الجمعة، 17 أبريل 2015

أين عمر ؟

أين عمر ؟
قال :أرأيت إلى أحوال المسلمين اليوم لاتسر عدوا ولا حبيبا
قلت :بل تسر عين العدو يقينا وماذا يريد عدونا أكثر مما نحن فيه فرقة وضعف وهوان بعضنا يقاتل بعضا ....وقد بلغنا من الكرم أننا لم نحوج عدونا إلى قتالنا
قال :ما أحودنا إلى عمر ابن الخطاب يقيم عوجنا ويصلح أحوالنا
قلت :انت تحلم بالمحال
قال :ليس ذلك على الله ببعيد
قلت:سبحانه لايعجزه شىء فى الأرض ولا فى السماء ولكنها سنن الله التى لاتتخلف فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا
قال :ماذا تعنى ؟
قثلت :لقد قضى ربنا جل وعلا فى ذلك فقال "إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "
قال :يكفى أن يغيرنا الله لنتغير
قلت :يرحمنى الله وإياك ليس هذا بالمعنى الرشيد ...إن رجمة الله لاتتنزل إلا على من هو أهل لها أو على الأقل من يفتح قلبه لتلقى نفحات الرحمة واقرأ قوله عز من قائل "إن رحمة الله قريب من المحسنين "
قال :حسنا وما صلة هذا بالتمنى أن يرزقنا الله بمثل ابن الخطاب ليخلصنا مما نحن فيه ؟
قلت : الله تعالى خلق الأسباب وجعلها من سننه فهل أخذنا بالأسباب حتى يرزقنا الله ما نتمنى ؟ إن المسلمين لم يصلوا إلى عهد عمر إلا بعد أن دفعوا ثمن ذلك غاليا من أنفسهم وأموالهم لقد نصبوا أمام أعينهم هدفا لم يزيغوا عنه قيد شعرة بل جعلوه حكما يقود خطاهم و صدقوا الله فصدقهم الله
قال :وما هذا الهدف ؟
قلت:كان هدفهم الأسمى (الجنة ) الجنة لاغير هل ندرك نحن هاته الكلمة ؟ وهل نتمثلها أمام عيوننا فى كل ما نفعل ؟
قال :هل صعب أنت تعقد الأمور وليس كل الناس صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس كل الناس عمر
قلت :يغفر الله لى ولك وماذا كان الصحابة رضوان الله عليهم ؟ألم يكونوا ناسا من الناس ؟ ألم يكونوا ضلا لا فهداهم الله لما رأى منهم من حب للحق ؟ ألم يكن ابن الخطاب نفسه عدوا للنبى صلى الله عليه وسلم وقد ذهب ليقتله ولكنه عندما سمع الحق خشع له فكان عمر الفاروق ...إن الصحابة رضوان الله عليهم لم يبلغوا منزلتهم إلا بالصبر والمصابرة وتحمل التكاليف الجسام فأين نحن من ذلك ؟
قال: إذا كان الصحابة رضى الله عنهم ليسوا ملائكة فنحن لسنا شياطين
قلت:كانوا بشرا ونحن بشر ولكن الفارق أنهم استجابوا لله و لرسوله ونحن نعاند الله ورسوله فكيف يستوى الفريقان ؟
قال: أتنكر وجود الصالحين فى أمة محمد فى كل زمان ؟
قلت:بالطبع الخير فى أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة ولكنى أتحدث عن التيار العام نحن الآن نعيش زمنا ظهر فيه الفساد وطغا طغوا شديدا بما كسبت أيد الناس فلا عجب أن يذيقهم الله بعض ما كسبوا لعلهم يرجعون
قال :هل تريد أن نكون مجتمعا مثاليا ؟
قلت :لقد كان مجتمع الجاهلية شر المجتمعات ولكنه صار بفضل الله وحب أهله للحق خير أمة أخرجت للناس ومجتمعنا الآن أكثر تقدما ويملك من أسباب الإصلاح الكثير ولكن ماقيمة مانملك إذا كان كما مهملا ؟
قال :يعنى ماذا تريد من الناس أن يفعلوا ؟
قلت:أولا أن يحسنوا النية و أن يجعلوا الجنة غايتهم ثانيا :أن يحسنوا فهم دينهم ثالثا:أن يخلصوا فى أعمالهم وأقوالهم فالإخلاص سبيل المؤمنين رابعا:أن يبذلوا جهدهم فى نشر الإسلام بأن يكونوا القدوة الحسنة فى أخلاقهم
قال :وإذا فعلوا ذلك ؟
قلت:صاروا قوما صالحين وعند ئذ سيصلح الله حالهم ويرزقهم الله مثل عمر
قال :يعنى كما يقال (كما تكونوا يول عليكم ) ؟
قلت :هذا صحيح فإن الحكام نبت زرع بين شعوبهم ولا يعقل أن ينبت إلا ما يناسب محيطها إن شعبا صالحا فى مجمله حرى أن يخرج حاكما صالحا وإن شعبا سرى فيه الفساد لن ينتج إلا مثيله وصدق الله العظيم فى حديثه عن فرعون "فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين "فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين فجعلنا سلفا ومثلا للآخرين "الزخرف 54-56
قال :نسأل الله السلامة وصلاح الحال
قلت :اللهم آمين

  • مصطفى فهمي أبو المجد

ليست هناك تعليقات: