جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضى الله عته وقال له : يا أمير المؤمنين أريد أن أطلق امرأتى .قال عمر : ولم ؟ قال :لأنى لا أحبها فقال عمر :وهل لا تبنى البيوت إلا على الحب ؟فأين التكافل إذن ؟
فكرت كثيرا فى قول عمر رضى الله عنه .وسألت نفسى :هل كل من تزوج كان دافعه الحب ؟
بصراحة لا .فكثير جدا يجرى الزواج بصورة تقليدية .وأستطيع أن أؤكد -كرجل يعيش مشكلات الناس -أن معظم الزيجات التقليدية ناجحة وأصحابها سعداء .على عكس كثير من الزيجات التى قامت على
الحب انتهت بالفشل . ترى ما السبب ؟
ربما كان السبب أن المحبين لا ينظرون بعيونهم وإنما ينظرون بقلوبهم . والقلوب حين تضج بالمشاعر ترتجف شوقا وهى فى هذه الحالة أبعد ما تكون عن الموضوعية والواقعية ....
إنها ترى فى معشوقها أجمل الناس وأكمل الناس وبذلك ترى ما لا يرى فترى فى عرج الحبيب خطرة الغزال ويصف التأتأة بأنها زقزقة العصافير..........
حتى إذا راحت السكرة وجاءت الفكرة وانقشع ضباب الخيال الجامح وعادت العيون إلى محاجرها لترى الواقع فإذا الصورة غير الصورة وإذا ثبات الحال من المحال .
هل يعنى ذلك أن القلب يجب أن يسير فى ظل العقل ؟
وهل يعنى ذلك أن المشاعر خادعة ؟
الحقيقة أن الإنسان لا يستطيع أن يحكم عقله طول الوقت .لأن للعقل منطقه الجامد وإذا ساد هذا المنطق حوّل الحياة إلى آلة تديرها القوى المحركة الخارجية وهذا أمر مرهق للغاية
لذا لا مفر للإنسان إلا واحة القلب يأوى إلي ظلا لها الوارفة فيتنفس الدفء والراحة .............وبدون هذا لن يستطيع مقارعة الحياة فى زمام العقل..
يعنى لابد لنا من حكمة العقل واتزانه ولا غنى لنا عن رقة القلب وافتتانه
وكلما كان المزج بينهما ناجحا كلما كانت النتائج باهرة
ونعود إلى البيوت لنؤكد أن الحب يتطور -مع الزمن والمسؤوليات -إلى واحب يخف حينا ويثقل أحيانا بمقدار ما يطفو القلب أو العقل .
ويظل الإنسان هو الإنسان مشدودا بين طرفيه . |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق