مع سورة (والعصر)-2
المعنى الأول العصر-الزمان كله (الماضى والحاضر والمستقبل) هذا المحيط الزمنى الذى يتحرك الإنسان بداخله,أما الماضى فقد عاشه الإنسان بالفعل ولذافهو على دراية كاملة به ويمكنه الحكم له أو عليه ,والمستقبل الذى سوف يأتى وهو غيب لايدرى الإنسان كيف يكون ,ووسائل السيطرة عليه محدودة وقد تكون مستحيلة,ولهذا كان موقف الإنسان منه موقف المترقب . والحاضر:هو الوقت الذى يعيشه الفرد فعلا وهوحين يمارس الحياة فيه لايشغل نفسه بالحكم عليه ولكنه فقط يقتاته -إن صح التعبير-والذى يأكل لايمكنه الحكم على مايأكله إلا بعد أن يتذوقه ولهذا كان الحاضر مرحلة تذوق يأتى الحكم بعده ........................... وحين يقسم الحق جل وعلا بالزمان -بهذا المعنى فهو سبحانه يرسل رسالة إلينا تقول : أيها الإنسان هذه حياتك كلها ماضيك وحاضرك ومستقبلك فى يدى لافى يدك حتى حاضرك ليس إلا لحظة وماضيك لحظة مضت ومستقبلك لحظة قادمة ,فماذا تملك من هذا الإطار الزمنى الذى لا تستطيع الإفلات منه ؟ فهل لديك حل للتمرد على سيطرة الزمان ؟ وهل تعلم أن زمانك هو عمرك ؟هذه السنوات التى تعيشها من الميلاد إلى الممات ؟وأنت-طبعا- لم تولد باختيارك ولن تموت باختيارك وما دام الأمر كذلك فليس أمامك إلا طريق واحد أن تلقى قيادك إلى مبدع الزمان مبدع حياتك لأنه القادر عليك شئت أم أبيت ,فلماذا تتعب نفسك بالشغب عليه ؟إنك تعاند نفسك وتبدد طاقاتك ثم لن يكون فى النهاية إلا مايريد هو جل جلاله . أليس الأحكم والأربح والأجدى أن تلزم حدك وتجعل ربك تجاه وجهك فتريح وتستريح وتربح؟ ........................... إن القسم الإلاهى بالعصر -بهذا المعنى- يرسل هذه الرسالة العميقة ولن يفقهها إلا من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد . ندعو الله تعالى أن نكون -أنا وأنت- من هؤلاء. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق