يولدالإنسان وجهازه الصوتى كامل تقريبا :اللسان والشفتان وسقف الحلق والفك الأسفل والحنجرة والحبال الصوتية ولكنه -مع ذلك -لايستطيع النطق إلا لاحقا ...فما سبب ذلك ؟
السبب أن الطفل ليس لديه قاموس لغوى يعنى ليست لديه حصيلة من الألفاظ يستمد منها عباراته بل لايعرف -بعد-كيف تتكون الكلمات ...ومن أجل الحصول على هذا القاموس لابد من توظيف جهاز السمع فعن طريق السمع يتعرف الوليد على ما حوله بالإضافة طبعا إلى النظر فأمه تشير إلى الكوب مثلا ثم تقول :كوب فتنتقل الصورة بصحبة الصوت لتكون مخزونه المعرفى...وإذا تعطلت أداة السمع فقدت العينان وظيفتهما اللغوية ...ومن هنا كانت حاسة السمع أهم الحواس التى تربط الإنسان بالعالم الخارجى .
لذا لم يكن عجبا ترتيب القرآن لحاسة السمع ترتيبا خاصا حيث جعلها فى قمة العد التصاعدى "ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم ءاذان يسمعون بها"الأعراف 195
ورغم هذه الأهمية الفائقة لجهاز السمع فإننا لانحسن استخدامه فمن المعلوم أننا لانسمع مايقال بالتمام والكمال بل نسمع مجمل ما يتحدث به الطرف الآخر فمنا من يسمع معظمه ومنا من يسمع ربعه أو أكثر أو أقل بل يلاحظ أحيانا أن يكلمنا أحدهم ثم يقول لنا :مارأيك فيما سمعت فينتفض الواحد منا قائلا:هه ماذا قلت ؟
أين يكون الواحد فى هذه الحالة ؟ويستدعى الأمر إعادة ماقيل ولعل هذا يلاحظ بشدة مع بعض التلاميذ..
إلى هنا والأمر معلوم ومعقول ولكن أحيانا يركز الإنسان انتباهه ويصيخ سمعه جيدا لالكى يسمع فقط بل لكى يتأهب للرد ...إنه متحفز للرد حتى لو سمع ربع الحديث أو لم يسمع شيئا على الإطلاق ...إنه مبرمج على الهجوم على الآخر على أية حال سواء أسمع ما يستوجب الرد أم لا.
وهذه الحالة تعد مأساة ..نعم مأساة خاصة ومأساة عامة....
مأساة خاصة لأنها تجعل صاحبها يحس أنه دائما مستهدف ولذا يجب أن يبدأ بالهجوم باعتباره أفضل وسائل الدفاع
ومأساة عامة لأننا بهذه الصفة لانقبل الآخر ونعده خصما ونصفه مقدما دون أن نحسن التعرف عليه من خلال سماع أفكاره ومن عجب أننا لانعطى الآخر نفس الحق الذى نعطيه لأنفسنا حين نرفض أن يصنفنا دون أن يستمع إلينا .
وهذه مصيبة الناس فى كل الأزمان مؤمنهم وكافرهم فالكافر لايريد أن يسمع المؤمن لأنه صنفه كافرا والمؤمن يحكم على الكافر بالهلاك لامحالة وبذلك تنقطع حبال التواصل بين الناس .
ولهذا كان القرآن حفيا بعملية السمع وجعلهاأساسا للدعوة إلى الإسلام ...وقد وردت مادة (س م ع)فى القرآن مئة وثمانين مرة تناولت أحوال الناس مذكرة بأن "الله سميع بصير"ومواسية الرسول صلى الله عليه وسلم حين يلح على الناس بالهداية ويلحون عليه بأن يضعوا أصابعهم فى آذانهم فيواسيه "وما أنت بمسمع من فى القبور"فاطر22.
ولن تجد خيرا فى إنسان أغلق سمعه عن الحق فهؤلاء "صم بكم عمى فهم لايرجعون"البقرة 18
وكيف يرجعون وقد أغلقوا منافذهم على العالم الخارجى فأصبحت أسماعهم عليلة وأبصارهم كليلة ؟
إذن خلاصة القول :لابد من أن تسمعنى وأسمعك وتنظر إلىّوأنظر إليك لابد أن تواصل حتى نتفاهم لأنه لاغنى لى عنك ولا غنى لك عنى وهذا قدرنا ما دمنا على هذه الأرض .
السبب أن الطفل ليس لديه قاموس لغوى يعنى ليست لديه حصيلة من الألفاظ يستمد منها عباراته بل لايعرف -بعد-كيف تتكون الكلمات ...ومن أجل الحصول على هذا القاموس لابد من توظيف جهاز السمع فعن طريق السمع يتعرف الوليد على ما حوله بالإضافة طبعا إلى النظر فأمه تشير إلى الكوب مثلا ثم تقول :كوب فتنتقل الصورة بصحبة الصوت لتكون مخزونه المعرفى...وإذا تعطلت أداة السمع فقدت العينان وظيفتهما اللغوية ...ومن هنا كانت حاسة السمع أهم الحواس التى تربط الإنسان بالعالم الخارجى .
لذا لم يكن عجبا ترتيب القرآن لحاسة السمع ترتيبا خاصا حيث جعلها فى قمة العد التصاعدى "ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم ءاذان يسمعون بها"الأعراف 195
ورغم هذه الأهمية الفائقة لجهاز السمع فإننا لانحسن استخدامه فمن المعلوم أننا لانسمع مايقال بالتمام والكمال بل نسمع مجمل ما يتحدث به الطرف الآخر فمنا من يسمع معظمه ومنا من يسمع ربعه أو أكثر أو أقل بل يلاحظ أحيانا أن يكلمنا أحدهم ثم يقول لنا :مارأيك فيما سمعت فينتفض الواحد منا قائلا:هه ماذا قلت ؟
أين يكون الواحد فى هذه الحالة ؟ويستدعى الأمر إعادة ماقيل ولعل هذا يلاحظ بشدة مع بعض التلاميذ..
إلى هنا والأمر معلوم ومعقول ولكن أحيانا يركز الإنسان انتباهه ويصيخ سمعه جيدا لالكى يسمع فقط بل لكى يتأهب للرد ...إنه متحفز للرد حتى لو سمع ربع الحديث أو لم يسمع شيئا على الإطلاق ...إنه مبرمج على الهجوم على الآخر على أية حال سواء أسمع ما يستوجب الرد أم لا.
وهذه الحالة تعد مأساة ..نعم مأساة خاصة ومأساة عامة....
مأساة خاصة لأنها تجعل صاحبها يحس أنه دائما مستهدف ولذا يجب أن يبدأ بالهجوم باعتباره أفضل وسائل الدفاع
ومأساة عامة لأننا بهذه الصفة لانقبل الآخر ونعده خصما ونصفه مقدما دون أن نحسن التعرف عليه من خلال سماع أفكاره ومن عجب أننا لانعطى الآخر نفس الحق الذى نعطيه لأنفسنا حين نرفض أن يصنفنا دون أن يستمع إلينا .
وهذه مصيبة الناس فى كل الأزمان مؤمنهم وكافرهم فالكافر لايريد أن يسمع المؤمن لأنه صنفه كافرا والمؤمن يحكم على الكافر بالهلاك لامحالة وبذلك تنقطع حبال التواصل بين الناس .
ولهذا كان القرآن حفيا بعملية السمع وجعلهاأساسا للدعوة إلى الإسلام ...وقد وردت مادة (س م ع)فى القرآن مئة وثمانين مرة تناولت أحوال الناس مذكرة بأن "الله سميع بصير"ومواسية الرسول صلى الله عليه وسلم حين يلح على الناس بالهداية ويلحون عليه بأن يضعوا أصابعهم فى آذانهم فيواسيه "وما أنت بمسمع من فى القبور"فاطر22.
ولن تجد خيرا فى إنسان أغلق سمعه عن الحق فهؤلاء "صم بكم عمى فهم لايرجعون"البقرة 18
وكيف يرجعون وقد أغلقوا منافذهم على العالم الخارجى فأصبحت أسماعهم عليلة وأبصارهم كليلة ؟
إذن خلاصة القول :لابد من أن تسمعنى وأسمعك وتنظر إلىّوأنظر إليك لابد أن تواصل حتى نتفاهم لأنه لاغنى لى عنك ولا غنى لك عنى وهذا قدرنا ما دمنا على هذه الأرض .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق