فى قريتى الصغيرة -شأن كل القرى -لم نكن نعرف (العيش الفينو ) لأننا كنا نخبز فى البيت لم تكن هناك مشكلة فى اللحوم لأننا كنا نربى الدجاج
والوز والبط والديوك الرومى وأحيانا الماعز .أما عن الأسماك فكان يأتينا منه كميات وفيرة عندما كان خالى يزرع الأرز ويحصد كميات كبيرة
من ا لسمك أما عن الخضراوات فقد كان الجيران من الفلاحين يوزعون على جيرانهم الملوخية والفجل والجرجير....
قضيت طفولتى فى الأربعينيات والخمسينيات فى هذا الجو حياة سهلة رخية ماديا ومعنويا ..
ولابد أن أذكر منظرا لايغيب عن ذاكرتى أبدا ...
فى العيد عيد الفطر وعيد الأضحى.. تقوم النساء والصغار بكنس وسط الحارة وفرشه بالحصير...ثم تخرج كل أسرة صينية كبيرة عليها ما لذ وطاب
من الطعام ثم يأتى الرجال بعد صلاة العيد ويجلسوا جميعا فى هذه الساحة وإذا مر أى رجل غريب فلابد أن يجلس مع الجالسين لتناول الطعام
ولست أنسى أن والدى-رحمه الله -كان يكلفنى أن أطوف على عدة بيوت فى الحارة والقرية لأعطى ربة البيت مبلغا معينا من المال بمناسبة العيد .
هذه الصور بالغة الدلالة كانت فى زمن مضى.....
والآن اختفى ذلك كله...........
ما الذى حدث ؟ لماذا تغير الحال ؟
لقد كثرت الأموال وزحفت المدنية وانتشر التعليم والمفترض أن تستمر تلك المظاهر وتزداد ولكن هذا لم يحدث بل العكس فماالذى حدث ؟
إنه الإنسان إنهم البشر الذين تغيرت اهتمامهم واتجهت وجهة أخرى.
لقد علا صوت الذات حتى توارى مظهر الجماعة وأصبحت الأبواب مغلقة على أهلها......
حتى الذاتية بدأت تترهل وتتكاسل فبدأت الأسرة تعتمد على السوق ومن هنا قلت الخيرات وارتفعت الأسعار وتغير الحال إلى مانراه الآن
والآن..............
هل من سبيل إلى عودة ذلك الزمن الجميل ؟
لنغلب مشكلاتنا الاقتصادية والاجتماعية بل لنعود إلى أنفسنا وقيمنا ؟
إنها فكرة قديمة قديمة ولكنها يمكن أن تصنع لنا حياة جديدة جديدة . |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق