الأحد، 20 مايو 2012

أهل البيت



ورد مصطلح "أهل البيت " فى القرآن الكريم مرتين  فى شأن إبراهيم صلى الله عليه وسلم "رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد "هود 73وفى شأن محمد صلى الله عليه وسلم "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا"الأحزاب 33 وواضح أن أهل بيت إبراهيم صلى الله عليه وسلم زوجه سارة عليها السلام وأن أهل بيت محمد صلى الله عليه وسلم زوجاته وأحفاده أما زوجاته فبنص آية الأحزاب وأما أحفاده فبنص آية آل عمران "فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين "61 وهى المعروفة بآية المباهلة . ولهذا يثور العجب من الشيعة الإمامية الإثنى عشرية الذين يخرجون زوجاته صلى الله عليه وسلم وعلى الأخص عائشة رضوان الله عليها من أهل البيت رغم أن آية الأحزاب نزلت صراحة فيهن وقصة النزول معروفة مشهورة .ولابد -هنا -من الوقوف عند ملحوظة مهمة ففى سورة الأحزاب تقرر الآية أن محمدا صلى الله عليه وسلم ليس أبا لأحد من المؤمنين"ماكان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين "40 وفى نفس السورة تقرير بأن أزواجه صلى الله عليه وسلم رضى الله عنهن أمهات للمؤمنين فكيف يتفق هذا؟ أما كونه صلى الله عليه وسلم ليس أبا أحد من رجالهم فهذا تقرير للواقع وتبيان لحقيقة العلاقة بينه صلى الله عليه وسلم وبين أمته وأنها علاقة نبى رسول تقتضى الاتباع والتأسى لامجرد الانتساب ...أما بخصوص زوجاته فللتوكيد على حرمة زوجاته كحرمة أمهاتهم خاصة بعد أن قال أحدهم إنه سيتزوج عائشة بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم فجاء النص على حرمة ذلك وجعله أمرا عظيما "وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولاأن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما "الأحزاب 53وذلك قطعا لمجرد التفكير فى هذا الأمر .

على أن قضية (أهل البيت )لم تنته بوفاة النبى صلى الله عليه وسلم ولا بوفاة زوجاته وأحفاده وإنما استمرت إلى يومنا هذا ...إذ أن هناك من الناس من يدعون انتسابهم إلى آل البيت الكريم  ومن أشهر هؤلاء :

1-طوائف الأشراف .

2-رؤساء الطرق الصوفية .

3-الأئمة الإثنا عشر عند الشيعة الإثنى عشرية .

وخطورة هذه المزاعم تتجلى فى :

1-ادعائهم لأنفسهم مقاما فوق مقام عامة الناس .

2-زعمهم أن هذه الصلة المزعومة توجب لهم حقوقا لأن القرآن قد نص على أن آل البيت لهم نصيب من خمس الفىء والغنائم .

وهناك تطبيقات شائنة وشائهة لهذا الاعتقاد الباطل فرأينا معظم أموال صناديق النذور (خاصة صندوق البدوى بطنطا)توزع على هؤلاء وهى أموال طائلة لالشىء إلالهذه الصلة المدعاة .

ونرى تطبيقا عجبا لها فى آيات الله الشيعة فى إيران والعراق يفرضون الخمس فى أموال الأغنياء  بدعوى أنهم يقومون مقام الإمام الغائب .

وكل هذا تدجيل على المسلمين وأكل أموالهم بالباطل لأنه على فرض التسليم بصحة نسبهم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فإن ذلك لايجعل لهم حقا فى الصدقات لأنها محرمة عليهم بنص الحديث الصحيح ولأن الحق إنما يكون فى الفىء والغنائم والحمد لله أننا فى عصر لافىء فيه ولا مغانم ...هذا مع وضوح القول بأن مسألة النسب هذه لم يعد إلى إثباتها سبيل بعد اختلاط الأجناس وتقلبات العصور وخير لهؤلاء أن يرجعوا إلى جادة الصواب وأن يقروا بأنهم ناس من الناس لافضل لهم على أحد إلا بالتقوى والعمل الصالح فهذا خير ما يقدمون به على الله عزوجل وإلا فسيكونون من الذين يقول لهم صلى الله عليه وسلم يوم القيامة "سحقا سحقا".والله يقول الحق وهو يهدى السبيل .

ليست هناك تعليقات: