عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"ثلاثة لايكلمهم الله ولاينظر إليهم يوم القيامة ولايزكيهم ولهم عذاب أليم :رجل على ماء بفلاة يمنعه من ابن السبيل
ورجل باع رجلا سلعة فحلف بالله لأخذها بكذا وكذا فصدقه وهو على غير ذلك ورجل بايع إماما لم يبايعه إلا لدنيا فإن أعطاه منها وفَى وإن لم يعطه منها لم يف" متفق عليه
ثلاثة نماذج ملعونة لأنها فقدت الإنسانية وفضلت مصالحها الخاصة ...
الأنموذج الأول :رجل على (ماء) ب(فلاة) (يمنعه من ابن السبيل) ولاحظ هذه الثلاثة فالماء رمز لكل شىء ضرورى لايستطيع الناس الحياة بدونه .يعنى حاجات الناس اليومية .
والفلاة هى الصحراء وهذا رمز للاحتكار إذ ليس فى الصحراء تجار آخرون يمكن اللجوء لهم فهذا الرجل رمز للتجار الذين يحتكرون المواد الضرورية لجلب مزيد من الأرباح
وابن السبيل رمز للمحتاجين الذين لايملكون شيئا فابن السبيل فى حال بائسة فهو قلق معذب شديد الحاجة منقطع عن وسائل الإمدادوهذا الرجل يستغل شدة حاجته .
وهذه الصورة التى رسمها الرسول صلى الله عليه وسلم منذ أربعة عشر قرنا مازلنا نراها حتى اليوم فالإنسان هو الإنسان عبر الزمان والمكان .وكما قلت هذا النموذج مثل صارخ
لقسوة القلب إلى درجة تفضيل النفع الخاص على النفع العام .ولهذا استحق عقاب الله "لايكلمهم الله ولاينظر إليهم يوم القيامة ولايزكيهم ولهم عذاب أليم "
والمثل الثانى لرجل تاجر فاجر يستخدم الدين الذى رمز إليه بالحلف بالله من أجل بيع سلعته بينما الضحية هى الطرف الآخر الذى يصدق التاجر الفاجر ولايعلم أنه مخدوع ..أى أن
هذا الرجل مثال للانتهازى الذى يبيع نفسه بل دينه مقابل مكسب مادى .فهو ينبع من نفس منبع الأنموذج الأول لذا استحق نفس عقوبته .
أما النموذج الثالث فله وجه آخر سياسى فهذا الرجل بايع إماما يعنى أعطى العهد على تأييد حاكم والمفروض أن يكون ذلك لصالح العباد والبلاد ولكن الحقيقة المؤسفة أنه لم يبايع إلا
من أجل مصلحة دنوية فهو يتطلع إلى نصيبه من الكعكة فإن أخذ ما يرضيه بقى على عهده وإن لم يأخذ نقض العهد .وهذا أنموذج خطر جدا لأنه يفتح الباب أمام سيل المنافقين
المرتشين الذين فسدت أنفسهم ويفسدون الحياة .فهم لعنة على أنفسهم وعلى وطنهم .ولهذا استحقوا عقاب الله تعالى .
وفى النهاية ...أدعو إلى إعادة قراءة هذا الحديث النبوى الشريف الذى يوضح بجلاء أن هذا الدين دين الناس جميعا على ظهر هذه الأرض . |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق