الجمعة، 20 ديسمبر 2013

هل تكون النقمة نعمة ؟

هل تكون النقمة نعمة ؟
كان نبينا صلى  الله عليه وسلم يدعو "اللهم متعنابأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ماأحييتناواجعله الوارث منا "وكان يقول "سلوا الله العفو والعافية " وقال عليه الصلاة والسلام فى شكواه أهل الطائف إلى ربه "إن لم يكن بك غضب علىّ فلا أبالى ولكن عافيتك هى أوسع لى " صلوات ربى وسلامه عليك يا رسول الله .
إذن الأصل هو حب العافية وتمنيها ولكن قد يحدث للإنسان زلزال يخرجه عن صوابه فيتمنى الموت خروجا من مأساته ..ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا فى هذه الحالة ماهو أفضل "لايتمنين أحدكم الموت  وليقل :اللهم أحينى ماكانت الحياة خيرالى وأمتنى ما كان الموت خيرا لى واقدر لى الخير حيث كان ثم أرضنى به "...
وفى هذا تفويض الأمر كله لله ...وفيه غاية الراحة وحل المعضلات ..غاية الراحة لأنك أويت إلى ركن شديد وهو الله القوى ..وحين تلجأ إلى الله يقوى ظهرك ويلقى علي نفسك أمنا يجعل عقلك يصحو ويصفو ويهدأ ومن هنا ياتى توفيق الله لك بحل معضلتك ...حتى إذا علم الله تعالى أن حل مشكلتك -كما تريد -ليس فى صالحك ألقى عليك الصبر والرضا فترضى بقضاء الله وقدره لك إلى أن يتبين لك أن ما أراده الله لك خير مما أردته أنت لنفسك فتحمد الله أولا وآخرا..
هذا الرجل أخذ الله بصره فلم يجزع ولم يصبربل كان هاشا باشّا وكان يقول لمن يواسيه :إن بصرى ثمن زهيد للجنة التى وعدنى الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فى الحديث القدسى "من أخذت حبيبيتيه فصبر عوضته منهما الجنة " وهذه عبقرية الإيمان أن يحيل النقمة نعمة والجزع صبرا والغضب رضا 
وهذا الذى ابتلى بفقد سمعه وقد وقع بين أوباش سفلة يسخرون منه لأنه لايسمع  وأفهمه أحدهم -إشارة -أنهم يسبونه فقال :الحمد لله الذى حجب عنى سفاهاتهم فلى الثواب وعليهم العقاب ...
خلاصة القول -أيها الأحبة -أن يرضى كل منا بما قسم الله له ليكون أغنى الناس وأسعد الناس وأحق برضوان الله تعالى .

ليست هناك تعليقات: