الأحد، 13 مايو 2012

نقطة ضوء


رغم العجاج واللجاج الذى يغلف الجو السياسى فى مصر تبدو نقطة ضوء فى مشهد الانتخابات الرئاسية وأعنى تلك المناظرة التاريخية بين اثنين من أبرز المرشحين للرئاسة ولا يعنينى هنا الحديث عن شخصية الرجلين وأيهما كان أكثر توفيقا وإنما يعنينى الحدث ذاته فلأول مرة فى تاريخ مصر بل فى تاريخ العرب تحدث (مناظرة رئاسية ) وكم أسعدنى ما نقلته وكالات الأنباء عن صاحب مقهى فى الجزائر سمح لرواده بمشاهدة تلك المناظرة نظير (تذكرة دخول ) ...

الحدث تاريخى بكل المقاييس ويعنى أشياء مهمة :

أولا:أن منصب رئاسة الجمهورية أصبح لأول مرة مثار اهتمام شعبى .

ثانيا:أن الرئيس لم يعد شخصية فوقية مفروضة على الشعب بل هو مواطن يسعى إلى الرئاسة بناء على ضوابط وضعت له ولغيره وعليه أن يلتزم بها .

ثالثا:أن الرئيس محل للمساءلة حتى من قبل أن ينتخب وأصبح واجبا عليه أن يجيب على أسئلة الناس من خلال وسائل الإعلام .

رابعا :بما أن المرشح للرئاسة شخصية عامة وجب عليه أن يقدم للناخبين تعريفا شاملا بنفسه من حيث تاريخه الوظيفى والسياسى والمالى والصحى باعتبار أن هؤلاء الناخبين هم الذين سيعينونه فى هذا المنصب .

خامسا:على هذا المرشح أن يقدم برنامجا واضحا لخطته فى الحكم وهذه الخطة تخضع للمناقشة وتخضعه للمساءلة إذا تم انتخابه.

سادسا:أصبحت الإرادة الشعبية حقيقة واقعة حيث يتسابق المرشحون إلى كسب رضاها وصار أمل المرشح أن يحصل على 50./.+1بعدما كان الرئيس سابقا يحصل -زورا-على تسعة وتسعين فى المئة وتسعة أعشار .

سابعا:-وهذه زبدة الموضوع كله -أن المواطن المصرى أصبح يدرك أن صوته فاعل وأنه يمكن أن يساهم فى إنجاح مرشح أو إسقاطه .لقد أصبحت كرامة المواطن حقيقة تجسدها الانتخابات وهذا منطلق جيد لتصبح هذه الكرامة مرتكز السياسة الداخلية والخارجية . ...حفظ الله مصر ...وحفظ أبناءها المخلصين

ليست هناك تعليقات: