عن ابن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"كن فى الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل " متفق عليه .
هذا الحديث مظلوم إذ يتناوله كثير من الدعاة على أنه دعوة إلى الفرار من الحياة والانزواء عنها والاشتغال بالعبادة باعتبارها الطريق إلى النجاة ..ويحاولون زرع هذا المعنى فى قلوب العوام ...ولعمرى إن الله ليمقت على ذلك وإن الدين لأبعد مايكون عن هذا الطرح السقيم الضار وأنا على يقين أن هذا المعنى لم يدر بخلد الرسول صلى الله عليه وسلم الذى سالم وحارب وعقد المعاهدات وصام وأفطر وصلى ورقد وتزوج النساء وقال "فمن رغب عن سنتى فليس منى "رافضا دعوة الداعين إلى الرهبنة "فلارهبانية فى الدين " لأن الإسلام إنما جاء لصلاح الناس فى دنياهم وجعل فساد الدنيا فسادا للآخرة "ومن كان فى هذه أعمى فهو فى الآخرة أعمى وأضل سبيلا"الإسراء 72
على أن هذا الحديث المظلوم ينطق بما نقول فالغريب وعابر السبيل فى حاجة إلى ما يقيم أودهما من طعام وشراب وما يحفظهما من لباس وما يبلغهما موطنهما من مركب و هل لغير الغريب وابن السبيل مطالب غير ذلك ؟
وإذا قرأنا القرآن العظيم فلن نجد ما يدعو إلى ترك الدنيا ولكن ما يدعو إلى الاقتصاد فى طلبها وألا تكون مبلغ علمنا وكل همنا لأنها مزرعة للآخرة .
ولاأجد بدا من أن أهمس فى أذن الدعاة همسات ثلاث:
- كيف تكون الدنيا تافهة وقد شرفها الله بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ؟
-لمن يترك المسلمون دنياهم ؟للكفار كى يتقدموا وينهضوا ونتسول منهم الطعام والشراب واللباس ووسائل الحياة ؟
-تذكروا قول الله تعالى " قل من حرم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هى للذين ءامنوا فى الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون "الأعراف 32 ومفهوم هذهالآية المشرفة أن المسلمين أولى بهذه الحياة من الكفار وأن التنافس فى إثراء الحياة والرقى بها يجب أن يكون فى صالح المسلمين ...فاللهم اهد قومى فإنهم لايعلمون .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق