الأربعاء، 18 ديسمبر 2013

جلسة آثمة


فى إذاعة مونت كارلو برنامج تقدمه ثلاث مذيعات احداهن -وهى مصرية للأسف -قالت (هناك بعض الناس تعلموا الدين فجاة من خلال قراءتهم لكتاب او سماعهم لقناة معيتة أو حضورهم درسا لبعض الدعاة ثم ترى هؤلاء يتصدرون للفتوى ويقولون لك لماذا تأكل بيدك الشمال ؟ إذا نظرت للمرأة فالنظرة الأولى لك والثانية عليك كل شىء عندهم حرام حرام حتى كرهوا الناس فى عيشتهم
).............
ولاشك أن بعض هذا الكلام حق وأن هناك من الدعاة من لايستحقون شرف الانتماء إلى الدعوة وأنهم يسيئون إلى الإسلام أكثر مما يحسنون ولكنى أقف عند الأمثلة التى ذكرتها المذيعة لتقصير هؤلاء وهى أمثلة تكشف جهلها الشائن بدينها فهى تسخر ممن يستنكر الأكل باليد الشمال مع أن هذا من السلوك الإسلامى الراسخ الذى دعا إليه الرسول صلى الله عليه وسلم فى الطعام والسلام واللباس والصلاة ولست أدرى ما مظهر التخلف فى أن نأكل باليد اليمنى ؟ ولا مدى التقدم فى الأكل بالشمال ؟ ...
وكذلك النظر إلى النساء فالله تعالى يقول :"قل للمؤمنين يغضون من أبصارهم " ويقول :"وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن " وهذا الآمر الإلاهى بسعد كل رجل محترم وامرأة محترمة ولكن مذيعتنا -هداها الله -لايعجبها هذا وترى فيه تعنتا وحجرا على الحرية الشخصية فهل معنى هذا أن هذه السيدة تكون سعيدة إذا حدق فيها رجل ؟ وهل تبيح لنفسها أن تحدق هى فى الرجال ؟ إن ماينهى عنه الإسلام ليس مجرد النظر الذى تقتضيه ظروف الحياة بل هو النظرة الأثمة أو التى تؤدى إلى الإثم بما وراءها من مشاعر غير بريئة لايعلمها إلا من "يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور " ولذا جاء الأمر من الله وحده الذى يحاسب -وحده -على النقير والقطمير
وفى هذه الجلسة النسائية الآثمة أذاعت هذه السيدة تسجيلا صوتيا لشخص يزعم أنه جهادى وأنه دعى إلى عملية استشهادية على أن توضع المتفجرات فى دبره وأنهم قالوا له لابد أن يتدرب على توسيع دبره وأنه سأل أحد الفقهاء عن ذلك فأفتاه بأن ذلك جائز لأن الجهاد واجب وأن (ما لايتم الواجب إلا به فهو واجب )
...ومجرد إذاعة هذا التسجيل إثم كبير ...........لأنه لو كان تسجيلا مفبركا كان جريمة تستحق العقاب ولو كان تسجيلا صحيحا كان من باب إشاعة الفاحشة لأن أصغر مسلم يعلم أن (اللواط ) جريمة شنعاء يعاقب عليها الشرع عقوبة مغلظة وأنه يستحيل أن يفتى مسلم عاقل به بدعوى الجهاد لأن الجهاد من أشرف الطاعات واللواط من أقبح المنكرات والشهادة لاتنال بالمعصية
إن دور الإعلام فى حياتنا المعاصرة هام وأساس بما يملك من أساليب التأثير ومن هنا تبرز مسئولية القائمين عليه أمام الله وأمام الناس ومن هنا يبرز وجوب عقد ميثاق شرف إعلامى يلزم الإعلاميين بتحرى الحق والصدق والموضوعية فيما يقدمون للناس
وقد نشاهد كثيرا من الموضوعية فى الإعلام الغربى لكن المؤسف ان نرى إعلامنا -نحن المسلمين -سىء مخز مع أنه لايوجد على ظهرالأرض دين يدعو إلى الصدق والحق وحرمة الكلمة مثل الإسلام الذى يوصى كل مسلم :"ولا تقف ماليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا "الإسراء36 وصدق رسولنا الكريم عندما قال لمعاذ بن جبل رضى الله عنه :"وهل يكب الناس فى النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم "؟ .......
اللهم اهد قومى فإنهم لايعلمون

ليست هناك تعليقات: