الجمعة، 30 يوليو 2010

مع سورة(العصر)-9

افتراضي مع سورة(العصر)9

"وعملوا الصالحات"
القلوب مخبأة فى الصدور,تنطوى على الخير والشر,ولاينبىءعن المخبرإلاالمظهر,والمظهر هو
العمل ,سواءأكان عمل اللسان أم عمل الجوارح .
وصدق الشاعر:
إن الكلام لفى الفؤاد وإنما
جعل اللسان على الفؤاد دليلا
إذا لابد من عمل صالح ليدل على القلب الصالح
ولذا عرف علماؤنا القدامى الإيمان بأنه(ماوقرفى
القلب وصدقه العمل),وعلى هذافقول الإنسان:أنا
مؤمن يظل مجرد دعوى تفتقر إلى برهان عملى
هو (العمل الصالح).
ولكى يكون العمل صالحا لابد من توافر شرطين:
الأول:إخلاص النية لله,حتى يبرأ العمل من النفاق
الثانى:أن يكون العمل موافقا للشرع .
أى أن حسن النية لايكفى لصلاح العمل,لأن هناك
ضوابط لابد من مراعاتها.
ولابد أن تعلم -يا رعاك الله-أنك حين تعمل تأخذ
البعد الاجتماعى أى مواقف الآخرين من هذاالعمل
وأثره عليهم ,أى أن هناك موازنة بين صالحك
وصالح الآخرين ,وهذه الموازنة يحكمها حكم عدل فوق كل الأطراف وهو الشرع الشريف.
وهذا العمل الصالح يراعى صلاحك وصلاح من
تتعامل معه ,وعلى هذايجب أو ينبغى أن يكون
مقبولا .
ولكن الأمور لاتسير هكذا دائما ,ففى كثير من الأحيان لايقبل العمل الصالح,لأنه يتعارض مع
النفوس الخبيثة ,لأنه يعريها ويكشف عوارها
فهى تكرهه وتحاربه دفاعا عن مصلحتها.
وبالتالى يكون العمل الصالح عبئا على صاحبه
وهنا يبرز دور(إخلاص النية),فهذا الإخلاص هو
الذى يمنح صاحبه القوة اللازمة للعمل,ويقوى
عزمه على الإنجاز وتجاوز المعوقات لأنه حين
يعمل لايبتغى إلا وجه الله .
إن العمل الصالح تحرك فعلى ضد الفساد,فلا عجب أن نرى الفساد ينتفض دفاعا عن كيانه وما
دام فسادا فسوف يلجأ إلى كل الوسائل ولن يراعى شرفا ولا نبلا فى الوقت الذى يحرص فيه
العمل الصالح على الشرف والنبل ,ومن هناتكون
شراسة المعركة .
ومما يزيد الموقف صعوبة أن أهل الفساد أكثر وأقوى "وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين"
يوسف 103"وإن تطع أكثر من فى الأرض يضلوك عن سبيل الله"الأنعام 116
هل رأيت ؟إن المعادلة صعبة ,أنت تريدبذل الخير
ولاتريدعليه أجرا,ولكن هذا الخيريسلب الآخرين
مكاسب ظالمة ,وليس لك إلا أحد خيارين:إما أن
تؤثر السلامة وتمشى (جوار الحائط),وإما أن تصر على بذل الخير مهما كانت التكاليف .
فإذا اخترت المواجهة فمن الحكمة أن تتسلح بما
يلزم من وسائل الدفاع عن نفسك وعن الخيرالذى
تبذله ,وعليك أن تتوقع النجاح وأن تقبل الفشل
لتعيد الكرة بعد الكرة حتى يتحقق وعد الله .
وإذا كنت صادقا فى عمل الخير فلن تظل وحيدافى
الميدان ,وتأكد أن الخير له جاذبية تجذب القلوب
الخيرة وإن كانت قليلة ,وهذه الفئة رغم قلتها لا
يستهان بها,وضراوتها فى أثناء القتال لاتقاوم وقد سجل تاريخ البشر أن النصر فى النهاية للخير "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله"البقرة 249
إذن المعركة ليست فردية,وكل فئة تتعصب لنفسها ولابد من ميثاق تقوم عليه العلاقة بين
أهل الخير,هذا الميثاق يقوم على أن يحمل أهل
الخير هموم دعوتهم ويبنون جسر التواصل والتناصر بينهم ويكون ذلك أولا(بالتواصى بالحق
وهو موضوع حديثنا القادم إن شاء الله.

ليست هناك تعليقات: