الاثنين، 28 مايو 2012

العقل والغيب


-أيها العقل ياأغلى جواهر الإنسان ماوظيفتك ؟

-أنا محورالإعمارفى الأرض أناألاحظ وأكتشف أناأجرب وأبتكر أنا ضابط الإيقاع فى سمفونية الحياة .والإنسان بدونى جسم حيوانى .

-أناأسأل :فى أى ميدان تعمل فوق الأرض تحتها فى السماء .أين تعمل وتبدع أيهاالعقل؟

-ميدانى طول الحياة وعرضها كل ماهو مادى خاضع للملاحظة والتجربة .

-والغيب ؟هل لك فيه مجال ؟

-الغيب سمى غيبا لأنه يغيب عنى فكيف أدركه ؟

-ولكن الله غيب .فهل لاتدرك الله ؟

-لاأستطيع أن أدرك ذات الله .لأننى لو أدركت ذاته لكنت أكبر منه حتى يقع فى مجالى ولكنى أدرك وجوده بآثاره .

-كيف أيها العقل؟

-زمان قال الرجل الجاهلى فى الصحراء:(البعرة تدل على البعير والأثر يدل على المسيرفسماءذات أبراج وجبال ووهاد وبحار وأنهارأفلا تدل على الواحد القهار؟)فهذا الأعرابى البسيط استخدم عقله فى معرفة وجود الله دون أن يراه .

-ولكن منهجك لايعترف إلا بكل ماهو واقع فى دائرتك .

-هناك أشياءنحن على يقين من وجودها مع أننا لانراها ولكن نحس بها على نحو ما ..فالكهرباء مثلا نحس بها ولانراها والأفكار نحس بها ولانراها

بل أنا نفسى ..أين أنا؟فإذا كنت لاأرى نفسى ولاأعرف جوهر ذاتى فكيفأعرف ذات الله الذى خلقنى ؟

-هل تعنى أنك كاف فى إدراك وجود الله فمافائدة الرسل ؟

-نعم أنا كاف فى معرفة وجود الله ولكنى لاأعرف ماذا يريد الله منى لاأعرف منهاج الله المطلوب منى فى هذه الحياة وهذه هى مهمة المرسلين.

-طيب .سؤال أخير:هل الإيمان بالغيب يقيدك ويعطل عملك ويشل إبداعك ؟

-أبدا.لأن مجال الغيب مجال آخر لاشأن لى به .ذاك مجال القلب .وعلى العكس الإيمان بالغيب يريحنى

ويزيح عن كاهلى أعباء لاقبل لى بها .الإيمان بالله يجعلنى أحس بتفوقى لأن الله كرم الإنسان بى وجعله بواسطتى خليفة فى الأرض وجعلنى مناط المسئولية والثواب والعقاب بدليل أن المجانين خارج دائرة المحاسبة ..والإيمان بالله يعصمنى من الزلل والشطط والغرورحيث أعلم أن لى مدى وأن لى طاقة وأننى -فى النهاية-مسئول عما أتخذ من قرارات تسعد أو تشقى .

ليست هناك تعليقات: