الخميس، 31 مايو 2012

همسة فى أذن مصر


-ماأنت يا وطنى الحبيب ؟ ما أنت يا مصر ؟

-من أنا ؟ أنا حضارة سبعة آلاف عام ...أنا النيل العظيم صانع الحضارات ..أنا الأهرام ..أنا المعابد ..أنا الأرض ..أنا الزمان والمكان ..

- يا أمى..كان الزمان قبلك ..وكان المكان هنا وهناك وكان النيل ذراعا طويلة وأصابع شتى تمتد متعبة لاغبة من الجنوب إلى الشمال تشكو الوحدة حتى ترتاح بين أمواج البحر ...

-أنا لست ذاك فمن أنا إذن ؟

-أنت الإنسان هو الذى صنع الحضارة وروض النيل وبنى الأهرام والمعابد ولون الزمان والمكان ولولا هذا الإنسان لاندثر النيل وكنت قفرا من القفار ...

-وهل اختلفنا على هذا ؟ نعم أنا الإنسان فهل ضاع الإنسان ؟

-هذا -يا أمى-هو السؤال ...لم يضع الإنسان وإنما تغير تغير كثيرا .

-كيف يا ولدى لقد أقلقتنى ...

-لقد رأيت ياأمى أبناءك القدامى أصحاب همة صنعوا التاريخ والجغرافيا كما قلت ...علموا الدنيا العلوم والآداب والفنون صارعوا الأمم ولم يستكينوا لغالب بل مصروا كثيرا من الغزاة ...

-حسنا ثم ماذا ؟

-ثم خلف من بعدهم خلف ورثوا المجد واكتفوا به وعاشوا يقتاتون عظام الأجداد حتى رأينا هم يرسلون أحد أبنائك العظام (توت عنخ آمون ) يتسول على موائدالغرب وقد كان ملكا عظيما يأتيه الناس ولا يذهب إلى أحد ..أصبح أبناؤك يصحون وينامون على أغانى وطنية سخيفة لاتسمن ولاتغنى تتغنى بأنك كنت وكنت وهم يعلمون أن كان فعل ماض وناقص ..أصبح أبناؤك تلامذة خائبين بعد أن كانوا عباقرة أستاذين...

-كفى ...كفى ..أبكيتنى يابنى..فما الخلاص ؟

-وما ذا يجدى البكاء يا أماه ؟لا خلاص إلا بأن ينهض بنوك ...لاخلاص إلا بأن يستصرخوا فى عروقهم تلك الدماء الزاكية الذكية دماء القدماء عبر العصور من فراعين ويونان ومسلمين سطروا على أرضك كتبا لاتمحى لاخلاص إلا بأن يشرب أبناؤك روح العصر حتى الثمالة فتكون أغانيهم حب  المعانى الإسانية العالية وعشق العمل والإبداع فيه وأن يضعوا نصب أعينهم بناء الإنسان عبر الحماية والكفاية المعنوية والمادية وعندها بحق يحق لك أن ترفعى رأسك عاليا وتغنى...

  أنا تاج العلاء فى مفرق الشرق ودراته فرائد عقدى 

ليست هناك تعليقات: