عمّ يتساءلون ؟
قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم خرج من مكة نفر طهور,لم يعجبهم حال القوم ,فقد فسدت العقيدة بعبادة الأوثان,وفسدت الأخلاق بالكبر والقسوة وفسدت الحياة الاجتماعية باستشراءالظلم
من أجل ذلك خرجوا يبحثون ويتساءلون فعمّ كانوايتساءلون؟
ليس عن دليل على وجود الله,فقد كان القوم يعلمون أن الله خلقهم"ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله"الزخرف87
وقد كانوايعلمون أن الله خالق السموات والأرض
وأنه عزيز عليم"ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن خلقهن العزيزالعليم"الزخرف9
وقد كانوا يعلمون أن الله منزل الماء من السماء
ومحيى الأرض من بعد موتها"ولئن سألتهم من
نزّل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله"العنكبوت 63
إذن.فعمّ كانوا يتساءلون ؟
كانوايتساءلون عن (المنهج),كأنهم يقولون:ياربنا
نحن نؤمن بوجودك ولكن ماذا تريد منا ؟ما هى
اوامرك؟وما نواهيك ؟وما أسماؤك وصفاتك ؟
البعض من هؤلاء النفروجد منهجا وركن إليه مثل (ورقة بن نوفل)الذى تنصر.
أما محمد صلى الله عليه وسلم فوجد المناهج قد
شوهت فما عادت شريعة(موسى)عليه السلام نقية وما عادت شريعة (عيسى)عليه السلام نقية
فقد جعلوا لله ولدا سبحانه"وقالت اليهودعزير بن الله وقالت النصارى المسيح بن الله"التوبة30
لذا لم يكن أمامه إلا اللجأ إلى غار حراء يتعبد لله الليالى ذوات العددلعل الله يهديه من حيرته
وقد كان "ووجدك ضالا فهدى"ضالا أى متحيرا
وكانت الهداية بتنزل (جبريل)عليه السلام بالوحى ,وكانت اللقطة الأولى من الوحى هى المنهج بأسسه الكاملة .
قام هذا المنهج على العلم من أول وهلة وبين
طريق اكتساب العلم عن طريق القراءة"اقرأ"
وبين أن حفظ العلم ونشره يكون بالكتابة"الذى علّم بالقلم "وبين أن العلم لابد أن يكون خيّرا نافعا "باسم ربك"وبين أن العلم -حتى العلم الشرعى-قد يقود صاحبه إلى الغرور والتعالى
فنبه الإنسان إلى أصله الضئيل "خلق الإنسان من علق".
وهذا المنهج يرتكز على قاعدة واحدة مهمة هى
(العلاقة بالله تعالى)وهنا نجد المنهج يذكر الرب صراحة مرتين"اقرباسم ربك-اقرأوربك الأكرم"
ولاحظوا رحمنى الله وإياكم أن الخطاب هنا مباشرللرسول صلى الله عليه وسلم ولكل فرد.
ومعنى ذلك أن علاقتك بالله مباشرة وأنك لست فى حاجة إلى وساطة شيخ أو كاهن "وإذا سالك عبادى عنى فإنى قريب"البقرة 186
ثم يوثق صلتك بالله عن طريق تذكيرك ببعض أسماء الله الحسنى وقدذكرفى المنهج الأساسى ثلاثة منهاالخالق)"الذى خلق خلق الإنسان"
(الكريم)"اقرأوربك الأكرم"(العليم)"علم الإنسان ".
واسمه (الخالق)يعنى أن كل مافى الوجود من
خلقه ونحن منه .واسمه (العليم)يعنى أنه يعلم ما يصلحنا ويعلم حاجاتنا وأسرارنا.واسمه(الكريم)
يعنى أنه يعاملنا بالفضل لابالعدل فنعمته نعم"وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها"وفضله سابق وعقابه لاحق .وهو الذى يدبر كل أمورنا حتى مايتعلق بذواتنا ونحن عنها غافلون "قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمان"الأنبياء42
وما دام هو الخالق الكريم العليم صار التوجه إليه مكسبا والتمرد عليه مهلكة .
"ففروا إلى الله إنى لكم منه نذيرمبين"الذاريات
50.وللحديث بقية إن شاء الله تعالى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق