عندما تغلى القدر وتفور المياه تنقلب الحال عقبا على رأس ,ويطفو الحصى والتراب ,ويختلط الغث بالثمين ,ويستمر الحال هكذا مادامت النار تحرق القاع
حتى إذا هدأت النيران وخمدت تغيرت الأحوال ....كل ٌ يعرف قدره ويرجع إلى أصله فيستقر الحصى والتراب فى القاع ,ويصفو الماء ويصفو ..
هذه القدر هى مصر...تغلى فوق نيران الثورة ومانشاهده من اضطرابات واختلاط الأوراق إنما هو فوران الماء واضطراب الأشياء ..
أيها القلقون ...الخائفون....ماظنكم بشعب عاش فى محيط القهر حتى القاع أكثر من نصف قرن ؟ماظنكم بمارد حبس فى قمقم من عفن هذا الردح من الزمان ؟
كيف تكون حاله إذا انطلق من عقاله ؟
تريدون منه الهدوء والرقة ؟ خلوا بالكم ياسادة لو حدث هذا لكان معناه أن هذا الشعب متخلف عقليا تماما مثل الطفل الساكن الصامت الذى لايتحرك طبيعيا
شأن كل الأطفال الذين يفترض أن ينشطوا ويقفزوا ويصرخوا ويجروا هنا وهناك ...
وأسارع فأقول إن شعبنا ليس طفلا وإنما هو -كما قلت- مارد عملاق حبس طويلا فلما خرج نسى الجرى فهو يحاول فيقع وينهض وهكذا يحاول حتى يستعيد لياقته ويستوى قائما وينطلق
أيها القلقون من حقنا أن نقلق ولكن بالله عليكم كفوا عن الندب والعويل
أرجوكم لاتلطموا الخدود شيئا من الهدوء بعض الصبر فقد يفاجؤنا المارد ويحول الأتراح إلى أفراح
قولوا من أعماقكم :يارب . |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق