"إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىءمانوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكها فهجرته إلى ما هاجر إليه " رواه البخارى .
يرسم هذا الحديث طريق المسلم فى أداء أمور حياته كلها ويصحح مفهوما خاطئا يتناقله العوام ...الذين يسىء أحدهم فإذا كلمته فى ذلك قال :(ربنا رب قلوب ) وهى كلمة حق يراد بها باطل فربنا رب كل شىء القلوب والسلوك ومنطوق هذا الحديث الشريف يصرح بهذا "إنما الأعمال" إذا هناك عمل ولكن هذا العمل لابد له من أمرين :
الأول:أن يكون خالصا لله تعالى ..لأنه بهذا الإخلاص يتحقق له شيئان :(الخيرية والإتقان ).
الثانى :إن يكون موافقا لشرع الله غير مصادم له .
ويكون المعنى (إنما الأعمال الطيبة بالنوايا الطيبة ) ومعلوم أن النوايا -أيا كانت -هى دوافع الأعمال ...وعلى هذا فحسن النوايا لايكفى بل إن الاكتفاء بحسن النوايا قد يورد الإنسان موارد الهلكة إذ لابد لها من ضوابط الشرع الرشيد ولهذا قد يكون الطريق إلى جهنم مفروشا بالنوايا الحسنة ألا ترون إلى هذا الرجل الذى يقسم ثروته حال حياته قسمة الميراث خشية ظلم البنين للبنات فيقع هو فى الظلم ومخالفة الشرع ؟ ألم نسمع قصة الدبة التى ضربت رأس صاحبها النائم بالحجر وهى تريد أن تطرد عنه الذباب فقتلته ؟
لذا يجب الانتباه إلى أن حسن النية مطلوب مهم ولكنه لايغنى عن صلاح العمل بموافقته مقاصد الشريعة ...ولنقرأ قوله تعالى "وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا"الفرقان 23
فالعمل هنا طيب ولكن الله جعله هباء لاقيمة له لأنه لم يكن خالصا لوجهه عز وجل أى أنه فقد شرط النية الطبية ....إذا لابد من مراعاة الشرطين ضبطا لإيقاع الحياة لصالح الفرد والمجتمع ...والله تعالى نسأل أن يهدينا سواء السبيل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق