المعراج العاشر: "والذاكرين الله كثيرا والذاكرات"
أولا:مادة (ذ ك ر) من أكثر المواد ورودا فى القرآن وقد وردت بجميع تصريفاتها :فوردت بصيغة الماضى والمضارع والأمر والمفرد والجمع واسم الفاعل والمصدر.
ثانيا:ذكر الله عبادة شاملة لكل العبادات ولذا قال تعالى "ولذكر الله أكبر"العنكبوت 45.
ثالثا:تنفرد عبادة الذكرعن سائر العبادات -كما يقول ابن عباس رضى الله عنهما-بأنها ليست محدودة ولاتخضع للرخص والأعذار
يعنى الصلاة -مثلا-لها نظام محدد يبدأ بتكبيرة الإحرام وينتهى بالتسليم وبينهما قراءة وركوع وسجود على هيئة معلومة كما أنها تخضع للرخص والأعذار فالمسافر يسمح له بالقصر والمريض يرخص له فى الصلاة حسب حالته .والمصلى لابد أن يكون متوضئا ويجوز أن يتيمم عند فقد الماء ويجوز أن يصلى بدون وضوء أو تيمم عند فقدهما .....
أما ذكرالله تعالى فلايتقيد بشىء من ذلك فيكون فى الليل والنهار والسفر والإقامة والصحة والمرض والغنى والفقر والقيام والقعود والنوم والطهارة وعدمها .
رابعا:ليس للذكر صيغة محددة وإن كانت هناك أذكار مناسبة لمختلف الأحوال والأوقات .وأفضل الأوقات وقت السحرحيث "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا فيقول :ألا من مستغفر فأغفر له ...ألا من كذا ألا من كذا حتى يطلع الفجر"كما ورد فى الحديث الصحيح
خامسا:ذكر الله تعالى يكون جماعيا وذلك فى مجالس العلم وخطب الجمعة .فقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن الملائكة يكونون على أبواب المساجد يوم الجمعة ليسجلوا المصلين المبكرين حتى إذا أذن المؤذن طووا صحائفهم ودخلوا يستمعون الذكر .
سادسا:من أعظم أحوال الذاكرين أن يخلو الإنسان بنفسه ويتذكر فيتفكر فتدمع عيناه إنه حينئذ أقرب ما يكون إلى الله جديربالمقام السامى يوم القيامة حيث يكون من السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لاظل إلا ظله كما قال صلى الله عليه وسلم "ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه"
سابعا:الغرض الأسمى من الذكر الارتباط الدائم بالله تعالى الذى إن تحقق عصم صاحبه من الزلل .وإا كان "كل ابن آدم خطاء"فإن الخطأ ناشىء عن نسيان الله تعالى ولما كان النسيان طبعا مركوزا فى البشر كان"خير الخطائين التوابون"أى الذين يرجعون سريعا عن أخطائهم ويستغفروا ربهم .
ثامنا:اشتغال الإنسان بذكر الله ليس عائقا عن ممارسة شئون الحياة
لأن الذكر يشمل أداء الأعمال بما يرضى الله وكل من يحسن عمله ابتغاء وجه الله ذاكر لله .وكذلك الإحسان فى العلاقات الاجتماعية ذكر لله ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق .ومن هنا لايمكن أن يمون الخائن أو الغاش أو الكذاب أو مرتكب الجرائم ذاكرا لله .ومن هنا كان قوله صلى الله عليه وسلم "لايزنى الزانى حين يزنى وهو مؤمن ولايسرق السارق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهومؤمن "وفسر ابن عباس رضى الله عنهما ذلك بأن الإيمان يخرج منه فإذا تاب رجع إليه.
تاسعا:للصوم أوثق صلة بذكر الله لأنه طاعة تلازم الصائم ولذا إذا أساء الصائم بلسانه أو بيده فقد جزاء الصوم وليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه .
عاشرا:ذكر الإنسان ربه يرفع قدره لأنه يعنى أنه على مستوى عبوديته لله تعالى كما يجعله جديرا بذكر الله له كما ورد فى الحديث القدسى "من ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى ومن ذكرنى فى ملأ ذكرتهفى ملأ خير منه ".
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذاكرين المقبولين .وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
أولا:مادة (ذ ك ر) من أكثر المواد ورودا فى القرآن وقد وردت بجميع تصريفاتها :فوردت بصيغة الماضى والمضارع والأمر والمفرد والجمع واسم الفاعل والمصدر.
ثانيا:ذكر الله عبادة شاملة لكل العبادات ولذا قال تعالى "ولذكر الله أكبر"العنكبوت 45.
ثالثا:تنفرد عبادة الذكرعن سائر العبادات -كما يقول ابن عباس رضى الله عنهما-بأنها ليست محدودة ولاتخضع للرخص والأعذار
يعنى الصلاة -مثلا-لها نظام محدد يبدأ بتكبيرة الإحرام وينتهى بالتسليم وبينهما قراءة وركوع وسجود على هيئة معلومة كما أنها تخضع للرخص والأعذار فالمسافر يسمح له بالقصر والمريض يرخص له فى الصلاة حسب حالته .والمصلى لابد أن يكون متوضئا ويجوز أن يتيمم عند فقد الماء ويجوز أن يصلى بدون وضوء أو تيمم عند فقدهما .....
أما ذكرالله تعالى فلايتقيد بشىء من ذلك فيكون فى الليل والنهار والسفر والإقامة والصحة والمرض والغنى والفقر والقيام والقعود والنوم والطهارة وعدمها .
رابعا:ليس للذكر صيغة محددة وإن كانت هناك أذكار مناسبة لمختلف الأحوال والأوقات .وأفضل الأوقات وقت السحرحيث "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا فيقول :ألا من مستغفر فأغفر له ...ألا من كذا ألا من كذا حتى يطلع الفجر"كما ورد فى الحديث الصحيح
خامسا:ذكر الله تعالى يكون جماعيا وذلك فى مجالس العلم وخطب الجمعة .فقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن الملائكة يكونون على أبواب المساجد يوم الجمعة ليسجلوا المصلين المبكرين حتى إذا أذن المؤذن طووا صحائفهم ودخلوا يستمعون الذكر .
سادسا:من أعظم أحوال الذاكرين أن يخلو الإنسان بنفسه ويتذكر فيتفكر فتدمع عيناه إنه حينئذ أقرب ما يكون إلى الله جديربالمقام السامى يوم القيامة حيث يكون من السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لاظل إلا ظله كما قال صلى الله عليه وسلم "ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه"
سابعا:الغرض الأسمى من الذكر الارتباط الدائم بالله تعالى الذى إن تحقق عصم صاحبه من الزلل .وإا كان "كل ابن آدم خطاء"فإن الخطأ ناشىء عن نسيان الله تعالى ولما كان النسيان طبعا مركوزا فى البشر كان"خير الخطائين التوابون"أى الذين يرجعون سريعا عن أخطائهم ويستغفروا ربهم .
ثامنا:اشتغال الإنسان بذكر الله ليس عائقا عن ممارسة شئون الحياة
لأن الذكر يشمل أداء الأعمال بما يرضى الله وكل من يحسن عمله ابتغاء وجه الله ذاكر لله .وكذلك الإحسان فى العلاقات الاجتماعية ذكر لله ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق .ومن هنا لايمكن أن يمون الخائن أو الغاش أو الكذاب أو مرتكب الجرائم ذاكرا لله .ومن هنا كان قوله صلى الله عليه وسلم "لايزنى الزانى حين يزنى وهو مؤمن ولايسرق السارق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهومؤمن "وفسر ابن عباس رضى الله عنهما ذلك بأن الإيمان يخرج منه فإذا تاب رجع إليه.
تاسعا:للصوم أوثق صلة بذكر الله لأنه طاعة تلازم الصائم ولذا إذا أساء الصائم بلسانه أو بيده فقد جزاء الصوم وليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه .
عاشرا:ذكر الإنسان ربه يرفع قدره لأنه يعنى أنه على مستوى عبوديته لله تعالى كما يجعله جديرا بذكر الله له كما ورد فى الحديث القدسى "من ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى ومن ذكرنى فى ملأ ذكرتهفى ملأ خير منه ".
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذاكرين المقبولين .وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق