الجمعة، 23 يوليو 2010

مع (سورة (والعصر)-3

افتراضي مع سورة (والعصر)-3

المعنى الثانى
العصر بمعنى :آخر النهار
هذه الفترة القصيرة هى أقصر فترات اليوم وقدجاء
فى الحديث الشريف مثل عظيم يجدر بناأن نتفهمه:
صاحب عمل كلف بعض العمال أن يعملواله من الصبح إلى الظهر على أن يأخذ كل منهم دينارا.
ثم كلف مجموعة أخرى بالعمل من الظهرإلى العصر على أن يكون أجر كل منهم دينارا.
ثم كلف مجموعة ثالثة بالعمل من العصرإلى المغرب على أن يكون أجر كل منهم دينارين .
فاعترض الفريق الأول والثانى وقالوا:كيف نعمل
فترة أطول ونأخذأجراأقل؟بينما عمل الفريق الثالث فترة أقل وأخذ ضعف الأجر؟
يقول الله تعالى -فى هذاالحديث القدسى-:هل ظلمتكم من أجركم شيئا ؟قالوا:لا.قال:فذلك فضلى
أعطيه من أشاء.
فى هذا الحديث القدسى إشارة واضحة تقول:
أيهاالإنسان :ما حياتك إلا هذه الفترة اليسيرة فإذا
أحسنت العمل فيها أعطاك الله تعالى من فضله ما
شاء .
أيها الإنسان :أليس عمرك ساعة ؟فلماذالاتجعلها
طاعة ؟
أيها الإنسان :هذا ربك الكريم يحببك فيه ويحثك
على التقرب إليه بإعطائك أجزل الثواب على أقل
الأعمال .
وهذه منحة منحها الله لأهل الإسلام تكريمالأمة
آخر الزمان ,هذه الأمة التى تشمل كل إنسان على
وجه الأرض يشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا
رسول الله .
أيها الإنسان :إذا كانت حياتك قصيرة ولمحة يسيرة فهى أحق أن تعاش بالطول والعرض والعمق ولن يكون هذا إلا إذا كان لكل لحظة فيها
معنى وهدف ,إنها لحظات ثمينة جدا لأنها إذا ذهبت هباء كانت خسارة فادحة لأنها لن تعود .
إنه عمرك يتسرب من بين يديك وأنت تنظر ببلاهة كأن الأمر لايعنيك ,بينما الذى تخسره هو
عمرك أنت الذى لايمكن تعويضه .
فهل من العقل أن تخسر عمرك دون مكسب ؟
بل تخسر عمرك بخسارة آخرتك ؟
إن َتَفكّر الإنسان فى العصر بهذاالمعنى (آخر النهار)يجعله لايفكر فى تفاهة الحياة بل على العكس تجعله يأخذ الأمر مأخذ الجد ويعد لكل شىء عدته حتى يفيد أقصى فائدة من هذه المدة
القصيرة ,لأن الحياة غالية غالية وحرام أن تضيع فى أمور رخيصة رخيصة .
إن القضية ببساطة كما قد قيل :
(الدنيا ساعة فاجعلها طاعة ).



ليست هناك تعليقات: