الأحد، 1 ديسمبر 2013

الطريق المحمدى لتربية الأمة

-هل هناك طريق واضح المعالم لتربية الكبارفى الإسلام ؟


-ولماذا تربية الكبارتحديدا؟

-لأن تربية الصغارأسهل فهم تحت أيدينا ولنا عليهم حق الطاعة .

-نعم هناك طريق واضحة فى الإسلام لتربية الكبار وهى التى اتبعها محمدصلى الله عليه وسلم فى تربية الأمة

-وما أهم معالمها ؟

-أولا:مخاطبة البالغين العقلاء من الرجال والنساء بمعنى أن غير البالغين وغير العقلاء ليسوا محلا للتكليف وإن كانوا محلا للآعتبار.

-وما معنى هذا ؟

-الصغار وغير العقلاء تبع لغيرهم لافتقارهم إلى تحمل المسئولية لذا فالخطاب الإسلامى يتوجه إلى أهل المسئولية وهم البالغون العقلاء .

-وثانيا؟

-وضوح الهدف فقد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم -من أول الأمر-بالهدف واضحا وهو (لاإله إلا الله )دون مواربة أو تدرج .

-وهل كان يمكن أن يبدأ بغير ذلك ؟

-أجل .كان يمكن أن يبدأ بالدعوة إلى (الكرم )وهى صفة أصيلة فى المجتمع الجاهلى وساعتها لن يعترض عليه أحد..وكان يمكن أن يدعوإلى (الشجاعة )وهى صفة لازمة للمجتمع القبلى القائم على شن الغارات وإشتعال التارات وساعتها لن يعترض عليه أحد ..ولكن الله تعالى اختار له الطريق الأصعب وهو الدعوة إلى التوحيد الخالص وربه تعالى يعلم مدى وعورة هذه الطريق ولذا قال له :"فاصدع بما تؤمر"والصدع لايكون إلا فى الحجارة الصلدة التى كانت قلوب المشركين أشد منها صلابة.

-وثالثا؟

-المنطق السهل المحدد:فالإسلام بعيد بعيد عن التعقيد والإلغازو وليس فى الإسلام أسرار ولا كهنوت ولا كرسى للاعتراف وكتاب الإسلام مفتوح أمام كل قارىءوباحث ويخاطب مستويات العقول كافة ..ومن يريد التوبة فإن باب الله مفتوح أمامه مباشرة دون وساطة من ولى أو نبى كما أن الإسلام يحدد بدقة الإجابات على الأسئلة التى تقلق الإنسان ويبين فى جلاء معنى وجود الإنسان فى هذه الدنيا وأنه عبادة الله بحسن الخلافة فى الأرض باعمارها ماديا ومعنويا..ويحسم نهاية الإنسان بأنه منتقل إلى حياة أخرى واضحة المعالم بما فيها من حساب القبر ثم البعث ثم الحساب ثم الخلود فى الجنة -جعلنا الله من أهلها -أو الخلود فى النار -وقانا الله شرها-.

-ورابعا؟

-أنه صلى الله عليه وسلم كان يخاطب الناس على أنه واحد منهم وهو -مع أنه المبلغ عن ربه -يستوى مع أقل واحدأمام الله تعالى بل هو أشد الخلق خوفا من الله ..ولذا كان قدوة لأصحابه فى كل خيروكان أولهم امتثالا لأمر الله تعالى وأمره ربه أن يبلغ الناس هذه الآية "قل ماكنت بدعا من الرسل وما أدرى ما يفعل بى ولا بكم إن أتبع إلا مايوحى إلىّ وما أنا إلا نذير مبين "الأحقاف 9

-وخامسا؟

-أنه صلى الله عليه وسلم كان يقبل المخطىء والخاطىء من أصحابه .

-وما الفارق بين المخطىء والخاطىء؟

-المخطىء من أخطأ دون عمد والخاطىء من تعمد الخطأ وكان يقول "كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون" بل قبل أعداءه الذين آذوه وأخرجوه عندما وقعوا فى قبضته وقال لهم "اذهبوا فأنتم الطلقاء "

-وسادسا؟

-كان يعرف لكل واحد قدره وينزله منزلته ويكلفه ما يجيده فأحاط به عظماء فى شتى الأمور وكان هو أعظم هؤلاء .

-وهذع المبادىء يمكن أن نربى عليها الناس فى عصرنا ؟

-بالقطع فقد استطاع الرسول صلى الله عليه وسلم -بتوفيق من الله -أن يصنع خير أمة أخرجت للناس فى بيئة جاهلة فقيرة متخلفة فكيف لانستطيع أن نصنع -بهذه المبادىء-أمة خيرة ونحن أحسن حالا ؟

-قل -بربك -كيف نطبق هذه المبادىء ؟

-على أولياء الأمر أن يحددوا أهدافهم بكل وضوح مع الخطط العملية لتنفيذها وأن يكون خطابهم للكل دون إقصاء وأن يبدأوابأنفسهم دون تعالٍ وأن يتقبلوا خصومهم .

-وعلى مستوى الأفراد أنا -مثلا-أعانى من عقوق ولدى وعصانه لله تعالى فكيف أطبق طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم معه ؟

-تتحدث معه حديث البالغ العاقل إلى مثله وتكن واضحا محددا ولا تمارس معه دور الأب الذى لايخطىء وقل له :إننى مثلك يابنى عبد لله كثير الخطأ وأنا أرغب فى القرب من الله وأدعوك أن نتعاون معا فى ذلك فإذا رأيتنى أقع فى معصية فنبهنى ولك شكرى وثواب الله وقد كان أبناء الصحابة يرشدون آباءهم إلى الصواب ويحذرونهم من الخطأ ...وهذا يقتضى أن تتقبل ابنك كما هو وتؤكد له أنه -مثلك تماما -فى حاجة إلى عفو الله وتوفيقه وأن ذلك لن يكون إلا ببذل الممكن فى إرضاء الله وأنكما قادرين -بإذن الله -على الصحبة الطيبة على طريق الله.

-يا الله.لقد فتحت عينى على كنزلم أكن أراه..ولسوف أأصاحب ولدى كأخ لى فى الإسلام مقتديا برسول الله صلى الله عليه وسلم فقد دعا إلى الإسلام رجالا شبوا عن الطوق وكانوا قد عاشوا فى مجتمع فاسد بل ومارس بعضهم هذه المفاسد ولكن طريق النبى صلى الله عليه وسلم نجح فى هدايتهم -بإذن الله-إلى الصراط المستقيم وهذا ما أرجوه لولدى وأمتى وبالله التوفيق .

ليست هناك تعليقات: