الأربعاء، 15 أبريل 2015

كيده ضعيف ولكن

كيده ضعيف ولكن :
قال:آيتان من كتاب الله تعالى أشعر أمامهما بالحيرة
قلت:ما هما ؟
قال:قوله تعالى "يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا"النساء 28 وقوله عز من قائل "إن كيد الشيطان كان ضعيفا"النساء 76 فالآية الأولى تثبت ضعف الإنسان والأخرى تثبت ضعف الشيطان يعنى ضعيف يعادى ضعيفا وإذا كان الأمر كذلك فما بال الشيطان يسجل انتصاراته على الإنسان ؟
قلت: فى الآية الأولى يخبرنا ربنا أنه خلق الإنسان ضعيفا وأخبرنا قبل ذلك أنه يريد أن يخفف عنا وفى الآية الأخرى يؤكد سبحانه أن كيد الشيطان ضعيف
قال :وماذا نلاحظ فى البيان الإلاهى ؟
قلت: أولا :القائل هو خالق الإنسان والشيطان وهو أعلم بخلقه "ألا يعلم من خلق" ولذا يؤخذ كلامه قضية مسلمة "ومن أصدق من الله قيلا"
ثانيا :نلاحظ أن التوكيد جاء فى جانب ضعف الشيطان ولم يرد فى جانب الإنسان وهذا يعنى أن الشيطان أشد ضعفا وأنه ليس له من سبيل على الإنسان وهذا مصداق قوله تعالى حكاية عن الشيطان "وما كان لى عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لى "إبراهيم 22
ثالثا :تسجل الآية الثانية أن للشيطان حيلا ومكايد يوقع بها الإنسان فى حبائله والله تعالى نهى عن اتباع خطوات الشيطان "ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين "البقرة 168
رابعا: تفضل الله علينا برحمته فأراد أن يخفف عنا ...يخفف عنا تكاليف الشريعة بالتيسير ويخفف عنا وساوس الشيطان ومكايده بالاستغفار والغفران
قال :ومع ذلك ينهزم الإنسان أمام الشيطان وهذا هو السؤال
قلت :أجاب الشيطان نفسه على ذلك وسجل الله هذا فى سورة /إبراهيم صلى الله عليه وسلم :"إلا أن دعوتكم فاستجبتم لى :22 وهذا الاعتراف يقرر ضعف كيد الشيطان فهو لم يركب الإنسان ولم يخترق جسده ولم يرغمه على شىء كما يزعم الجهال والمشعوذون ولكنه يوسوس ويخنس وهذا دأبه والمصيبة ليست فى هذا ولكن فى سرعة استجابة الإنسان واستخذائه للكيد الشيطانى الضعيف وهذا ظاهر من التعبير القرآنى بالفاء"فاستجبتم لى " ولذا كان تعقيب الشيطان على استخذاء الإنسان منطقيا "فلا تلومونى ولوموا أنفسكم "
قال :يعنى الشيطان يعربد فى نفوسنا ثم نكون نحن الملومين ؟
قلت :الشيطان يعربد كما يريد هذا شانه وتلك وظيفته ولكن ماعذرنا نحن ونحن على علم بأنه عدونا اللدود ؟ ما عذرنا وقد أخبرنا ربنا عن طرائق الشيطان وحذرنا منها وما عذرنا وقد رحمنا الله تعالى فقدم لنا الشريعة وهى قارب النجاة والفلاح وبين لنا حقيقة وسوسة الشيطان بصريح اعترافه فى جهنم كل ذلك ونحن مانزال فى غمار الدنيا ؟
قال :ومع ذلك يقرر النبى صلى الله عليه وسلم أن الإنسان خطاء
قلت :ويقرر صلى الله عليه وسلم أن خير الخطائين التوابون وهذا مما يضاعف غيظ الشيطان ويسحب البساط من تحت أقدامه ويأخذ بيد الإنسان وينصره عليه وعلى حد قول أخيك :
لاتنم عن توبة صادقة نوّر الله بها مستقبلك
لانتعم عن توبة صادقة لا تعن إبليس حتى يسحقك
أنت أقوى منه لو تدرى بما خصن الرحمان منه قلعتك
أنت بالقرآن والعلم الذى علّم المختار نور وملك
بكّر الراجون للفتح الذى يفتح الله فماذا اخرك ؟
قال :اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
قلت :آمين آمين وجميع المسلمين

ليست هناك تعليقات: