الجمعة، 18 مايو 2012

حتى النبى تاجروا به



تغمر الأسواق أشرطة كثيرة تتغنى بالنبى صلى الله عليه وسلم ويلاحظ على هذه الأشرطة مايأتى :

1-أنها تتغنى بصفات الرسول صلى الله عليه وسلم الجسدية ونادرا جدا مانجد خلاف هذا

2-أنها كثيرا ما تطرح مقولات شركية مثل:(مدد يانبى -أغثنى أدركنى -ياسند للمسلمين )...الخ مع أن المدد والغوث والسند من الله وحده والرسول -كعبد لله -لايملك من أمر نفسه شيئا.

3-أنها تسوق عبارات ذات خلفية اجتماعية لاتصلح لمقام النبوة مثل :(يا جد الحسانين) فهذا مدح للرسول بأنه جد الحسن والحسين وهذا بناء على مدح الرجل بأنه (أب الدكتور أو المهندس أو الوزير) وهذا لايصلح لمقام النبوة وحسب الحسن والحسين فخرا انتماؤهما لجدهما صلى الله عليه وسلم لا العكس .

4-هذه الأغانى تقدم -أحيانا -مفاهيم مغلوطة مثل :(جعلهم من يذهب لأداء فريضة الحج أنهم -رايحين للنبى الغالى )مع أن زيارة قبره صلى الله عليه وسلم لاعلاقة لها بالحج .

وهكذا صار التغنى بمدح الرسول صلى الله عليه وسلم بضاعة رائجة دون أن تقدم هذه الأغانى أى قيمة تربوية على الإطلاق بل كثيرا ما تعطى انطباعات خاطئة أو سلبية .

,والعجيب العاجب أن علماءنا الأجلاء يرون ذلك ولا يتوقفون عنده وفى سكوتهم إقرار غير مبرر

ولقد كان فقهاؤنا القدامى أكثر وعيا وفهما حين قرروا أن الاشتغال بمدحه صلى الله عليه وسلم ليس من فضائل الأعمال بمعنى أن يكون مصدر كسب المسلم أن يكون (مداحا للنبى ) فليس فى الإسلام وظيفة بهذا الاسم ولا يقال  :إن كعب بن زهير مدح الرسول وأنه صلى الله عليه وسلم أهداه بردته إعجابا لأن كعبا رضى الله عنه ما اتخذ مدح النبى مهنة .

المسألة -إذن -لاتخرج عن دائرة التكسب مثل هؤلاء القارئين المتكسبين بالقرآن ...

ولو كانت المسألة -كما يزعم بعضهم -عبادة وقربى إلى الله فإن العبادة لاتكون فى مقابل الثمن ولو صدقوا لقدموا هذه الأشرطة مجانا وهذا لم ولن يحدث ..

وبناء على هذا نقول لهؤلاء :عملكم هذا مأزور وليس مأجورا وليس فى مصلحة الإسلام والمسلمين وإن كان ولابد فاجعلوها أشرطة تعليمية تعلم الناس سيرة الرسول وأيام الإسلام فهل أنتم فاعلون ؟

ليست هناك تعليقات: