الثلاثاء، 15 مايو 2012

لعب الكبار


للأطفال مع لعبهم حالات ...الطفل ينظر إلى لعبته كأنه يتعرف عليها ثم ينقض عليها محاولا نقلها إلى فمه فى بداية طفولته ثم يتطور فيداعبها أو يفككها أو يعيد تركيبها وأحيانا يملها فيحطمها .

وأظن أن الحكام يتعاملون مع شعوبهم بنفس الطريقة...فالحاكم الجديد يبدأ بالتعرف إلى شعبه وجس نبضه ليرى كيف يكون التعامل معه ثم يقضم قضمة وينظر ردة الفعل فإذا لم يجد صوتا ممانعا أو وجد أصوات مشجعة أعد الكرة واستمرأ اللعبة وهنا يعمد إلى تفكيك القوى التى يحتمل أن تثير القلق

ثم يعيد تشكيل تلك القوى لحسابه كذلك كان يفعل فرعون"إن فرعون علا فى الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيى نساءهم إنه كان من المفسدين"القصص4

وعندما يطول زمن اللعبة يمل الحاكم فيزداد عبثه الأمر الذى قد يثير الجماهير المقهورة وترى أنها

فقدت كل شىء وأن الحياة نفسها صارت بلا قيمة وأنه ليس لديها ما تخسره وهنا تتحرك حركة الغاضب اليائس فيذهل الحاكم لهذه الجراءة الوقحة ويقرر تحطيم شعبه وهنا تكون معركة الغلبة فيها -غالبا- للشعب

وقد كنت مع بعض الأصدقاء -قبل ثورة يناير- نتناقش فى أحوال البلد ويكاد يجمع رأينا على أنه لاأمل فى التغيير وقلت :أعطونى نصف مليون متظاهر حول قصر الرئاسة وسيسقط الحكم فكان الرد :وما يدريك أن الحرس الجمهورى سيحصد هم حصدا....

وجاءت الأحداث بما فاق الأحداس واحتشد الملايين فى ميدان التحرير وسقط الطاغوت بتوفيق الله

وانتهت اللعبة القذرة واستنشق الناس عبير الحرية وبدأنا نلعب على المكشوف كما تلعب كل شعوب العالم الحرة ولكن الجماهير لم تعد دمى بل عقولا واعية قد تكون أمية الحروف الأبجدية لكن هؤلاء العوام أستاذون فى السياسة ونقد الرجال وهذا ما أجبر المرشحين للرئاسة على طرح برامجهم وعقد المناظرات بل عقد المؤتمرات الصحفية للدفاع عن أنفسهم ضد اتهامات وجهت إليهم وجعلت شباب النت يوجه حملاته ضد مرشحى الفلول ومن يراهم يتجرون بالدين .

إنها صحوة عامة ناهضة لم تحدث من قبل على الساحة المصرية والعربية صحوة غيرت قواعد اللعبة ليكون الشعب فيها أكبر اللاعبين .

ليست هناك تعليقات: