الاثنين، 16 أغسطس 2010

هذا الملل

افتراضي هذا الملل

لقينى جهم الوجه قاسى الملامح كأنما يزفر نارا
قلت له:مالك ؟ماكل هذاالعبوس؟
قال:أوه.ضقت ذرعا بالحياة وضاقت بى.ما عدت أطيق هذه الحياة الرتيبة المملة .كل يوم نفس العمل نفس الحركات .لقد عذرت الآن الذين ينتحرون هربا من الملل.
قلت:أعوذ بالله .ولم لاتحاول تجديد حياتك؟
قال:تجديد حياتى؟كيف والحركات والسكنات مفروضة علينا ؟إن الواحد منا أشبه بترس فى عجلة.لو توقف أو انحرف دمرتدميرا.
قلت:أحد أصحابنا كان محبوسا فى (زنزانة)
مساحتها متران مربعان مكث فيها عدة أشهر.هل
تعرف كيف خرج منها؟
قال:أكيد خرج بعدة عاهات .
قلت:خرج وقد حفظ القرآن الكريم كله.وألف كتابا عنوانه(منحة السجن).
قال:ويمكن أن تقول لى :إن يوسف عليه السلام
دعا فى سجنه إلى الله.أنا لست نبيا ولا وليا.
قلت:ماكان -العقاد-نبيا ولاوليا ومع ذلك تعلم فى
حبسه الإنجليزية وكان يكتب المقالات .
قال:أنا رجل عادى لست موهوبا كهؤلاء.
قلت:زوجتى ليست موهوبة ولكنها تقتل الملل
إنها بين الحين والحين تغير من ترتيب الأثاث
مما يجعلنا نحس أننا فى بيت جديد.وأحياناتجعل
الطعام فوق السطح .وأحيانا تقدم لنا شطائر(سندويتشات)كأننا فى رحلة.وكثيرا ما تكلفنى وتكلف الأولاد بمساعدتها فى(تنقية الأرز
وتقشير البصل )بصراحة زوجتى أذكى منك
بالفطرة.لاملل ولايحزنون.
قال:أنا رجل موظف أذهب إلى عملى فى وقت محدد وأعمل بطريقة واحدة ثم أعود بنفس الطريق كيف أجدد؟
قلت:لوكنت مكانك لذهبت مرة راكبا ومرة ماشيا
ولحاولت أن أبتكرفى عملى فى تنظيمه فى سرعته فى جودته وكانت عودتى مثل ذهابى.
وكنت أحيانا أدخل السرور على زوجتى وأولادى بنزهة بين الحين والآخر أو بجلسة فى البيت نتبادل أطراف الحديث ونسأل الأولاد عما حدث فى المدرسة بالتفصيل وأحيانا كنت ألعب
معهم بعض الألعاب الخفيفة وهذا غير متابعتى
لتحصيلهم وسؤالى عن أصدقائهم.أما ما يتعلق بنفسى فلا بد أن تكون لى هواية أجد فيهانفسى
وأنا على ثقة أنك إت فعلت ذلك فستشكو من قلة الوقت ولاحتجت إلى يوم أطول من يومك.
ولكنى أراك خاملا قليل الحركة تعمل ما تضطر
إلى عمله دون أن يكون لنفسك منك نصيب.
يا أخى أنت لاتعيش حياتك بل تعيش حياة الآخرين.افتح عينيك واملأصدرك بنسيم الأمل
وعش لنفسك قليلا من خلال هواية أو لنفسك ولغيرك من خلال عمل خيرى فإن الحياة تستحق
أن تعاش.
قال:كلامك منطقى ولكنه يحتاج إلى عزيمة.
قلت:بل يحتاج إلى نظرة واقعية متفائلة ترى أن العمر أقصر من أن نضيعه فى التأوه والألم .كان الله فى عون أصحاب المعوقات الذين يتعالون على إعاقاتهم ويبرز منهم الكتاب والمخترعون والمبدعون أولئك الناس ياصاحبى.
قال:سأحاول فهل تساعدنى؟
قلت:ماذاتريد؟
قال :نتنزه سويا على النيل لأول مرة فى حياتى فالجو جميل واليوم إجازة.
قلت:بل أسرع إلى زوجك وأولادك واستمتعوا
بهذه الفسحة ولتكن سطرا جميلا فى صحيفة جديدة .


ليست هناك تعليقات: