الاثنين، 6 أبريل 2015

التوازن

توازن
الدول العربية -خاصة دول الخليج -أصابها الرعب من البرنامج النووى الإيرانى وتنظر بعيون القلق إلى اتفاق الإطار الذى وقعته إيران مع الدول الكبرى وهناك حديث يجرى على سباق التسلح النووى فى المنطقة وقال مسئولون سعوديون إن سعى المملكة إلى تخصيب اليورانيوم بات أمرا محتملا وقالوا إن من حق العرب أن يسعوا إلى امتلاك السلاح النووى لخلق توازن فى المنطقة ...وقالوا إن من حق الدول العربية أن تتخذ من الإجراءات ماتراه ضروريا للدفاق عن النفس ....
وكل هذا منطقى ومفهوم ولكن ....
غير المنطقى وغير المفهوم هذا التوقيت.....
لماذا الآن برز الخطر الإيرانى مع أن إيران الخمينى لم تخف قط ميولها الفارسية فى الخليج بل قال قائل منهم إن عاصمة الدولة الفارسية هى بغداد ؟
إيران هى هى لم تتغير فما الذى تغير ؟
ولماذا كشرت السعودية وحلفاؤها عن أنيابهم الآن فقط ؟

والسؤال الأهم :
هل الخطر الإيرانى هو الخطر الوحيد المحدق بالأمة العربية ؟
أين الخطر الصهيونى يا جماعة الخير ؟
الأمر المؤكد أن الكيان الصهيونى يمتلك مئتى رأس ذرية ويمتنع عن التوقيع على معاهدة حظر السلاح النووى ...
العالم كله يعرف ذلك
والعرب يعرفون ذلك
ولكن لاأحد يتكلم عن الخطر النووى الصهيونى
هل تحول العدو التقليدى التاريخى إلى صديق بعد اتفاقية (كامب ديفيد المشئومة )؟
أم تأخرت العداوة بيننا إلى مراتب أدنى من الأولويات ؟
أم بتنا نرى إيران أكثر خطرا ؟
جميل أن يصحو العرب على دقات نواقيس الخطر
وجميل أن يتنادى القادة العرب إلى توحيد الصفوف والعمل المشترك
ولكنى أرى عدم المصداقية فيما يجرى
ما يجرى يقتضى عملا حقيقيا باقيا عملا يعتمد على حركة الشعوب لارغبة الحكام
أفهم أن يقرر القادة العرب بدء خطوات الوحدة الحقيقية
بإلغاء جوازات السفر
ثم بفتح الحدود
ثم بإقامة مناطق صناعية مشتركة
ثم بتحرير التجارة البينية
ثم بإنشاء مجلس ألعلى للسياسة الخارجية
ثم بإعلان وحدة (كونفدرالية )
ثم تتوج الجهود بإقامة (الولايات المتحدة العربية )
أعرف انه خيال مغرق فى الخيال ...
ولكن ليس أكثر إغراقا من الوحدة الأوربية ...
بين دول لاتجمعها بعض مايجمع العرب من وشائج الدين واللغة والتاريخ والآمال والآلام المشتركة والموقع
أعلم أنه خيال
ولكن الأحداث التى غيرت العالم بدأت خيالا ثم أضحت حقيقة واقعة
أنا أرى أن هذا الحلم ليس مستحيلا ...
إنه قريب قريب
بشرط واحد ...
هو حسن النوايا وصدق التوجه إلى الله وإخلاص الوجه له بعيدا عن حب الكراسى
والزعامة ومر اعاة مصالح المسلمين فقط
هذا هو التحدى الحقيقى
وهذا هو الرهان الأكبر
فهل هناك من أمل ؟
أنااقول :
نعم نعم هناك أمل واعد فى جيل جديد أكثر إيمانا وأكثر شجاعة يؤمن بأن الطريق إلى الجنة يمر بالقدس الشريف .

ليست هناك تعليقات: