الأربعاء، 14 يوليو 2010

الشريعة بين الاجتهاد والانقلاب

لإسلام بين الاجتهاد والانقلاب

هل تريدأن تطورنفسك ؟كيف؟
هل يمكن أن تفتح صفحة جديدة تمامابحيث تدير ظهرك لكل ماضيك ؟
إن مضمون كلمة (تطوير)تعنى أن هناك أساسا ما
وأن حوله معطيات لم تعد صالحة لذا فأنت تبحث فى تحديث أى تطويرهذه المعطيات .
مثلا..مثلا رجل يريدأن يطورنفسه ماذايمكن أن يفعل ؟تعالوا نتصور معا...
يمكن أن يلبس (باروكة)حريمى ويرسم حواجبه
ويلبس قرطا وعقدا وأساور وملابس تكشف عن
صدره وظهره وفخذيه طبعا بعد أن ينعم بشرته
ثم يقوم من بعد ذلك بتطرية صوته والتدلل فى الحديث .
هل يعتبر ذلك تطويرا ؟
وهل يظل هذا المخلوق رجلا ؟أم يكون نوعا آخر؟
لاشك أن هذا مسخ لاتطور .
أما التطور فهو أن ينطلق من أساس ثابت هوأنه
رجل ولكن -والمهم ما بعد لكن- يقيده كسله أو فقره أو جهله أو إعاقته ,وهنا يبدأ جهده فى تطوير نفسه وإصلاح حاله .
تقول لى :مامناسبة هذا الكلام ؟
أقول :تلك المعركة الضارية والمفتعلة حول تطوير الشريعة الإسلامية ,وأن هذا مستحيل طالما تمسك (الظلاميون)بعلوم السلف وأقوالهم
ولاسبيل إلى التطور إلا بنبذ(السلفية)فكراوطريقة
واتباع (المنهج العقلى)وتحكيمه فى كل الأمور
باعتباره المرجعية المثلى .
وبهذاالخصوص لابد من تسجيل هذه الملحوظات:
:أن (التنويريين)-كمايسمون أنفسهم-يفهمون
(السلفية)الإسلامية كما يفهمون السلفية الغربية
وهذاخطأ فادح ورطهم فى حكم فاسد,لأن الدارس
المبتدىءيعلم أن السلفية الغربية وقفت حاجزاضد
العلم والتطور,واستبدت الكنيسة برأيها وأقحمت
نفسها فيما ليس من شأنها وهذا جعل الناس-فى
الغرب-وجها لوجه أمام أحد خيارين :إماالكنيسة
بجهلها وقيودها وإما العلم بتحرره وانطلاقه ولم
يطل اختيار القوم فقد اختاروا العلم وطلقوا الدين.
وقد قلنا وقال غيرنا كثيرا:الأمر مختلف تماما مع
(السلفية الإسلامية).
ولابد من التساؤل :ما معنى هذا المصطلح؟ السلفية الإسلامية ؟
هل هى فترة حياة الرسول صلى الله عليه وسلم
والصحابة والتابعين وتابعيهم ؟
إذا كان الأمر كذلك فالمعلوم يقينا أن تلك الفترة
حفلت بالإنجازات العلمية على كافة الأصعدة فى
العلوم النظرية والعملية ,والمنصفون من مفكرى
الغرب يقرون بأن النهضة العلمية الإسلامية كانت أساسا لانطلاق الحضارة الغربية .
وإذا كان المقصود بالسلفية الإسلامية فترة إغلاق
الاجتهاد بعد القرن الرابع الهجرى وما تبع ذلك من ركود تشريعى وتخلف فى ميادين الحياة مما
أدى إلى انتقال راية الحضارة إلى الغرب,فإن علماءالإسلام ومفكريه سبقوكم لإدراك تلك الحقيقة وتشريحها واستنكار إغلاق باب الاجتهاد
بل أعادوا فتحه من جديد وهناك اجتهادات معلومة وجادة فى إعادة طرح (الفقه الإسلامى)
وربطه بواقع الحياة المعاصرة .
فما الجديد فى الموضوع ؟
إذا كان -التنويريون-وأناأسمح لنفسى أن أسميهم
مفترضا حسن نواياهم- غير الدارسين .أقول:إذا
كانوا يريدون التطوير فليست السلفية الإسلامية
بمعناهاالأول خصما لهم ,وإذا كانواينظرون إلى
السلفية بمعناها الثانى على أنها عائق فإن فقهاء
الأمة يرون أن مفكرى هذه الفترة تحت المجاهر
والمشارط وهذا واضح تمامافى تناول كبارالعلماء
لفكر تلك الفترة ويمثل هذاقول الشيخ(محمد الغزالى)رحمه الله تعالى عن الإمام(السيوطى)
رحمه الله تعالى :[حاطب ليل]وهذا القول ليس
غضا من قيمة الإمام السيوطى العلمية ولكنه إشارة لظروف عصره الذى أجبر العلماء على جمع التراث كيفما اتفق وعلى محققى الأجيال القادمة تنقيح هذا التراث .
بل إن علماء الأمة لايعدون الصحابة والتابعين
معصومين وهذا واضح من كلامهم .
ورغم كل ذلك اتفق علماء الإسلام جميعا على
ضرورة الحفاظ على الثوابت .
وهذه هى النقطة التى لايفهمها إخواننا المجادلون
غير الدارسين أو لايريدون أن يفهموها.
إنهم يريدون أن يبدأوا من نقطة الصفر,وينقضوا
الأساس بدلا من أن يبنوا عليه .
وخطورة ذلك أن الأمة ستتحول إلى مسخ مثل هذا
الرجل الذى ضربنا به المثل فى بدء الحديث.
ترى لو حدث هذا -لاقدرالله-هل ستتقدم الأمة ؟
وهل عندما نتحول إلى نسخة شائهة من دول الغرب سنكون متقدمين ؟أم أننا سنكون كالبضاعة
المقلدة ؟وهل ساعتها سنظل مسلمين ؟
إن هؤلاء القوم -غير الدارسين-يعادون الإسلام
تحت عباءة التطور.وهم لايستطيعون المجاهرة
بنبذ الإسلام .ولهذا يلتفون حوله ليفرغوه من
مضمونه وليجعلوه دينا متحفيا مكانه المساجد
أما سياسة الحياة وارتياد ميادينهافذلك -فى زعمهم -شأن العقل والمصلحة ,وكأن الإسلام فى
عداء مع العقل والمصلحة .
القضية -أيهاالمسلمون-قضية الإسلام ذاته وهى
تتطلب منا :الوعى والصبر والثبات .


ليست هناك تعليقات: