الأحد، 18 سبتمبر 2011


الجزء الأول



سورة الفاتحة

سورة الفاتحة *1* : آية 1
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ *1*
الإعراب :
*بسم* جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر. والمبتدأ محذوف تقديره : ابتدائي »
*اللّه* لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الكسرة. *الرحمن* نعت للفظ الجلالة تبعه في الجر. *الرحيم* نعت ثان للفظ الجلالة تبعه في الجر.
الصرف :
*اسم* فيه إبدال ، أصله سمو ، حذف حرف العلة وهو لام الكلمة وأبدل عنه همزة الوصل. ودليل الواو جمعه على أسماء وأسامي ، وتصغيره سمىّ. والأصل أسماو وأسامو وسموي ، فجرى فيها الإعلال بالقلب.
*اللّه* .. أصله الإلاه ، نقلت حركة الهمزة إلى لام التعريف ثم سكنت وحذفت الألف الأولى لالتقاء الساكنين وأدغمت اللام في اللام الثانية ..
وحذفت الألف بعد اللام الثانية لكثرة الاستعمال. فالإله مصدر من أله يأله إذا عبد ، والمصدر في موضع المفعول أي المعبود.
___________
*1* يجوز أن يكون التعليق بفعل محذوف تقديره أبدأ على رأي الكوفيين .. وقد حذفت الألف في البسملة لكثرة الاستعمال ، ولا تحذف في غيرها : باسمك اللهم أبدأ ..**


الجدول في إعراب القرآن ، ج 1 ، ص : 22
*الرحمن* صفة مشتقة من صيغ المبالغة ، وزنه فعلان من فعل رحم يرحم باب فرح.
*الرحيم* صفة مشتقة من صيغ المبالغة ، أو صفة مشبهة باسم الفاعل وزنه فعيل من فعل رحم يرحم.
البلاغة
1 - التكرير : لقد كرّر اللّه سبحانه وتعالى ذكر الرحمن الرحيم لأن الرحمة هي الإنعام على المحتاج وقد ذكر المنعم دون المنعم عليهم فأعادها مع ذكرهم وقال : « ربّ العالمين الرحمن » بهم أجمعين.
2 - قدم سبحانه الرحمن على الرحيم مع أن الرحمن أبلغ من الرحيم ، ومن عادة العرب في صفات المدح الترقي في الأدنى إلى الأعلى كقولهم : فلان عالم نحرير. وذلك لأنه اسم خاص باللّه تعالى كلفظ « اللّه » ولأنه لما قال « الرحمن » تناول جلائل النعم وعظائمها وأصولها ، وأردفه « الرحيم » كتتمة والرديف ليتناول ما دقّ منها ولطف. وما هو من جلائل النعم وعظائمها وأصولها أحق بالتقديم مما يدل على دقائقها وفروعها. وافراد الوصفين الشريفين بالذكر لتحريك سلسلة الرحمة.
فباسم اللّه تعالى تتم معاني الأشياء ومن مشكاة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ تشرق على صفحات الأكوان أنوار البهاء.
الفوائدالبسملة :
عني العلماء ببحث البسملة من سائر وجوهها ، نخص منها بالذكر :
1 - اختلفوا حول كونها آية من كتاب اللّه أم لا ، فابن مسعود ومالك والأحناف وقراء المدينة والبصرة والشام لا يرونها آية.


الجدول في إعراب القرآن ، ج 1 ، ص : 23
و ابن عباس وابن عمر والشافعي وقراء مكة والكوفة يرون أنها آية من كل سورة.
2 - نزلت البسملة مجزّأة : الجزء الأول في قوله تعالى : « بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها وَمُرْساها » الثاني : في قوله : « ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ » الثالث في قوله : « إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.
سورة الفاتحة *1* : آية 2
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ *2*
الإعراب :
*الحمد* مبتدأ مرفوع. *للّه* جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ تقديره ثابت أو واجب. *ربّ* نعت « 1 » للفظ الجلالة تبعه في الجر وعلامة الجر الكسرة. *العالمين* مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.
وجملة : « الحمد للّه .. » لا محل لها ابتدائية.
الصرف :
*الحمد* مصدر سماعي لفعل حمد يحمد باب نصر وزنه فعل بفتح فسكون.
*ربّ* مصدر يرب باب نصر ، ثم استعمل صفة كعدل وخصم ، وزنه فعل بفتح فسكون.
*العالمين* جمع العالم ، وهو اسم جمع لا واحد له من لفظه ، وهو مشتق إما من العلم بكسر العين أو من العلامة ، وزنه فاعل بفتح العين ، وكذلك جمعه.
___________
*1* أو بدل من لفظ الجلالة.


الجدول في إعراب القرآن ، ج 1 ، ص : 24
البلاغة
1 - إن جملة الْحَمْدُ لِلَّهِ خبر ، لكنها استعملت لإنشاء الحمد وفائدة الجملة الاسمية ديمومة الحمد واستمراره وثباته. وفي قوله « للّه » فن الاختصاص للدلالة على أن جميع المحامد مختصة به سبحانه وتعالى.
2 - لما افتتح سبحانه وتعالى كتابه بالبسملة وهي نوع من الحمد ناسب أن يردفها بالحمد الكلي الجامع لجميع أفراده البالغ أقصى درجات الكمال.
3 - أما حمد اللّه تعالى نفسه فإنه إخبار باستحقاق الحمد وأمر به أو أنه مقول على ألسنة العباد ، أو مجاز عن إظهار الصفات الكمالية الذي هو الغاية القصوى من الحمد.
وقد قدم الحمد على الاسم الجليل لاقتضاء المقام فريد اهتمام به ، وإن كان ذكر اللّه تعالى أهم في نفسه والأهمية تقتضي التقديم.
الفوائد
الفاتحة :

لا تكاد تحصى فوائدها نختار منها :
1 - نزل بها الوحي مرتين. الأولى في مكة عند ما فرضت الصلاة.
الثانية في المدينة عند ما تحولت القبلة.
2 - للفاتحة أسماء عدة : فاتحة الكتاب ، وأم القرآن ، وأم الكتاب ، وسورة الكنز ، وسورة الحمد والشكر والدعاء ، وسورة الصلاة وسورة الشفاء ، والسبع المثاني.
3 - وقع أسلوب الالتفات خلال هذه السورة فقد بدأت بالحديث عن الغائب ثم تحولت إلى أسلوب الخطاب ، وهذا ضرب من أضرب البلاغة الشائعة في كلام العرب.


الجدول في إعراب القرآن ، ج 1 ، ص : 25
4 - تشتمل الفاتحة على الكليات الأساسية في التصور الإسلامي ، ولذلك فرض اللّه تكرارها في كل صلاة بل في كل ركعة ، وقد ورد في حديث مسلم عن أبي هريرة عن رسول اللّه « صلّى اللّه عليه وسلّم » قوله : « يقول اللّه تعالى : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين : فنصفها لي ونصفها لعبدي ، ولعبدي ما سأل : إذا قال العبد : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ، قال اللّه : حمدني عبدي ، وإذا قال : الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، قال اللّه : أثنى عليّ عبدي.
فإذا قال : مالِكِ يَوْمِ. قال اللّه مجدني عبدي. وإذا قال : اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ. قال : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل » .
سورة الفاتحة *1* : آية 3
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ *3*
الإعراب :
*الرحمن* نعت للفظ الجلالة « 1 » . *الرحيم* نعت ثان للفظ الجلالة.
سورة الفاتحة *1* : آية 4
مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ *4*
الإعراب :
*مالك* نعت للفظ الجلالة « 2 » مجرور مثله. *يوم* مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الكسرة.
*الدين* مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الكسرة.
الصرف : *مالك* اسم فاعل من ملك يملك على معنى الصفة المشبهة لدوام الملكية ، باب ضرب وزنه فاعل جمعه ملّاك ومالكون.
*يوم* اسم بمعنى الوقت المحدد من طلوع الشمس إلى غروبها أو
___________
*1* أو بدل من لفظ الجلالة ومثله الرحيم.
*2* أو بدل من لفظ الجلالة.


الجدول في إعراب القرآن ، ج 1 ، ص : 26
غير المحدد. وهنا جاء بمعنى يوم القيامة. وجمعه أيّام ، وجمع الجمع أياويم.
*الدين* مصدر دان يدين باب ضرب بمعنى جزى وأطاع أو خضع ، وزنه فعل بكسر الفاء وسكون العين ، وثمّة مصدر آخر للفعل هو ديانة بكسر الدال. والدين معناه الجزاء أو الطاعة ، وقد يكون بمعنى الملّة أو العادة.
سورة الفاتحة *1* : آية 5
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ *5*
الإعراب :
*إيّاك* ضمير بارز منفصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به مقدّم ، أو *إيّا* ضمير مبني في محل نصب مفعول به ، و*الكاف* حرف خطاب. *نعبد* فعل مضارع مرفوع ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره نحن و*الواو* عاطفة. *إياك نستعين* تعرب كالسابق.
وجملة : « إياك نعبد .. » لا محل لها استئنافية.
وجملة : « إياك نستعين .. » لا محل لها معطوفة على جملة إياك نعبد.
الصرف :
*نستعين* ، فيه إعلال أصله نستعون من العون ، بكسر الواو ، فاستثقلت الكسرة على الواو فنقلت إلى العين وسكنت الواو - وهو إعلال بالتسكين - ثم قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها - وهو إعلال بالقلب - .
البلاغة1 - كرّر اللّه سبحانه وتعالى « إيّاك » لأنه لو حذفه في الثاني لفاتت فائدة التقديم وهي قطع الاشتراك بين العاملين إذ لو قال : « إِيَّاكَ نَعْبُدُ ونستعين » لم يظهر أن التقدير إيّاك نعبد وإيّاك نستعين أو إيّاك نعبد ونستعينك ، وإنه لم يقل
نستعينك مع أنه مفيد لقطع الاشتراك بين العاملين وذلك لكي يفيد الحصر بين العاملين.
وقدم العبادة على الاستعانة مع أن الاستعانة مقدمة ، لأن العبد يستعين اللّه على العبادة ليعينه عليها ، وذلك لأن الواو لا تقتضي الترتيب ، والاستعانة هي ثمرة العبادة ، ولأن تقديم الوسيلة قبل طلب الحاجة ليستوجبوا الاجابة إليها.
2 - الالتفات في هذه الآية الكريمة التفات من الغيبة إلى الخطاب وتلوين للنظم من باب إلى باب جار على نهج البلاغة في افتنان الكلام ومسلك البراعة حسبما يقتضي المقام. لما أن التنقل من أسلوب إلى أسلوب أدخل في استجلاب النفوس واستمالة القلوب يقع من كل واحد من التكلم والخطاب والغيبة إلى كل واحد من الآخرين. كما في قوله تعالى « اللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً » .
3 - وإيثار صيغة المتكلم مع الغير في الفعلين للإيذان بقصور نفسه وعدم لياقته بالوقوف في مواقف الكبرياء منفردا وعرض العبادة واستدعاء المعونة والهداية مستقلا وأن ذلك إنما يتصور من عصابة هو من جملتهم وجماعة هو من زمرتهم كما هو ديدن الملوك ، أو للإشعار باشتراك سائر الموحدين له في الحال العارضة له بناء على تعاضد الأدلة الملجئة إلى ذلك.
سورة الفاتحة *1* : آية 6
اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ *6*
الإعراب :
*اهد* فعل أمر دعائي مبني على حذف حرف العلة ، و*نا* ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. *الصراط* مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الفتحة « 1 » .
___________
*1* الفعل *هدى* يتعدى إلى المفعول الثاني من غير حرف جر أو بحرف الجر اللام أو بحرف الجر إلى. جاء في المحيط : هداه اللّه الطريق وله وإليه.


الجدول في إعراب القرآن ، ج 1 ، ص : 27
الظاهر أنها تداخلت مع الصفحة السابقة ، ولعلها تبدأ من قوله : *نستعينك مع أنه مفيد لقطع الاشتراك ...*


الجدول في إعراب القرآن ، ج 1 ، ص : 28
*المستقيم* نعت للصراط منصوب مثله وعلامة النصب الفتحة.
والجملة : لا محل لها استئنافية.
الصرف :
*اهدنا* فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء ، أصله في المضارع المرفوع تهدينا ، وزن اهدنا افعنا *الصراط* ، هو بالسين والصاد ، وفي قراءة الصاد إبدال حيث قلبت السين صادا لتجانس الطاء في الإطباق.
*المستقيم* ، اسم فاعل من استقام ، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره .. وفيه إعلال ، أصله مستقوم - بكسر الواو - لأن مجرد فعله قام يقوم ، ثم جرى فيه ما جرى في نستعين.
البلاغة1 - « اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ » والمستقيم المستوي والمراد به طريق الحق وهي الملة الحنيفية السمحة المتوسطة بين الإفراط والتفريط. فقد شبه الدين الحق بالصراط المستقيم ، ووجه الشبه بينهما أن اللّه سبحانه وإن كان متعاليا عن الأمكنة لكن العبد الطالب الوصول لا بد له من قطع المسافات ، ليكرم الوصول والموافاة وهذا من قبيل الاستعارة التصريحية.
2 - لقد كرّر سبحانه وتعالى ذكر « الصراط » لأنه المكان المهيّأ للسلوك ، فذكر في الأول المكان دون السّالك فأعاده مع ذكره بقوله « صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ » المصرح فيه ما يخرج اليهود وهم المغضوب عليهم والنصارى وهم الضالون.
سورة الفاتحة *1* : آية 7
صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ *7*
الإعراب :
*صراط* بدل من صراط الأول تبعه في النصب ، وعلامة


الجدول في إعراب القرآن ، ج 1 ، ص : 29
نصبه الفتحة. *الذين* اسم موصول مبني على الفتح في محل جر مضاف اليه. *أنعمت* فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع ، و*التاء* ضمير متصل في محل رفع فاعل. *عليهم* ، *على* حرف جر و*الهاء* ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بـ *على* متعلق بـ *أنعمت* ، و*الميم* حرف لجمع الذكور *غير* بدل من اسم الموصول *الذين* تبعه في الجر « 1 » . *المغضوب* مضاف إليه مجرور *عليهم* كالأول في محل رفع نائب فاعل للمغضوب ، *الواو* عاطفة *لا* زائدة لتأكيد النفي *الضالّين* معطوف على *غير* مجرور مثله وعلامة الجر الياء لأنه جمع مذكر سالم.
وجملة : أنعمت عليهم ... لا محل لها صلة الموصول.
الصرف :
*المغضوب* ، اسم مفعول من غضب باب فرح ، وزنه مفعول.
*الضالّين* ، جمع الضال وهو اسم فاعل من ضلّ يضلّ باب ضرب وزنه فاعل ، وأدغمت عين الكلمة في لامه لأنهما الحرف ذاته.
*غير* اسم مفرد مذكّر دائما ، قد يكون نعتا وقد يكون أداة استثناء ..
فاذا أريد به مؤنث جاز تأنيث فعله المسند إليه. تقول : قامت غير هند
___________
*1* أو بدل من الضمير في *عليهم* ، أو نعت لاسم الموصول. وهذا الأخير مردود عند المبرد لأن *غير* عنده لا يكون إلا نكرة وإن أضيفت ، والاضافة فيه لفظية و*الذين* معرفة .. وقد أجيب عن هذا الاعتراض بجوابين :
الأول : أن *غير* يكون نكرة إذا لم يقع بين ضدين ، فاذا وقع - كما في الآية السابقة - فقد انحصرت الغيرية ، فيتعرف حينئذ بالإضافة.
الثاني : أن الموصول أشبه النكرات بالإبهام الذي فيه ، فعومل معاملة النكرات.


الجدول في إعراب القرآن ، ج 1 ، ص : 30
و تعني بذلك امرأة .. وهو ملازم للإضافة لفظا وتقديرا. فإدخال الألف واللام عليه خطأ.
البلاغة1 - التفسير بعد الإبهام : في هذه الآية الكريمة حيث وضح بأن الطريق المستقيم بيانه وتفسيره : صراط المسلمين ، ليكون ذلك شهادة لصراط المسلمين بالاستقامة على أبلغ وجه كما تقول : هل أدلك على أكرم الناس وأفضلهم؟ فلان ، فيكون ذلك أبلغ في وصفه بالكرم والفضل من قولك :
هل أدلك على فلان الأكرم الأفضل لأنك ثنيت ذكره مجملا أولا ومفصلا ثانيا. وأوقعت فلانا تفسيرا وإيضاحا للأكرم الأفضل فجعلته علما في الكرم والفضل.
2 - التسجيع : في الرحيم والمستقيم ، وفي نستعين والضالين. والتسجيع هو اتفاق الكلمتين في الوزن والرّوي.
3 - ولو نلاحظ ما فائدة دخول « لا » في قوله تعالى « وَلَا الضَّالِّينَ » مع أن الكلام بدونها كاف في المقصود ، وذلك لتأكيد النفي المفاد من « غير » .
4 - الاستهلال :
لقد استهل اللّه سبحانه وتعالى القرآن بالفاتحة ، والاستهلال فن من أرق فنون البلاغة وأرشقها ، وحدّه : أن يبتدئ المتكلم كلامه بما يشير إلى الغرض المقصود من غير تصريح بل بإشارة لطيفه.
5 - العدول عن اسناد الغضب إليه تعالى كالإنعام. جرى على منهاج الآداب التنزيليه في نسبة النعم والخيرات إليه عز وجل دون أضدادها كما في قوله تعالى : الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ


الجدول في إعراب القرآن ، ج 1 ، ص :

ليست هناك تعليقات: