الجمعة، 24 يونيو 2011

أسباب تشويه صورة الإسلام فى الغرب--بول فندلى

أسباب تشويه صورة الإسلام في الغرب :

نستخلص هذه الأسباب من كلام المؤلف ، ومرئياته وبعض الوقائع الحاصلة :

1- دور اللوبي اليهودي في إعطاءالصورة السيئة عن المسلمين، وتصوير إسرائيل أنها دولة ضعيفة ، وأن العرب والمسلمين يهددون وجودها .

2- الحديث عن الأخلاق اليهودية والمسيحية في المجتمع الأمريكي ، وأنها الأخلاق العالية المقبولة ، واستبعاد وعدم ذكر الأخلاق الإسلامية ، ويذكر المؤلف لذلك عدة قصص ، منها : ما كانت تحكيه لهم معلمته في صغره ، عن المحمديين (أي المسلمون ) وأنهم بدو قساة القلوب لا أخلاق لهم ، وبسبب إحجام المسلمين أو غيرهم عن تصحيح هذا التصور ، أصبحت اليهودية والمسيحية في نظر الأمريكي أنموذجاً للتقدم والحضارة والأخلاق ، وأصبح الإسلام أنموذجاً للقوة المتخلفة والخطرة في الشرق العربي .

3- ربط الغرب الإسلام بالإرهاب والتعصب ، وإستعباد المرأة ، وانعدام التسامح مع غير المسلمين ، والعداء للديمقراطية ، وعبادة إله غريب وانتقامي .

4- خوفهم من خطر إسلامي متنام ، وخوفهم من الحرب الإسلامية الغربية القادمة، وتغذية اليهود لهذا الخوف ، حتى لا ينقص الدعم لإسرائيل .

5- نظرة الغرب إلى (طالبان ) أنها دولة إرهابية لا تحترم حقوق الإنسان ، (وقد تأثر المؤلف بما تناقلته وسائل الإعلام الغربية حول طالبان ) .

6- دعوة بعض المسلمين إلى قتل الأمريكين باعتبارهم أعداء ، وقد أشار المؤلف إلى وجود حذف في البرنامج ، وحذف بعض الكلام ، حيث كان التهديد إلى الجسم العسكري الأمريكي وذلك لوقوف أمريكا مع إسرائيل ، وقصف أمريكا للسودان وأفغانستان 1998م .

وكان العداء قد إزداد من قبل في عام 1996م بعد أنفجار اكلاهوما ، رغم أن الذي قام به غير مسلم ، فإن وسائل الإعلام قد استغلت الحدث في تشويه صورة الإسلام ، وازداد هذا العداء في عام 1999م عندما جاءت بلاغات إدارة كلينتون التحذيرية حول هجوم محتمل قد يشنه إرهابي مسلم في رأس السنة الجديدة !!

من صور تشويه الإسلام في الغرب :

من الصور التي أوردها المؤلف في تشويه صورة الإسلام ، هو ربط الأعمال التي يقوم بها المسلمون بالإسلام ، حيث يورد المؤلف أن هناك العديد من المنافقين بين قادة المسيحيين، لكن الإسلام بخلاف الأديان الأخرى يربط في الأخبار والتقارير والمقالات بالعنف باستمرار ، حيث أنه من النادر ما تذكر ديانة الفاعلين عندما ترتكب أعمال مروعة على أيدي أناس ينتمون إلى ديانات أخرى ، فلم تنشر التقارير مثلاً عن المذابح المرتكبة ضد أبناء كسوفا بأنها أعمال أرتكبها الصرب الأرثوذكس ، وأن الفلسطينين يقتلون بأيدي اليهود. ومن تلك الصور ، إصدار بعض الأفلام عن الإرهاب وربطها بالإسلام مثل فيلم (الجهاد في أمريكا )، حيث كان هذا الفيلم خليطاً من التكهنات السوداء والغمز التحريضي ، ومشاهد خاطفة مقلقة لأناس غرباء مسعورين ينشدون الأناشيد الغريبة بصوت عال ، وقد نشر هذا الفيلم ضباباً من الرعب في أنحاء البلاد ، وولد عدم ثقة بمسلمي الولايات المتحدة .

الأسباب التي جعلت المؤلف يهتم بالإسلام :

من خلال استعراض الكتاب نجد أن المؤلف كانت له عدة أسباب للاهتمام بالإسلام وهي :

1- قضية فلسطين ، وصراع اليهود معهم ، وانحياز أمريكا مع إسرائيل ، وهجماتها ضد لبنان وإزداد هذا الاهتمام بعد كتابه (من يجرؤ على الكلام ) .

2- الافتقار إلى الحقائق عن الإسلام ، واعتماد الناس على حقائق مغلوطة عنه ، فهذا مما حدى بالمؤلف إلى مقابلة الشخصيات الإسلامية ، والتحادث معهم والتعرف على الإسلام عن قرب .

3- اهتمام المسلمين بشعائر دينهم خاصة الصلاة ، وقد ذكر المؤلف عدة قصص جذبته إلى التعرف على هذا الدين ، ومنها أنه لما كان ماراً بالقرب من مدينة الرياض عام 1988م شاهد راعياً يركع بمفرده مؤدياً صلاة الظهر ، ثم لاحظ داخل المدينة رجلاً يصلي صلاة العصر بمفرده داخل ورشته . وغيرها من القصص التي ذكرها .

4- لقاؤه برجال الأعمال المسلمين الذين كانوا محافظين على شعائرهم الدينية حتى داخل مكاتبهم ، وقد ذكر المؤلف عدة مواقف معهم في المملكة العربية السعودية.

5- اهتمام المسلمين بالقرآن الكريم وحفظه، بعكس المسيحية ، حيث شاهد عدة مسلمين يحفظون القرآن عن ظهر قلب ، بعكس المسيحيين أو حتى القساوسة الذي لا يحفظون الانجيل ، أو فصلاً من فصوله .

6- اعتراف المسلمين بالأديان الأخرى اليهودية والنصرانية .

7- انبهاره بما سمعه عن الحج ، وما فيه من تجربة المساواة بين الأجناس .

8- حسن الضيافة والكرم الذي يتمتع به المسلمون تجاه أضيافهم .

9- الترابط الأسري بين أفراد الأسرة المسلمة ، ورعايتهم لكبار السن وتكريمهم واحترامهم ، ومعارضة كثير من المسلمين ايداع آبائهم وكبار السن في دار الرعاية والعجزة ، بعكس المجتمعات الغربية .

من النتائج التي توصل إليها المؤلف :

لقد كتب المؤلف هذا الكتاب كما ذكر ليس من أجل هداية الكفار إلى الدين الإسلامي ، وليس إلى تصحيح فهم الدين الإسلامي فهماً صحيحاً ، ولكن الهدف منه إزالة الصورة المشوهة للإسلام لخلق تعاون وتفاهم وتسامح مع الأديان الأخرى ،ثم إن هناك أمراً مهماً نبه إليه الكاتب ، ونحن ننبه له أيضاً حتى لا يقع القارئ في لبس من بعض الأفكار التي يطرحها المؤلف ، وهذا التنبيه هو قوله (إنني أقدم الإسلام في هذا الكتاب كما يفهمه أولئك المسلمون العاديون ، في حين أنني أعرض فيه نقاط اختلافهم بشأن بعض مسائل العقيدة والممارسة ، أعرض وحدتهم حول المبادئ الأساسية التي تتقدم على كل ما عداها.)

فمما تقدم من كلام المؤلف وبعد استعراض الكتاب ، نجد أن المؤلف قد يقابل بعض المسلمين أو كثيراً منهم ، ممن يفسرون بعض نصوص الشرع مع ما يواكب بعض المجتمعات الغربية ، أو محاولة انهزامية أمام بعض الدعاوى الغربية ، مثل قضية الحجاب ، والزواج من الأربع على ما سنعرضه في الملاحظات ، والمقصود أن المؤلف عرض الإسلام وأنصفه بصورته العامة أنه دين عظيم ودين رحمة ، ودفع عنه الاتهامات الباطلة التي وجهت إليه بصورة عامة ، وأنه قد يفسر بعض الأمور بأنها من الإسلام وهي في الحقيقة ليست من الإسلام بسبب تصرفات وعرض بعض المسلمين لها أنها من الإسلام ، مثل رؤيته لبعض المسلمات غير محجبات ، أو ما قيل له من بعض المتساهلين ، ثم إنه قد يدافع بشكل غير مباشر عن بعض القضايا التي تبناها الإسلام وتخلى عنها بعض المسلمين مثل الحجاب، والزواج بالأربع ، بأن ذلك كان موجوداً في الديانة النصرانية ، ولا تزال بعض الطوائف تعمل به ، وسوف نذكر في الملاحظات جملة من الأمور التي ذكرها ، أو عملها بعض المسلمين في أمريكا وغيرها ظناً منهم أنها دفاع عن الإسلام ، وفي حقيقتها أنها تنازلات .



وسوف نستعرض الآن بعض النتائج التي ذكرها المؤلف متناثرة في الكتاب بعد استخلاصها وترتيبها :

1- إن الإسلام دين متأصل في السلام والانسجام ، والمسؤولية العائلية ، واحترام الأديان والتواضع لكل البشر ، وإن الإسلام دين عالمي متعدد الثقافات والأعراق .

2- يرى المؤلف أن الإسلام الذي يجب أن يكون هو الإسلام (التنويري) الذي يمكن أن يتقارب مع الأديان السماويةالأخرى في العقيدة وغيرها ، والظاهر أن المؤلف قد يتبنى هذا الرأي ، وإزداد تنبيه بعدما وجد من بعض المسلمين الدعوة إلى التقريب بين الأديان .

3- من النتائج التي توصل إليها المؤلف من خلال دراسته للإسلام والتعرف عليه ، أن مبادئ الإسلام ومبادئ الحكم الإسلامي تعزز الدستور الأمريكي أكثر مما تهدده .

4- يرى المؤلف أن الإسلام يمكن أن يزدهر في الولايات المتحدة ، وذلك من خلال دستورها الذي يعين المسلمين على أداء شعائرهم ، وحرية العبادة ، بل حتى إنه يقول أن دستور الولايات المتحدة يحتوي على عناصر أساسية في نظام الدولة الإسلامية ******** **************.

5- إن الإسلام أعطى المرأة حقوقها ، ومعظم التمييز الناشئ إنما هو عن العادات الوحشية وعن الشوفينية الذكورية لا عن الكتاب والسنة ، وإن الإسلام أعطى المرأة حقوقها ، وجاء بتحريرها من عبودية الجاهلية .

6- إن الإسلام أعطىحق الطلاق (لزوجين غير مؤتلفين ) ،ويرى أنه أفضل من الاستمرار ، بعكس الكنيسة الرومانية الكاثوليكية التي حرمت الطلاق على مدى القرون ، فأدى ذلك إلى أحد أعظم الانشقاقات في تاريخ المسيحية .

7- تميز المسلمون عبر الزمن بالحفاظ على تقاليدهم وأصالتهم السابقة ، رغم التطور الحضاري والانفتاح ، بعكس الغربيين الذين تخلوا عن كثير من تقاليدهم ومبادئهم .

8- من استنتاجات المؤلف حول دول المسلمين في أمريكا ، وتأثيرهم على نتائج الانتخابات الداخلية ، والانتخابات النيابية والرئاسية ، حيث أظهر مدى فعالية الجالية الإسلامية في انتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة ، ونقل عن بعض المحليين أن المسلمين الناخبين ، إذا أظهروا إنضباطاً في مثل هذه الانتخابات المتقاربة ، وجعلوا طائفتهم تقبل على الانتخابات ، ثم صوتوا ككتلة واحدة ، وأعلنوا عن تصويتهم ، فإن الولايات المتحدة لن تكون أبداً هي نفسها التي تعرفها اليوم ، ويمكن أن يمارسوا ضغطا سياسا مستقبليا ، وعرض المؤلف أنه بعد الخطوات التي أدت إلى تنسيق موقف المسلمين ككتلة واحدة ، أورد تحليلاً من مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية مفاده (أن جميع المرشحين الذين انشغلوا بمهاجمة المسلمين في حملاتهم الانتخابية منوا بالهزيمة ، وكان للمسلمين الفضل في صعود الرئيس (بوش الابن ) إلى الرئاسة ، وأن فارق أصواتهم في ولاية فلوريدا هي التي أنقذت الرئيس من الهزيمة ، وكان هذا كله نتيجة العمل المضني في السنوات السابقة بتوحيد تكتل المسلمين من قبل قيادات الاتحادات الإسلامية ، وخلص المؤلف إلى أن المد الإسلامي سيكون أكبر في الانتخابات المقبلة إذا راعينا نسبة المواليد عند المسلمين التي تفوق المعدل .

9- عرض المؤلف بصورة منصفة وحيادية ، أن الحكام المسلمين لم يمارسوا من الاضطهاد الديني ، في وقت من الأوقات ، ما يقارب المعاناة المريعة التي قاساها غير المؤمنين في محاكم التفتيش المسيحية ، ولا ارتكب الحكام المسلمون ما يشبه المجازر الجماعية التي ارتكبها الصليبيون المسيحيون بحق المسلمين ، ولم تشهد عهود الإسلام أي سلطة إسلامية دينية تنظر في إيمان المرء وتمحص في التفاصيل التافهة كما تجرأت على فعله محاكم التفتيش المسيحية .

10- من أسباب بقاء الأنماط المعادية للإسلام في أمريكا هو واقع المسلمين الأمريكيين الذين مازالوا غير منظمين إلى حد بعيد ، ولم تتبلور قياداتهم الوطنية إلا مؤخراً .

11- ومن أسباب ذلك أيضاً : أن المسلمين ليس لهم تأثير يذكر في قررات تغطية الأخبار بأي وسيلة من وسائل الإعلام ، وقلة الناطقين بإسم الإسلام ، حيث أن الأمر يكيين لا يعرفون إلا زعيم (أمة الإسلام) مع أن كثيراً من المسلمين لا يعتبرونه كذلك .

توقيع » المـــشعل

[
قديم 02-12-2005, 15:44  
&الــمــــ ج ـــــد&
لـوبي ممـيز

الصورة الرمزية &الــمــــ ج ـــــد&


الملف الشخصي
رقم العضوية : 30538
تاريخ التسجيل : 25-01-2005
الدولة :
المهنة :
الاهتمامات :
المشاركات : 2,464
الرصيد المالي : 0 ريال [كافئني]
المستوى : 0
المستوى القادم : يحتاج 0 ريال
النشاط : 0

&الــمــــ ج ـــــد& غير متصل

افتراضي مشاركة: من كتاب لا سكوت بعد اليوم ل (بول فندلي)...

السلام عليكم

مشكور اخوي على الموضوع وكتب المستشرقين فيها الحسن وفيها القبيح

لاننسى انهم من الف كتاب المعجم المفهرس لالفاظ الحديث الذي خدم طلبة العلم خدمة جليله
استوقفتني هذه العبارة
ربط الأعمال التي يقوم بها المسلمون بالإسلام ، حيث يورد المؤلف أن هناك العديد من المنافقين بين قادة المسيحيين، لكن الإسلام بخلاف الأديان الأخرى يربط في الأخبار والتقارير والمقالات بالعنف باستمرار ، حيث أنه من النادر ما تذكر ديانة الفاعلين

ليست هناك تعليقات: