الموت حقيقة متفق عليها.
ولكنها حقيقة منسية رغم أنها تتكررآلاف المرات يوميا على سطح
هذا الكوكب الفانى .
وأقصد بالنسيان هنا :أن الموت فقد أوكاد يفقد حرمته فلايكاد يحس بالموت إلا من أصابته مصيبته .أما الآخرون فالأمر معتاد .ولعلكم
تعجبون إذا قلت لكم :إن هناك من (يتضاحكون) وهم يشيعون الجنازات .ولقد رأيت رجلا يجلس بجوار القبروالميت يدلى به فى حفرته والرجل يدخن والدخان يدخل القبر فقلت له متغيظا:ياأخى ألا تنتظرحتى تنصرف ؟قال (ضاحكا) :كلنا سنموت...
هل هؤلاء وأمثالهم عندهم قلوب تحس ؟
فى الفقه الإسلامى كتاب اسمه (كتاب الجنائز) وفيه كل شىء عن
موقف المسلم من الموت .ومعنى هذا أن المسألة دين وأنها تخضع
للنصوص فقط .وأنها نظام إسلامى كامل لاعلاقة له بالعادات .
فتعالوا نتعرف بعض الحقائق فى هذا الموضوع :
أولا:الموت والحياة بيد الله تعالى وهو يتوفى الخلق بمشيئته "وهوالقاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لايفرطون "الأنعام61
ثانيا:الموت ليس نهاية المطاف ولا بد بعده من حياة دائمة حين يقوم الناس لرب العالمين من أجل الحساب "ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين "الأنعام 62
ثالثا:لاحرج -فى الإسلام- على الإنسان أن يحزن وأن يظهر حزنه
لأن الحزن هنا شعورإنسانى نبيل وعدم الحزن فى موقف الموت
يعنى الإحساس المتبلد وهو ما ينأى عنه الإسلام .ومن المعلوم أن النبى صلى الله عليه وسلم قال -عندموت ابنه إبراهيم-"إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولانقول إلا مايرضى ربنا وإناعلى فراقك
ياإبراهيم لمحزونون"وهذا الحديث الشريف يبين أن المرفوض فقط هو أن يسخط المسلم على قضاء الله لأن هذا السخط سيضره
أشد الضررفهو لن يرد من مات .وهو سيزيد نفس الساخط ألما وعذابا لأنه يبعد نفسه عن العزاء الكبيرفى أن هناك الأمل الواثق
أن هذا الفراق المؤلم سيعقبه لقاء حافل فى أجمل مكان فى جنة عرضها السموات والأرض .
رابعا:لما كان لمقام الموت هذه الأهمية كان الإسلام حريصا على أن يستفيد المسلم أقصى استفادة من هذا الموقف فشرع بعض الأمور المعينة على هذا الهدف :
1-الصمت حين تشييع الجنائز.لإتاحة الفرصة للنفس البشرية أن تستوعب الحدث وتفكر فيه .وأنها حتما ستمر بهذه التجربة المُرّة.
2-الإسراع بالجنازة لأنها-كما قال صلى الله عليه وسلم-إن كانت خيرا فخير ما تقدمونها إليه وإن كانت شرا فشر تضعونه عن أعناقكم "وهذا المعنى يلقى الرعب فى القلوب ويجعل المشيع يحمل هم هذا الموقف ويعد نفسه ليكون من النوع الأول ...اللهم اجعلنا من هؤلاء.
3-إلقاء السلام عند دخول مكان المقابر":ا"السلام عليكم دار قوم مؤمنين أنتم السابقون ونحن إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية"وفى هذاالأدب الرفيع الوفاء لمن مضى والتسليم بالقدروالدعاءللجميع .
4-ضرورة تشييع الميت إلى قبره والبقاءأمام القبر -بعد الدفن- بعض الوقت للدعاء للميت .وهو أكرم وداع للفقيد العزيز.
5-تقديم العزاء لأهل الميت فكيف يكون العزاء؟وأين؟ومتى؟
أما كيف ؟فيقول:"أعظم الله أجرك وغفر لميتك "
وأما أين؟ففى أى مكان ..فى المسجد قبل صلاة الجنازة أو بعدها...
فى أثناء تشييع الجنازة ...عند المقبرة...فى الشارع...
وأما متى؟ففى أى وقت بعد الوفاة ولو كان مدة طويلة إذا كان المعزى مسافرامثلا.
6-عدم إزعاج أهل الميت والإثقال عليهم وفى هذا الخصوص :
1-لايجوز الاجتماع عند بيت الميت ويدخل فيه إقامة سرادق العزاء واستقدام القراء لقراءة القرآن فهذا كله من العادات السيئة
التى لااصل لها بل هو خلاف السنة فعن جابربن عبد الله رضى الله عنهما "كنا -على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم -نعد الاجتماع إلى بيت الميت من النياحة "والمشروع -كما قلنا-الاكتفاء
بتعزية أهل الميت "أعظم الله أجرك وغفر لميتك "وهذا لايستلزم
سرادقا ولاغيره .أما قراءة القرآن على الميت فلم يرد عنه صلى الله عليه وسلم مطلقا ولو كان فيه خيرللميت والحى لكان النبى صلى الله عليه وسلم أولى الناس بفعله .ولكنه لم يفعله لأنه ليس فيه خير.وبهذا نعلم أن ما يفعله الناس بعيد بعيد عن شرع الله.
2-لايجوز أن يكلف أهل الميت بتقدين الطعام أو الشراب للمعزين كما يحدث الآن وهو مخالفة صريحة لهديه صلى الله عليه وسلم
فقد قال -عند استشهاد جعفر بن أبى طالب رضى الله عنه-"اصنعوا لآل جعفر طعاما فإنهم شغلهم مانزل بهم "
انظروا رحمنى الله وإياكم ...ألسنا نفعل العكس ؟نسال الله العافية .
7-نقطة أخيرة :هل للإنسان أن يتمنى الموت عند اشتداد الأزمات؟
لا لايجوز.وقد نهى النبى صلى الله عليه وسلم "لايتمنين أحدكم الموت فإن كان ولابد قال اللهم أحينى ماكانت الحياة خيرالى وأمتنى ماكان الموت خيرا لى "وفى هذا تفويض الأمر إلى الله الذى خلق الموت والحياة ليبلونا أينا أحسن عملا .
نسأل الله العفو والعافية فى الدنيا والآخرة
ولكنها حقيقة منسية رغم أنها تتكررآلاف المرات يوميا على سطح
هذا الكوكب الفانى .
وأقصد بالنسيان هنا :أن الموت فقد أوكاد يفقد حرمته فلايكاد يحس بالموت إلا من أصابته مصيبته .أما الآخرون فالأمر معتاد .ولعلكم
تعجبون إذا قلت لكم :إن هناك من (يتضاحكون) وهم يشيعون الجنازات .ولقد رأيت رجلا يجلس بجوار القبروالميت يدلى به فى حفرته والرجل يدخن والدخان يدخل القبر فقلت له متغيظا:ياأخى ألا تنتظرحتى تنصرف ؟قال (ضاحكا) :كلنا سنموت...
هل هؤلاء وأمثالهم عندهم قلوب تحس ؟
فى الفقه الإسلامى كتاب اسمه (كتاب الجنائز) وفيه كل شىء عن
موقف المسلم من الموت .ومعنى هذا أن المسألة دين وأنها تخضع
للنصوص فقط .وأنها نظام إسلامى كامل لاعلاقة له بالعادات .
فتعالوا نتعرف بعض الحقائق فى هذا الموضوع :
أولا:الموت والحياة بيد الله تعالى وهو يتوفى الخلق بمشيئته "وهوالقاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لايفرطون "الأنعام61
ثانيا:الموت ليس نهاية المطاف ولا بد بعده من حياة دائمة حين يقوم الناس لرب العالمين من أجل الحساب "ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين "الأنعام 62
ثالثا:لاحرج -فى الإسلام- على الإنسان أن يحزن وأن يظهر حزنه
لأن الحزن هنا شعورإنسانى نبيل وعدم الحزن فى موقف الموت
يعنى الإحساس المتبلد وهو ما ينأى عنه الإسلام .ومن المعلوم أن النبى صلى الله عليه وسلم قال -عندموت ابنه إبراهيم-"إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولانقول إلا مايرضى ربنا وإناعلى فراقك
ياإبراهيم لمحزونون"وهذا الحديث الشريف يبين أن المرفوض فقط هو أن يسخط المسلم على قضاء الله لأن هذا السخط سيضره
أشد الضررفهو لن يرد من مات .وهو سيزيد نفس الساخط ألما وعذابا لأنه يبعد نفسه عن العزاء الكبيرفى أن هناك الأمل الواثق
أن هذا الفراق المؤلم سيعقبه لقاء حافل فى أجمل مكان فى جنة عرضها السموات والأرض .
رابعا:لما كان لمقام الموت هذه الأهمية كان الإسلام حريصا على أن يستفيد المسلم أقصى استفادة من هذا الموقف فشرع بعض الأمور المعينة على هذا الهدف :
1-الصمت حين تشييع الجنائز.لإتاحة الفرصة للنفس البشرية أن تستوعب الحدث وتفكر فيه .وأنها حتما ستمر بهذه التجربة المُرّة.
2-الإسراع بالجنازة لأنها-كما قال صلى الله عليه وسلم-إن كانت خيرا فخير ما تقدمونها إليه وإن كانت شرا فشر تضعونه عن أعناقكم "وهذا المعنى يلقى الرعب فى القلوب ويجعل المشيع يحمل هم هذا الموقف ويعد نفسه ليكون من النوع الأول ...اللهم اجعلنا من هؤلاء.
3-إلقاء السلام عند دخول مكان المقابر":ا"السلام عليكم دار قوم مؤمنين أنتم السابقون ونحن إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية"وفى هذاالأدب الرفيع الوفاء لمن مضى والتسليم بالقدروالدعاءللجميع .
4-ضرورة تشييع الميت إلى قبره والبقاءأمام القبر -بعد الدفن- بعض الوقت للدعاء للميت .وهو أكرم وداع للفقيد العزيز.
5-تقديم العزاء لأهل الميت فكيف يكون العزاء؟وأين؟ومتى؟
أما كيف ؟فيقول:"أعظم الله أجرك وغفر لميتك "
وأما أين؟ففى أى مكان ..فى المسجد قبل صلاة الجنازة أو بعدها...
فى أثناء تشييع الجنازة ...عند المقبرة...فى الشارع...
وأما متى؟ففى أى وقت بعد الوفاة ولو كان مدة طويلة إذا كان المعزى مسافرامثلا.
6-عدم إزعاج أهل الميت والإثقال عليهم وفى هذا الخصوص :
1-لايجوز الاجتماع عند بيت الميت ويدخل فيه إقامة سرادق العزاء واستقدام القراء لقراءة القرآن فهذا كله من العادات السيئة
التى لااصل لها بل هو خلاف السنة فعن جابربن عبد الله رضى الله عنهما "كنا -على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم -نعد الاجتماع إلى بيت الميت من النياحة "والمشروع -كما قلنا-الاكتفاء
بتعزية أهل الميت "أعظم الله أجرك وغفر لميتك "وهذا لايستلزم
سرادقا ولاغيره .أما قراءة القرآن على الميت فلم يرد عنه صلى الله عليه وسلم مطلقا ولو كان فيه خيرللميت والحى لكان النبى صلى الله عليه وسلم أولى الناس بفعله .ولكنه لم يفعله لأنه ليس فيه خير.وبهذا نعلم أن ما يفعله الناس بعيد بعيد عن شرع الله.
2-لايجوز أن يكلف أهل الميت بتقدين الطعام أو الشراب للمعزين كما يحدث الآن وهو مخالفة صريحة لهديه صلى الله عليه وسلم
فقد قال -عند استشهاد جعفر بن أبى طالب رضى الله عنه-"اصنعوا لآل جعفر طعاما فإنهم شغلهم مانزل بهم "
انظروا رحمنى الله وإياكم ...ألسنا نفعل العكس ؟نسال الله العافية .
7-نقطة أخيرة :هل للإنسان أن يتمنى الموت عند اشتداد الأزمات؟
لا لايجوز.وقد نهى النبى صلى الله عليه وسلم "لايتمنين أحدكم الموت فإن كان ولابد قال اللهم أحينى ماكانت الحياة خيرالى وأمتنى ماكان الموت خيرا لى "وفى هذا تفويض الأمر إلى الله الذى خلق الموت والحياة ليبلونا أينا أحسن عملا .
نسأل الله العفو والعافية فى الدنيا والآخرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق