الخميس، 22 سبتمبر 2011

صاروخ الصدفة

: 0

سرت يوما فى الغابة فرأيت أسدا وفيلا يتعاركان أما الفيل فقفز إلى شجرة قريبة وأخذ يتنقل بين الأشجار مستخدما خرطومه وأما الأسد فقفز وراءه ...وحيوانات الغابة تتجمع وتتفرج وتتصايح...وظل الحال على هذا خمسة أيام والغابة لاتهدأ ولاتنام ...ولما تساءلت عن ذلك متعجبا قالوا:صدفة....ا..

وفى دهاليز الكتب ..أن الإمام أبا حنيفة رحمه الله ناظرأحد الدهريين..(العلمانيين )فقال له :وقفت يوما على شاطىء البحر أنتظر سفينة ...فرأيت لوحا من الخشب يطفو وإذا بلوح آخر ثم ألواح أخر تنضم إلى بعضها وإذا بمسامير تدخل فى هذا الخشب فيصير  سفينة عظيمة ...فتعجب الدهرى وقال :هذا غير معقول كيف حدث هذا ؟فرد عليه: هذه صدفة [أعتذر للإمام عن هذا الإخراج الجديد للقصة للمناسبة].                                        وتستطيع -أيها العزيز-أن تقول :إنك قرأت أن أوروبا التى كانت فى قاع التخلف فى العصور الوسطى والدولة الإسلامية التى كانت فى قمة التقدم فى ذلك الوقت أخذتهما سنة من النوم ثم تيقظتا فإذا كل منهما قد احتل مكان الآخر ...وأن التاريخ سجل أن ذلك تم بمحض الصدفة ...

كل ما سبق وما يشبهه يمكن أن يتلقاه الواحد منا ضاحكا أو ساخرا..ولكننا نرفضه رفضا قاطعا إذا اقترب منا أو عبث بحياتنا....                          يعنى ...واحديجلس فى سيارة عامة ..وإذا بكف جاره يهوى على قفاه ولما هب مستنكرا قال الآخر:أعتذرياسيدى ..لقد ارتطمت كفى بقفاحضرتك صدفة وبعد دقيقتين تكررت الواقعة ..وألح الرجل فى الاعتذار وذرف الدموع الغزار..وبعد ثلاث دقائق تكرر الحادث والرجل يتلوى من الأسف...هل يقبل صاحب القفا المتورم مقالة الصدفة هذه ؟....                              لو أن أحد العلمانيين الظرفاء قال :نعم .من الجائز أن يكون ذلك مصادفة فإنى أتحداه أن يعيرنى قفاه الجميل لخمس دقائق ثم أسمع رأيه بعد ذلك ...       يا علمانيي العالم ...تفهموا ....الحياة لاتسير عشواء لأن الحياة معنى يعطيه الأحياء رخصة التنفس على ارض الواقع والأحياء العقلاء يستخدمون عقولهم وفق قواعد عليا وجدوها موضوعة سلفا...               والعجب كل العجب أن العلمانيين الذين ملأوا الدنيا صياحا وإعجابا بحضارة الغرب يقولون بالصدفة مع أن أسيادهم لايقرون الصدفة ...         لابد للحياة من قاعدة .. وعليكم أن تختاروا ..إما قاعدة (أرشميدس) أو قاعدة (بن لادن ).

ليست هناك تعليقات: