السبت، 4 أبريل 2015

فقه الدنيا -1

فقه الدنيا -1
قال:أرأيت إلى خطيب الجمعة الماضية كيف كان حديثه عن الحياة الدنيا فى الإسلام ؟
قلت:هذا أنموذج سىء لعوام العلماء الذين لايحسنون قراءة النصوص
قال:المعنى الوحيد الذى ركز عليه قرابة ساعة هو أن الدنيا باطل وأن الخير للمسلم أن يعتزلها باعبتر أنه من أهل الآخرة
قلت: هذا مفهوم عقيم لاصلة له مطلقا بمفهوم الإسلام عن الحياة الدنيا
قال :فكيف ترى حديث حديث القرآن عن الدنيا ؟
قلت:وصف القرآن الدنيا بأنها (متاع قليل زايل )
قال :أين نجد ذلك فى كتاب الله ؟
قلت:فى قوله تعالى "قل متاع الدنيا قليل " وقوله تعالى "وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور " وقوله تعالى "إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح "
قال:ولكن البعض يحتجون بأحاديث يقولون إنها تثبت حقارة الدنيا
قلت:مثل ماذا ؟
قال :مثل حديث ابن عمر -رضى الله عنهما -:أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبى وقال :"كن فى الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل "
قلت:ليس فى هذا الحديث الصحيح أى إشارة إلى حقارة الدنيا لأن الغريب وعابر السبيل يحتاجان إلى الطعام والشراب والمأوى والمركوب حتى يبلغا غايتهما وهذا لن يتأتى إلا بالعمل الدنيوى ولو اعتزل الناس الدنيا لمات الغريب وعابر السبيل
قال : ويستدلون بحديث "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر"فالرسول صلى الله عليه هنا يشبه الدنيا بالسجن ولاأحد يحب السجن
قلت:الحياة فى السجن خاضعة لضوابط صارمة واتباع الأوامر والنواهى وهذا يشبه إلى حد كبير حال المؤمن فى الدنيا فهو خاضع للتكاليف الشرعية التى تأمره وتنهاه وهذا أمر يحتاج إلى الصبر والمصابرة فى حين أن الكافر لايؤمن بالتكاليف الشرعية ويحيا على هواه فالدنيا بالنسبة له جنة خالية من أى تكليف
قال:ويستدلون بحديث سهل بن سعد الساعدى -رضى الله عنه-أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء "
قلت: وهذا أمر طبيعى فمتاع الدنيا فى مقابل متاع الجنة لايساوى شيئا كما أن الدنيا فى جانب ملك الله شىء ضئيل لايذكر
قال :ويمكن أن نقول شيئا حقيرا
قلت: كلا كلا هناك فارق كبير بين القليل والحقير فالقلة وصف كمى أما الحقارة فوصف معنوى
قال:ويستدلون بحديث أبى هريرة -رضى الله عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"الدنيا ملعونة ملعون مافيها إلا ذكر الله تعالى وما ولاه وعالما ومتعلما "
قلت:وهذا الحديث الرائع يثبت أن الدنيا فيها أشياء عظيمة مثل ذكر الله تعالى والعلم النافع وهذا من جهود المؤمن فى الدنيا
قال: يعنى فكرة اعتزال الدنيا غير إسلامية
قلت:نعم نعم ولكن دع هذا إلى جولة أخرى

ليست هناك تعليقات: