الأحد، 20 مايو 2012

مصر الجديدة


يتهيأ المصريون لتجربة غير مسبوقة فى تاريخهم القديم والحديث فلأول مرة يدعون إلى اختيار رئيس لهم وقد كانوا من قبل يدعون إلى استفتاءات على شخص يعرفون مقدما أنه جاثم على صدورهم حتى المرة اليتيمة التى كان فيها أكثر من شخص كانت النتيجة محسومة مقدما ...

واليوم يختلف المشهد فعلى الساحة ثلاثة عشر اسما والتكهنات تجتاح الشوارع والبيوت ولا أحد يعلم من الرئيس القادم وهذه لمحة حقيقية من لمحات الديمقراطية ...

ولكن الديمقراطية لن تكتمل بتلك اللمحة فقط بل علينا أن نتقبل النتيجة أيا كانت حتى ولو كان القادم -لاقدر الله -الجنرال /أحمد شفيق ...

أقول ذلك لأن الشعب الذى أسقط الطاغية لن يقبل طاغية مرة أخرى ولأن الرئيس القادم -أيا كان -سيرى أمامه حقائق جديدة ..

سيرى أمامه شعبا طرح الخوف وتمرس على المظاهرات والمشاغبات إذا اقتضى الأمر..

وسيرى أمامه ميدان التحرير فتحا ذراعيه أو فاغرا فاه أو مطلقا حناجره  

وسيرى أمامه مفكرين وقادة نقابات ومنظمات العمل المدنى 

لقد تغير المناخ وأصبح لزاما على الرئيس القادم أن يتكيف وأن يقدم مايبرر بقاءه فى منصبه 

لذا فإن الوطنية الصادقة توجب على كل مصرى أن يمد يده للرئيس القادم بالتعاون والمناصحة والكف عن زرع العراقيل والتعكير لمآرب خاصة ..وعلى من يريد أن يلعب سياسة أن يكون لاعبا وطنيا وكم أود من المعارضة القادمة أن تشكل (حكومة ظل ) تراقب وتحاسب من خلال المختصين 

وفائدة هذه التجربة -لو أخذنا بها -أمران :

الأول :أن تكون معارضة موضوعية تنقد وتقدم البدائل .

الثانى :تربية الكوادر السياسية المؤهلة لتولى قيادات العمل السياسى حين تصل إلى الحكم .

إنى أتطلع إلى وطن يحكمه القانون والمؤسسات وطن يمكن أن يأتى رئيس الوزارة -حين تسقط وزارته -ليكون وزيرا فى وزارة جديدة ...وطن يظل فيه السياسى نابضا بالعطاء ولا يحكم عليه بالموت السياسى بمجرد خروجه من الوزارة .ز

إن الوطن بهذه الروح الجديدة سيكون قادرا على النماء والثراء الفكرى والاجتماعى والاقتصادى لأنه يطلق إمكانات أبنائه وقدراتهم الخلاقة ...وهذا أملنا فى مصر الجديدة .


ليست هناك تعليقات: