الاثنين، 5 يوليو 2010

الزواج والعروبة والتطبيع

لزواج والعروبة والتطبيع
هل يجوز الزواج الآن من اليهودية التى تعيش فى
فلسطين المحتلة ؟
وهل تجب زيارة القدس من أجل الحفاظ على عروبتها ؟
وإلى أى مدى يجوز تطبيع العلاقات مع الصهاينة؟
أما عن زواج الصهيونية
فقد سئل اثنان من فقهائنا عنه فأجاب أحدهما بأن
ذلك جائز بمقتضى آية سورة المائدة"اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذاءاتيتموهن أجورهن محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان "الآية الخامسة.
وقال الآخر:إن هذا الزواج حرام الآن لما يستتبعه من المفاسد من تكثير العدو لأن قوانينهم تجعل أولاد اليهودية يهودا ولأنه يجعل لهؤلاء ميراثا وحقوقا فى مصر تشمل ملكية العقارات وغيرها
مما يمكن لهم فى بلادنا .
وكلا الشيخين على حق .والأول أفتى بمقتضى النص ,والثانى أفتى بمقتضى الحال ,ولكن الثانى
أحكم وأصوب وأفقه لأن النص لايمكن أن ينفك عن الواقع بحال ,وإذا فصلنا النص عن الحال فما
جدوى النص إذن ؟إننا بدون قصد نحوله إلى نص متحفى تاريخى فى حين أنه صالح لكل زمان
وعلى هذا فالقول الذى لايصح خلافه :
منع هذا الزواج
وأما عن زيارة القدس
بدعوى حماية عروبتها فهذا أمر عجيب لأن هذه
الزيارات تعنى :
-تكريس الاعتراف والتطبيع مع الكيان الغاصب
بالوقوف أمام سفاراته للحصول على تأشيرات الدخول ,ثم تأكيد ذلك مرة أخرى بالتعامل معهم
داخل فلسطين والقدس على أنهم أصحاب الأرض والرأى .
-سوف تفهم هذه الزيارات حتى على النطاق العالمى على أنهازيارة قوم للأماكن المقدسة لديهم وهاهى -إسرائيل-الدولة المتحضرة لاتمانع
فى هذا بل تيسر لهم كل السبل ,وبهذانقدم دعاية
مجانية كبرى للصهاينة .
أما إذا أردنا حماية عروبة القدس حقا فذلك يكون
عن طريق :
-تدعيم السكان العرب بالأموال لترميم مساكنهم
والبقاء فيهارغم مضايقات اليهود لهم لإجبارهم
على الرحيل .
-وفى نفس الوقت السعى لدى المؤسسات الدولية
لتضع شأن القدس موضعه اللائق خاصة وأن الأمم المتحدة مازالت حتى الآن لاتعترف بضم القدس الشرقية لإسرائيل ولا ندرى إلى أى مدى
سيستمر هذا الموقف الذى يجب على الأمة الاستفادة منه .
أما عن مدى منع التطبيع
مع الصهاينة فإلى كل مدى ,وإذا كانت بعض أو
كل الحكومات مضطرة -بحكم السياسة-إلى هذا
التطبيع فعلى الشعوب أن تفرغ هذا التطبيع من مضمونه ,ولتكن هناك سفارات لليهود فى بلادنا ولكن يجب أن تظل بنايات خربة لايسكنهاإلا أهلها بنايات محاصرة بالمقت الشعبى العارم .
ولتأت هذه المنتوجات الصهيونية المختلفة إلى
أسواقنا ولكن دون أن تمتد إليها يد حتى تفسد أو
تُرد وساعتها ستختفى تلقائيا.
ولتأت وفود صهيونية رسمية أو شعبية ولكن دون أن يستقبلها مواطن واحد اللهم إلا فى مكاتب الحكومة التى لن تمثل إلا نفسها .
إن التطبيع فى أدنى صوره خدمة كبرى للعدو سيجر إلى مزيد من الخطوات والنتيجة الحتمية
لذلك مزيد من القوة والتثبيت لهم ومزيد من الضعف والاستسلام هنا .
نعوذ بالله من ذلك .


ليست هناك تعليقات: