الثلاثاء، 22 مايو 2012

قد نكون معا على صواب

عن سعدبن أبى وقاص رضى الله عنه قال :(مررت بعثمان بن عفان رضى الله عنه فى المسجدفسلمت عليه فملأ عينيه منى ثم لم يرد على السلام فأتيت عمر بن الخطاب رضى الله عنه فقلت:ياأمير المؤمنين هل حدث فى الإسلام شىء؟مرتين .قال:لا وما ذاك ؟قلت:لا إلا أنى مررت بعثمان آنفا فى المسجد فسلمت عليه فملأ عينه منى ثم لم يرد على السلام .قال:فأرسل عمر إلى عثمان فدعاه فقال:ما منعك أن لاتكون رددت على أخيك السلام ؟ قال :مافعلت .قال سعد :قلت بلى حتى حلف وحلفت .قال: ثم إن عثمان ذكر فقال :بلى وأستغفر الله وأتوب إليه .إنك مررت بى آنفا وأنا أحدث نفسى بكلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا والله ما ذكرتها قط إلا تغشى بصرى وقلبى غشاوة .قال سعد :فأنا أنبئك بها .إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرلنااول دعوة ثم جاء أعرابى فشغله حتىقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعته فلما أشفقت أن يسبقنى إلى منزله ضربت بقدمى الأرض فالتفت إلىّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :"من هذا أبو إسحاق "؟قال:قلت:نعم يارسول الله قال :"فمه"؟قلت:لا والله إلا أنك ذكرت لنا أول دعوة ثم جاء هذا الأعرابى فشغلك .قال :"نعم .دعوة ذى النون إذ هو فى بطن الحوت (لاإله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين )فإنه لم يدع بها مسلم ربه فى شىء إلا استجاب له .)
........................
هذا من عيون الأدب الإسلامى بل من عيون الأدب الإنسانى.وفيه:
أولا:أن الرسول صلى الله عليه وسلم ينسى لأنه بشرمثلنايوحى إليه
ثانيا:أن الصحابة رضى الله عنهم كانوا يجلون الرسول صلى الله عليه وسلم ويهابونه ولا يجترئون عليه .
ثالثا:أنه صلى الله عليه وسلم نجح -بتوفيق الله -فى تربية أصحابه على أعلى درجة من فضائل الأخلاق .
رابعا:أن العلاقات الاجتماعية كان لها المقام الأسنى بين الصحابة وأنهم كانوا يتحرجون من صغائر الأمور خشية أن تصل إلى العظائم .
خامسا:أنهم رضى الله عنهم كانوايحبون سلامة الصدور من الغل.
سادسا:أنهم رضى الله عنهم كانوا أحرص الناس على تلقى العلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
سابعا:أنهم كانوا دائمى التفكر فى أحاديث النبى صلى الله عليه وسلم إليهم .وأن هذا التفكرقد يصل إلى حد الذهول عن النفس .
ثلمنا :-وهذا ما يجب أن نتوقف عنده طويلا-أنك قد تحلف أنك على صواب ويحلف أخوك أنه على صواب دون أن يكون أحدكما كاذب .فكل يحلف على ما يظنه ومعنى هذا أن فى الأمر سعة وأن من الإسلام أن تتمهل وتستبين الأمروتتحرى الحق فلعلك تدرك عذر أخيك .وأن تطرح سوء النية فى بداية الأمر,وأن تدرك أن اختلاف الآراء كسب للحقيقة إذ هو إثراء للنقاش وتعدد للحلول ولا بد أنك تعرف أننا لانناقش من اتفق معنا فى الرأى وإنما نناقش المخالفين ومعنى هذا أن هناك فكر يستحق النقاش وفى هذا حيوية فكرية مطلوبة .
تاسعا:فهل لنا -خاصة فى هذا العصر -أن نتعلم من سلفنا الصالح كيف يحرصون على صفاء علاقاتهم ؟وكيف يكون حوارهم موضوعيا ؟وكيف يلتمسون الأعذار لبعضهم ويقبلون الآخر كما هو ؟وكيف لاتأخذهم العزة بالإثم فيتعصبون لأنفسهم بالحق والباطل ؟بل يكون رجوعهم للحق سريعا صدوقا ؟يا ليت قومى يسمعون .

ليست هناك تعليقات: