0 |
هل أتى على أوربا حين من الدهر لم تكن شيئا مذكورا؟ نعم كان ذلك فى العصور الوسطى حين كان ظلام الجهالة والتعصبوالهمجية تلف القارة وكان سفك الدماء السمة البادية على علاقات الناس .وفى تلك العصور الكئيبة كانت شمس الإسلام سراجا وهاجا على السواحل الجنوبية والشرقية للبحر المتوسط وما وراءهازوعاشالقوم أعصرا زاهرة من السلام والتقدم الشامل والعلاقات الإنسانية .وشاء الله أن ترسو أمواج الدين الجديد على شواطىء جنوب غرب أوربا وأصبحت الأندلس مثابة للناس وأمنا وموئلا للحضارة الرائدة الزاحفة بنورها وخيرها إلى العالم .واستفاقت الكنيسة الغربية على روح عاتية تدق أعناقها فهذا دين جديد لاقداسة فيه لبشر ويعلن فى جلاء "كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون " لقد كانت صيحة داوية (الكمال لله وحده ولاعصمة لبشر) يا ألله .حتى الأنبياء يخطئون ويصوب الله لهم ...وعلى قدر ما ارتاعت الكنيسة ارتاحت العقول التى كانت تحاول أن تقول شيئا جديدا فتكبتها الكنيسة بالحرق والخنق ....الآن حصحص الحق وجاء من يقول للعقل :اقرأوارتق "اقرأ باسم ربك الذى خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذىعلم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم " ويقول للإنسان :"تفكر ساعة خير من عبادة ستين سنة "...وافتتن القوم بهذا المد العظيم وانداحت أفواجهم إلى الأندلس يتعلمون ويعيشون العلم فى حياة الناس وفتحوا أعينهم على أمور لميكونوا يعرفون عنها شيئا ...وجدوا المسلمين وقد تعلموا علم من كان من قبلهم من اليونان والروم والفرس والمصريين وغربلواهذه المعارف وأضافوا إليها وصاغوا منها حضارة جديدة آتت أكلها بإذن ربها .وشهد القرن الثالث عشر أول تلميحات عن الفكر الجديد (العلمانية ) على يد /مارسيل البدوانى الذى دعا إلى استقلال الملك عنالكنيسة وقد كان البابا هو المهيمن على الحياة يعين الملوك ويعزلهم .ثم جاء القرن الخامس عشر ليسجل نقلة نوعية حين كتب /جيوم الأوكامى عن فصل السلطة الزمنية (الملك) عن السلطة الروحية.(الكنيسة ) |
الاثنين، 16 يناير 2012
تاريخ العلمانية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق