سورة (الذاريات ):
الغرض العام لهذه السورة :اللجوءإلى الله وحده وهوالغرض الأول للقرآن كله .ولكن كيف قدمت سورة الذاريات هذاالغرض ؟
إنها تنطلق من الآيتين 50-51"ففروا إلى الله إنى لكم منه نذير وبشير ولاتجعلوا مع الله إلاها آخر إنى لكم منه نذير وبشير".
ولكن مم يفر الإنسان ؟وماالذى يحول بينه وبين الفرارإلى الله ؟
تركز سورة الذاريات على عاملين :
أولا:الخوف من المجهول.
ثانيا:القلق على مقومات النفس البشرية.
لذا بدأت السورة بالحديث عن (الذاريات أى الرياح والسحب الملأى بالماء والسفن التى تجرى بسهولة بماينفع الناس والملائكة القائمين بأمر الله والسماء المحكمة )
وإذا تأملت فى هذه الخمس وجدت الرياح والسحب والسفن وهى
مشاهدة ومعروفة ولكنها تعمل بقوانين ليست من خلق الإنسان ولا يستطيع لها دفعا أى أنها خدمة إجبارية لصالح الإنسان لايمكنه رفضها.وهى مع هذا تحمل قدرا من المجهول فالإنسان يعلم أن الرياح تهب من مناطق الضغط الثقيل إلى مناطق الضغط الخفيف
ولكن يبقى وجود هذه المناطق سرا مجهولا .
ويتصاعد المجهول فى "السماء ذات الحبك "فأين هذه السماء؟ وما مبلغ العلم فيها ؟إن العلم مع تطوره الجبار مازال يحبو فى عالم الفضاء وهذا المجهول يشكل جانبا كبيرا من مخاوف الإنسان .
ثم يصل المجهول إلى القمة فى "المقسمات أمرا"أى الملائكة وهذه المخلوقات خارج نطاق العقل والتجربة تماما .
وكأن الآيات تقول للإنسان :حياتك ملأى بالمجهول وأنت تعيش فى مجهول تستفيد منه ولا تعلم قوانينه رغم أنها فى محيط إدراكك فأى غرابة فى أن يكون هناك غيب خارج عن إدراكك ؟وإذا كانت الملائكة مخلوق غيبىّ غير مستبعد فلا عجب أن يكون الخالق غيبا بل المعقول أن يكون غيبا لاتدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار.
هذا عن الخوف من المجهول أما عن الخوف من مقومات النفس البشرية فيمثله القلق على الرزق وهنا تبادر السورة إلى طمأنة الإنسان بأن رزقه مضمون لقد صدر الأمر الإلاهى بذلك "وفى السماء رزقكم وماتوعدون "لاحظ أيها الإنسان إن رزقك يأتيك من فوقك من السماء وقد قال الله فى الآية العاشرة من سورة فصلت "وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين "هذه الأقوات التى تحت رجليك فى الأرض قدرت فى السماء قبل أن تخلق أنت فالرزق مضمون مضمون لكل مخلوق على الأرض ولن يوجد حرمان إلا اختل الميزان بإفسادك أنت "ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون"الروم41 ثم تعود السورة لتؤكد هذا المعنىفى الآية 58"إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين "فلا تخف أيها الإنسان فإن
الذى بيده رزقك قوى بالغ القوة كفيل بوفرة الأرزاق سواء للسائلين وإذا كان الأمر كذلك فيجب أن تعلم أيها الإنسان أن الرب العظيم
الذى أطعمك من جوع وآمنك من خوف جدير بأن تعبده وحده ومن الخبل أن تأكل طعامه وتتمتع بأمنه ثم تعبد غيره إنه ينبؤك أنه خلقك لهدف وحيد هو أن تعبده وحده وعبادته أن تحيا بمنهجه فتأخذ بالأسباب فى الأمور التى تدركها وتكل الأمر إليه فى الأمور التى يعجز عقلك عن إدراكها ومن هذا الإيمان بيوم القيامة حيث يبعث الموتى من القبور للحساب واعلم أن هذا البعث بما يعقبه من جنة ونار إنما يصب فى إصلاح حياتك الدنوية هذه لأن الحساب يقوم على سلوكياتك الدنيوية ومدى صلاحها بميزان الله .
فإذا تفهمت ذلك أيها الإنسان هانت الدنيا فى نظرك وعرفت وظيفة المال الحقيقية إنه لقضاء حاجاتك وكذلك للأمور الإنسانية مثل إغاثة السائل والمحروم وإكرام الضيف .
فكيف يكون الحال إذا عاندت أيها الإنسان وعطلت عقلك وقلبك عن التفكر والاعتبار ؟
إن سورة الذاريات تذكرك بمواقف المعاندين من الأمم الغابرة مثل فرعون وقومه وعاد وثمود وقوم نوح فقد أهلكهم الله ورأوا الدمار بأعينهم .والله لايريد لك أن تكون مثل هؤلاء .
أيها الإنسان سورة الذاريات تدعوك -لمزيد من اليقين -أن تتفكر فى نفسك ومحيط أسرارها هل يمكن أن يكون خلقها العجيب مصادفة ؟تفكر فى السماء من فوقك والأرض من تحتك هل يعقلك أن تكون هذه الدائرة المحكمة والتى لا تستطيع الفكاك منها -أن تكون مصادفة ؟
أيها الإنسان لاأمل لك إلا فى اللجوء إلى الله الرزاق القوى المتين فعنده وحده الأمن والرزق وإلا حاق بك الضياع فى الدنيا والعذاب فى الآخرة .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الغرض العام لهذه السورة :اللجوءإلى الله وحده وهوالغرض الأول للقرآن كله .ولكن كيف قدمت سورة الذاريات هذاالغرض ؟
إنها تنطلق من الآيتين 50-51"ففروا إلى الله إنى لكم منه نذير وبشير ولاتجعلوا مع الله إلاها آخر إنى لكم منه نذير وبشير".
ولكن مم يفر الإنسان ؟وماالذى يحول بينه وبين الفرارإلى الله ؟
تركز سورة الذاريات على عاملين :
أولا:الخوف من المجهول.
ثانيا:القلق على مقومات النفس البشرية.
لذا بدأت السورة بالحديث عن (الذاريات أى الرياح والسحب الملأى بالماء والسفن التى تجرى بسهولة بماينفع الناس والملائكة القائمين بأمر الله والسماء المحكمة )
وإذا تأملت فى هذه الخمس وجدت الرياح والسحب والسفن وهى
مشاهدة ومعروفة ولكنها تعمل بقوانين ليست من خلق الإنسان ولا يستطيع لها دفعا أى أنها خدمة إجبارية لصالح الإنسان لايمكنه رفضها.وهى مع هذا تحمل قدرا من المجهول فالإنسان يعلم أن الرياح تهب من مناطق الضغط الثقيل إلى مناطق الضغط الخفيف
ولكن يبقى وجود هذه المناطق سرا مجهولا .
ويتصاعد المجهول فى "السماء ذات الحبك "فأين هذه السماء؟ وما مبلغ العلم فيها ؟إن العلم مع تطوره الجبار مازال يحبو فى عالم الفضاء وهذا المجهول يشكل جانبا كبيرا من مخاوف الإنسان .
ثم يصل المجهول إلى القمة فى "المقسمات أمرا"أى الملائكة وهذه المخلوقات خارج نطاق العقل والتجربة تماما .
وكأن الآيات تقول للإنسان :حياتك ملأى بالمجهول وأنت تعيش فى مجهول تستفيد منه ولا تعلم قوانينه رغم أنها فى محيط إدراكك فأى غرابة فى أن يكون هناك غيب خارج عن إدراكك ؟وإذا كانت الملائكة مخلوق غيبىّ غير مستبعد فلا عجب أن يكون الخالق غيبا بل المعقول أن يكون غيبا لاتدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار.
هذا عن الخوف من المجهول أما عن الخوف من مقومات النفس البشرية فيمثله القلق على الرزق وهنا تبادر السورة إلى طمأنة الإنسان بأن رزقه مضمون لقد صدر الأمر الإلاهى بذلك "وفى السماء رزقكم وماتوعدون "لاحظ أيها الإنسان إن رزقك يأتيك من فوقك من السماء وقد قال الله فى الآية العاشرة من سورة فصلت "وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين "هذه الأقوات التى تحت رجليك فى الأرض قدرت فى السماء قبل أن تخلق أنت فالرزق مضمون مضمون لكل مخلوق على الأرض ولن يوجد حرمان إلا اختل الميزان بإفسادك أنت "ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون"الروم41 ثم تعود السورة لتؤكد هذا المعنىفى الآية 58"إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين "فلا تخف أيها الإنسان فإن
الذى بيده رزقك قوى بالغ القوة كفيل بوفرة الأرزاق سواء للسائلين وإذا كان الأمر كذلك فيجب أن تعلم أيها الإنسان أن الرب العظيم
الذى أطعمك من جوع وآمنك من خوف جدير بأن تعبده وحده ومن الخبل أن تأكل طعامه وتتمتع بأمنه ثم تعبد غيره إنه ينبؤك أنه خلقك لهدف وحيد هو أن تعبده وحده وعبادته أن تحيا بمنهجه فتأخذ بالأسباب فى الأمور التى تدركها وتكل الأمر إليه فى الأمور التى يعجز عقلك عن إدراكها ومن هذا الإيمان بيوم القيامة حيث يبعث الموتى من القبور للحساب واعلم أن هذا البعث بما يعقبه من جنة ونار إنما يصب فى إصلاح حياتك الدنوية هذه لأن الحساب يقوم على سلوكياتك الدنيوية ومدى صلاحها بميزان الله .
فإذا تفهمت ذلك أيها الإنسان هانت الدنيا فى نظرك وعرفت وظيفة المال الحقيقية إنه لقضاء حاجاتك وكذلك للأمور الإنسانية مثل إغاثة السائل والمحروم وإكرام الضيف .
فكيف يكون الحال إذا عاندت أيها الإنسان وعطلت عقلك وقلبك عن التفكر والاعتبار ؟
إن سورة الذاريات تذكرك بمواقف المعاندين من الأمم الغابرة مثل فرعون وقومه وعاد وثمود وقوم نوح فقد أهلكهم الله ورأوا الدمار بأعينهم .والله لايريد لك أن تكون مثل هؤلاء .
أيها الإنسان سورة الذاريات تدعوك -لمزيد من اليقين -أن تتفكر فى نفسك ومحيط أسرارها هل يمكن أن يكون خلقها العجيب مصادفة ؟تفكر فى السماء من فوقك والأرض من تحتك هل يعقلك أن تكون هذه الدائرة المحكمة والتى لا تستطيع الفكاك منها -أن تكون مصادفة ؟
أيها الإنسان لاأمل لك إلا فى اللجوء إلى الله الرزاق القوى المتين فعنده وحده الأمن والرزق وإلا حاق بك الضياع فى الدنيا والعذاب فى الآخرة .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق