقديم بعض التنازلات من أجل لم الشمل وتأصيل العمل الوطنى لهو بحق هبنقة بامتياز ..
وإن معارضة تصر على محاسبة رئيس منتخب على إخفاقه فى تحقيق وعوده رغم ركامات الفساد لهى بحق هبنقة بامتياز..
وإن النخبة التى تمردت على الطريق الديمقراطى وعطلت مسيرته لتبدأ من الصفر لهى بحق هبنقة بامتياز..
وإن فريقا زعم أنه يتمتع بأغلبية كاسحة خرجت إلى الميادين ثم لم يستغل هذه الأغلبية الكاسحة فى الذهاب إلى الانتخابات لإحداث التغيير بطريق ديمقراطى لهو فريق هبقى بامتياز...
وإن رئيسا منتخبا وجد جبال الفساد تطبق عليه ثم لايخرج ويصارح الشعب بالحقيقة لهو هبنقة بامتياز..
............
وبعد كل هاتيك الهبنقات ألا يحق للشرفاء العاجزين أمثالى أن يصرخوا :
(أيها الهبناقون كفوا عن هبناقاتكم واعقلوا أو ارحلوا ) ؟اااا

ليست هناك تعليقات: