الاثنين، 26 يوليو 2010

مع سورة (العصر)7

افتراضي مع سورة (والعصر )-7

الخسر
يؤكد ربنا جل وعلا أن عموم الناس فى خسران
والمؤكدات هنا :
- أن الكلام كلام الله "ومن أصدق من الله قيلا"؟
-وإن وهى سيدة حروف التوكيد .
-واللام الداخلة على خبر إن .
-والجملة الإسمية التى تفيد بأصلها الثبوت .
-والتعبيرب(فى)خسر الذى يشعرك بانغماس هذا
الإنسان فى بئر الخسار التى ليس لها قرار .
كل هاته المؤكدات تقررأمرا مفزعا هو تردى هذا
الإنسان فى هاوية الخسران .
فأى خسران هذا ؟
هل هو فقدان الثروة والوقوع فى براثن الفقر؟وما
أدراك ما الفقر ؟
أم هو فقدان الصحة والوقوع فريسة للمرض المذل ؟
أم هو فقدان الهوية والضياع فى تيه الضلال؟
أم هو فقدان السلطة والارتداد إلى صفوف العوام
المقهورين ؟وهذا هوان لايحس به إلا من فقد السلطان .
إنه أكثر من هذا وأكبر .
إنه فقدان الحياة الباقية الدائمة .
إنه فقدان كل شىء دون مقابل على الإطلاق .
نعم .فهذا الذى خسر نفسه خسر كل شىء ولو ربح العالم كله ,ولكنك لو تأملت قليلا لأدركت أنه
لم يربح دنياه أيضا ,وإنما وقع ضحية وهم كبير
زائف بأن الدنيا ملك يديه ,وهو يخدع نفسه لأن
يديه أضعف وأصغر من تقبض على الدنيا,ولأن
الدنيا فى الحقيقة هى التى تحتويه وتقبض عليه
وهو مسكين يضحك وعنقه تحت السكين ,حتى
إذا ما حان الحين تلفت حوله فإذا هو صفر اليدين
وإذا هذه الدنيا التى ظن أنها ملكه تخرج لسانها
له وتنسل أمام عينيه لتتراقص أمام غيره وتعود
لتلعب نفس الدور الذى لعبته معه ولايجد إلاأن
يزفر من كل جوارحه :يا للضيعة والخسران .اا
نعم .لقد خسر الآخرة "وإن الدار الآخرة لهى الحيوان لو كانوا يعلمون "العنكبوت 64
ولكن هل حكم الخسران هذا حكم نافذ على كل إنسان لانقض له ولا مفر منه ؟
لا.بل هناك استثناء ,والاستثناء يكون دائماللقليل
من الكثير فإذا كان الأكثرون هالكين خاسرين فإن
الأقلين ناجون .فمن هؤلاء الناجون ؟
إنهم "الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصوا
بالحق وتواصوا بالصبر".
ماهذا كله ؟إنها جبال يجب اجتيازها,وبحار لابد
من عبورها .
ولكن يارب الرحمة والفضل ,لماذا هذه التجربة
المرة ؟ لماذا لاتدركنا رحماتك فتكون المسالة رخية هنية ؟لماذا هذه المعاناة ؟
أيها الإنسان الكسول .
لابد من المعاناة ,لأن الأمر جد لاهزل ,ولأن الفوز كبير والجائزة عظمى تستحق أن يبذل لها
العمر كله ,إن الجائزة هى (الجنة )وليست أى جنة إنها(جنة عرضها السموات والأرض )فيها
ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشرثم هى فوق ذلك دائمة لانصب فيهاولاوصب.
إنها الهدف الأسمى ,فلننظر سويا-إن شاء الله-
كيف نستطيع أن نمضى على الطريق ليكون لقاؤنا بفضل الله هناك .


ليست هناك تعليقات: