السبت، 14 يناير 2012

الجوامع والجامعات

احتفل الشعب التونسى بالعيد الأول لثورته الرائدة .ولفت نظرى كلمة قالها أحد التوانسة لإذاعة الB B C قال:(قبل الثورة كان التوانسة يذهبون إلى الجامعات وبعدالثورة صاروا يذهبون إلى الجوامع ) وهو بذلك يشيرإلى وصول حزب النهضة إلى السلطة
.ويبدو أن له موقفا معارضا لحزب النهضة .
ومن حق كل إنسان أن يرى ما يشاء.ولكن المشكلة فى هذا الخلط 
الخاطىء بين المفاهيم .فالكثيرون لايريدون أن يفهموا الفارق بين 
 مفهوم الدين فى الإسلام ومفهوم الدين فى المسيحية الغربية رغم 
وضوح هذين المفهومين لمن يريد أن يعرف .
وقد قلنا وقال غيرنا كثيرا :إن الكنيسة الغربية كانت حربا على حرية الفكر مما اضطر المفكرين هناك إلى الثورة على السيطرة 
الكنسية إلى العلمانية .بيما الإسلام ليست فيه هذه النزعة التسلطية 
بل يحث بشدة على إعمال النظر والفكرواعتبر التفكر ساعة خيرا 
من عبادة ستين سنة واعتبر الرجل العابد أحمق عندماأغلق باب 
التوبة أمام القاتل بينما امتدح العالم الذى نصحه بتغييرالمناخ .
إذن لامجال مطلقا للمقارنة بين الجامع والكنيسة فليست للجامع سلطة كهنوتية وللمسلم مطلق الحرية فى ترك جامع إلى جامع وله 
كل الحرية فى أن يعترض على إمام دون أن يحرم من رحمة الله .
ومن هنا كان الأخ التونسى غير منصف فى مقالته تلك .وليس فى 
الذهاب إلى الجوامع ما يتعارض مع الذهاب إلى الجامعات بل إن 
الجوامع تشد على أيدى الجامعات وتعدها طرفا رئيسا فى النهضة 
الفكرية .
فيا شباب الأمة ..أيها الفيلق الثائر كونوا أكثر دقة ولا تخلطوا المفاهيم حتى لاتتعثر أقدامكم على الطريق.

ليست هناك تعليقات: